الفريق أسامة ربيع: « الإسماعيلية 1» شهادة ثقة فى التصنيع المحلى فى مشهد مهيب يليق بقيمة الإنجاز وروح الانتماء، احتضنت ترسانة الإسكندرية البحرية احتفالية تدشين وتسليم قاطرة الإنقاذ العملاقة «الإسماعيلية 1» بقوة شد تصل إلى 190 طنًا، فى واحدة من أبرز خطوات توطين الصناعات البحرية الثقيلة داخل الجمهورية الجديدة. كان البحر خلفية للمشهد.. وكانت الإرادة المصرية فى الواجهة؛ حيث شهد الفريق أشرف عطوة قائد القوات البحرية رئيس مجلس إدارة جهاز الصناعات والخدمات البحرية ، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس ، مراسم تدشين القاطرة الاولى «الإسماعيلية 1» من طراز N 113.، والتى تم بنائها داخل ترسانة الاسكندرية وفقا لبنود التغاقد لتصنيع قاطرتين لصالح هيئة قناة السويس ، وذلك بحضور محافظ الاسكندرية ، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع، وعدد من قادة القوات المسلحة ، والشخصيات العادة ، ومسئولى هيئة قناة السويس. تأتى المناسبة تتويجًا لشهور من العمل المكثف والإرادة الصلبة، وفتحًا جديدًا فى سجل مصر الصناعى البحرى، حيث تُعد القاطرة الجديدة من أقوى قاطرات الإنقاذ فى الشرق الأوسط، وتم تصنيعها بأيدٍ مصرية داخل ترسانة الإسكندرية، لصالح هيئة قناة السويس، وكانت الكلمات التى أُلقيت خلال الاحتفالية بمثابة شهادات وطنية حية على ما يمكن أن تصنعه العقول والسواعد المصرية حين تتوفر لها الرؤية والدعم والثقة. اقرأ أيضًا| الفريق أسامة ربيع: نستعد لتدشين أكبر قاطرة بقوة شد 190 طنًا مواصفات القاطرة وتُعد قاطرة «الإسماعيلية 1» من طراز N 113 نموذجًا متطورًا فى مجال قاطرات الإنقاذ الحديثة، حيث تتميز بمواصفات تقنية رفيعة المستوى تجعلها واحدة من أهم الوحدات البحرية التى يتم بناؤها داخل ترسانة الإسكندرية، الذراع الصناعى البحرى الأهم فى مصر والشرق الأوسط، ويبلغ طول القاطرة نحو 71٫6 متر، وتتمتع بقوة شد تصل إلى 190 طنًا، مع قدرة على الإبحار المستقل لمدة تصل إلى 35 يومًا متواصلة، وهو ما يمنحها ميزة كبيرة فى الاستقرار والاعتمادية والتحمل فى ظروف البحر المختلفة، وتعتمد القاطرة على حزمة من الأنظمة التقنية المتقدمة، أبرزها منظومة الدفع KONGSBERG Promas، وأنظمة متكاملة للتحكم فى الدفع والملاحة من داخل كابينة القيادة، بما يعزز من قدرتها على المناورة والدقة أثناء المهام المعقدة. تم تصميم القاطرة لتكون ركيزة أساسية فى عمليات الإنقاذ والقطر فى أعالى البحار والمحيطات، حيث تم تزويدها بسعة كبيرة لوقود المياه العذبة، إلى جانب أنظمة دفع أمامى وخلفى، وإمكانية إطلاق واسترجاع قوارب الإغاثة السريعة (FRC)، وهو ما يمنحها تميزًا تشغيليًا واضحًا عن نظيراتها، كما تم تجهيز القاطرة بإمكانات مكافحة حرائق متطورة من فئة Fi-Fi 2، إلى جانب أنظمة التحكم الديناميكى DP1، ما يسهل من عمليات الإرساء والتوجيه بدقة عالية، خاصة فى المهام الطارئة أو أثناء تقديم الدعم للوحدات البحرية الأخرى. خطوة عملاقة من جانبه، قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، فى تصريحات خاصة لجريدة «الأخبار»، إن تدشين قاطرة الإنقاذ العملاقة «الإسماعيلية 1» بقدرة شد تصل إلى 190 طنًا، بالتعاون مع ترسانة الإسكندرية، يمثل خطوة عملاقة فى مسار توطين الصناعات البحرية فى مصر، وهناك قاطرة أخرى مشابهة «الإسماعيلية 2» جارِ بناؤها، مؤكدًا أن الكلمات تعجز عن التعبير عن مدى الفخر والاعتزاز بما تحقق اليوم، مشيرًا إلى أن ما جرى لم يكن مجرد تدشين قاطرة، بل إعلان واضح عن قدرة الدولة المصرية على تصنيع وحدات بحرية متقدمة تضاهى نظيراتها العالمية. ووجه «ربيع» الشكر والتقدير للفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية، قائلًا