أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً سلط من خلاله الضوء على تداعيات التصعيد المُتبادل بين إسرائيل وإيران، وحالة عدم اليقين بشأن نطاق وحدة وأمد هذا التصعيد. وأكد التقرير أن التداعيات المُحتملة للتصعيد الإسرائيلى- الإيرانى تشمل 6 قطاعات هى: الطاقة، والسياحة والطيران، والتجارة العالمية، والذهب، والأسواق المالية، والقطاع المصرفي. فى قطاع الطاقة حمل التصعيد الإسرائيلى - الإيرانى تداعيات بالغة الخطورة على القطاع سواء من حيث أسعار النفط والغاز، أو من ناحية استقرار الإمدادات العالمية، فى أعقاب الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية إيرانية ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة تصل إلى 13% لتتجاوز 75 دولارًا للبرميل فيما ارتفعت أسعار الخام الأمريكى بنسبة 8% إلى 74 دولارًا، وقد ترتفع الأسعار تدريجيًا إلى حدود 90 دولارًا وقد تتجاوز 120 دولارًا مع استهداف منشآت النفط أو موانئ التصدير الإيرانية الكبرى وتعطلها. وفى قطاع السياحة والطيران شكل الهجوم الإسرائيلى الواسع النطاق على إيران ضربة مزدوجة لصناعة الطيران العالمية، إذ أدى إلى اضطرابات فورية فى مسارات الرحلات الجوية بسبب المخاوف الأمنية بالتزامن مع قفزة مفاجئة فى أسعار الوقود ، وأصبح على شركات الطيران تعديل مساراتها لتفادى الأجواء الخطرة فوق إيران والعراق ودول الخليج، وهو ما يُفضى إلى زيادات فى وقت الرحلة وتكاليف التشغيل، وتُعد هذه الأزمة بمثابة اختبار جديد لشركات النقل الجوى، بالإضافة إلى ذلك، شكلت الزيادة المفاجئة فى أسعار النفط عبئًا مباشرًا على ميزانيات شركات الطيران، حيث تتوقع جهات استشارية أن ترتفع أسعار تذاكر الطيران بنسبة تتراوح بين 7% و15% على بعض الخطوط طويلة المدى. على الجانب الآخر استفادت بعض الدول مثل: مصر والسعودية من تحول حركة الطيران نحو أجوائها الآمنة ، مما أدى إلى زيادة العائدات من رسوم التحليق وارتفاع فى الطلب على الممرات الجوية البديلة. وتشهد الوجهات القريبة جغرافيًا من مناطق الصراع مثل: تركيا واليونان تراجعًا فى أعداد الزوار نتيجة القلق بشأن سلامة الطيران وعدم الاستقرار الإقليمى الذى يؤثر على قرارات السياح، ومن ناحية أخرى قد تشهد بعض الوجهات الأخرى زيادة فى الطلب السياحى إذ يعيد المسافرون توجيه خططهم لتجنب الشرق الأوسط. ومن بين أبرز التداعيات المُحتملة للصراع الإيرانى- الإسرائيلى يأتى خطر اضطراب حركة النقل البحرى الذى يشكل ما بين 80% و85% من حجم التجارة العالمية. كما شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا منذ اندلاع الضربات العسكرية الإسرائيلية على إيران واستمرار تبادل الهجمات بين الطرفين، وقد دفع التصعيد المتسارع فى الصراع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن فى ظل تزايد المخاوف من اتساع رقعة النزاع وتداعياته الاقتصادية. وفى يوم بداية الهجوم (13 يونيو 2025) ارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة 1.3% ليصل إلى 3435.35 دولار مقارنًة ب 3391.4 دولار فى 12 يونيو، متجاوزًا بذلك أعلى مستوى سُجل منذ بداية العام والذى بلغ 3433.55 دولار للأونصة فى 22 أبريل 2025، هذا، وقد أشارت منصة (FXEmpire) إلى ان تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران دفع المتداولين إلى تعزيز الطلب على الذهب مما دفع السعر الفورى نحو أعلى مستوياته على الإطلاق عند 3500.20 دولار. وبدأت الأسواق العالمية التفاعل بقوة فور تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران خصوصًا بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التى استهدفت منشآت إيرانية، هذا التصعيد انعكس مباشرًة على أسواق الأسهم العالمية ، حيث دفع مخاوف المستثمرين بشأن استقرار إمدادات الطاقة والنمو الاقتصادى إلى موجة بيع واسعة، وفى الولاياتالمتحدة تراجع مؤشر داو جونز الصناعى بأكثر من 750 نقطة (1.8%)، وهبط مؤشر (S&P 500) بنسبة 1.1%، ومؤشر ناسداك المُركب بنسبة 1.3% فى دلالة على انتقال المستثمرين إلى الأصول الآمنة مثل: الذهب وسندات الخزانة والدولار الأمريكى فى ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، فى المقابل حققت أسهم شركات الطاقة مكاسب قوية مع ارتفاع أسعار النفط بنسبة تراوحت بين 7% و9% مما انعكس ايجابًا على أسهم شركات مثل: «إكسون موبيل» و»شيفرون» و»دايموند باك إنرجي». ويقلل ارتفاع أسعار النفط من فرص خفض الاحتياطى الفيدرالى لأسعار الفائدة فى الربع الثالث 2025 كما تُصعب هذه التطورات أيضًا على البنك المركزى الأوروبى الأمور، فقد انخفض معدل التضخم فى منطقة اليورو خلال الأشهر الأخيرة بفضل انخفاض أسعار الطاقة لكن هذا الوضع يُخشى أن يتغير الآن ويشكل ارتفاع التكاليف مصدر قلق آخر لقطاع التصنيع.