إنه لا يدخر جهدًا فى حماية مقدرات الوطن، ويقود بعزيمة لا تلين مسيرة تطوير قواتنا البحرية، ويدفع فى اتجاه التحديث والتطوير بكل ما يمتلك من إمكانيات، موضحًا أن التعاون بين هيئة قناة السويس وترسانة الإسكندرية ليس وليد اللحظة، بل هو تعاون ممتد يعكس الثقة فى قدرات هذه المؤسسة الوطنية التى أصبحت اليوم ترسانة بحرية حقيقية قادرة على إنتاج قاطرات وسفن عملاقة. وأشار إلى أنه كان متحمسًا بشدة لهذا المشروع تحديدًا منذ اللحظة الأولى، خاصة أن القاطرات الجديدة تُعد الأكبر من حيث قوة الشد على مستوى المنطقة، وهى المرة الأولى التى يتم فيها بناء قاطرات إنقاذ بهذه المواصفات داخل مصر، وتؤكد هذه التجربة أهمية امتلاك أسطول إنقاذ متخصص وليس مجرد وحدات بحرية تقليدية، وأن القاطرتين الجديدتين تمثلان نواة حقيقية لدعم قدرات قناة السويس فى الإنقاذ البحرى، سواء داخل القناة أو خارجها فى المياه الإقليمية. اقرأ أيضًا| a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4637821/1/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-1-%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%B9" title="الفريق أسامة ربيع: "الإسماعيلية 1" نقلة نوعية لأسطول هيئة قناة السويس"الفريق أسامة ربيع: "الإسماعيلية 1" نقلة نوعية لأسطول هيئة قناة السويس وتطرق «ربيع» إلى محور التصنيع البحرى داخل الهيئة، مؤكدًا أن ترسانتى بورسعيد والسويس أنتجتا بالفعل ثمانى قاطرات بقدرة شد 75 طنًا تعمل حاليًا فى المجرى الملاحى، وقد شاركت إحداها فى عملية إنقاذ سفينة «إيفر جيفن» الشهيرة، موضحًا أن قناة السويس تسعى جاهدة للاعتماد الكامل على الذات فى تصنيع كل ما يتعلق بتشغيل المجرى الملاحى، بما فى ذلك المعديات وقاطرات الإرشاد، وأنه لا توجد اليوم وحدة بحرية تعمل فى القناة إلا وكانت من تصنيع الترسانات التابعة للهيئة أو من خلال شراكات وطنية، مشيرًا إلى أن ما يتم إنجازه فى هذا المجال هو تجسيد حقيقى لقدرة المصريين على تحويل الرؤية إلى واقع، وتجاوز التحديات وتحقيق الإنجازات، موجهًا شكره وتقديره لجميع العاملين بهيئة قناة السويس من مهندسين وفنيين وعمال لم يتأخروا يومًا عن نداء الواجب، واختتم الفريق أسامة ربيع، بتوجيه الشكر والعرفان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، على دعمه المتواصل ورعايته الكاملة لمسيرة البناء والتنمية فى كافة ربوع الوطن. ثقة عالمية وفى تصريحاته ل «الأخبار» أكد اللواء بحرى حسام الدين قطب رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة الإسكندرية، أن تدشين قاطرة الإنقاذ العملاقة «الإسماعيلية 1» بقوة شد 190 طنًا يمثل محطة فارقة فى مسيرة توطين صناعة الوحدات البحرية الثقيلة داخل مصر، موضحًا أن القاطرة هى واحدة من اثنتين يتم بناؤهما لصالح هيئة قناة السويس وسط منافسة عالمية شرسة مع كبرى الترسانات الدولية، إلا أن ترسانة الإسكندرية أثبتت قدرتها الفنية والتقنية على تنفيذ المشروع بأعلى جودة وفى زمن قياسى، حيث تمثل ترسانة الإسكندرية إحدى قلاع الصناعات الثقيلة فى مصر والشرق الأوسط وقد تأسست وتطورت عبر عقود بهدف استراتيجى واضح هو تمكين الدولة المصرية من بناء وصيانة السفن المدنية والعسكرية بكفاءة تضاهى المعايير الدولية. وكشف «قطب» أن نقل ملكية الشركة إلى القوات المسلحة، جاء فى إطار إدراك القيادة السياسية لأهمية الشركة الاستراتيجية وبدأت على الفور خطة تطوير شاملة افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2015 وأطلق من خلالها مرحلة جديدة من التوسع والإنتاج، مضيفًا أن الشركة منذ إعادة افتتاحها عملت بخطى متسارعة لتعظيم قدرتها الإنتاجية حيث نجحت فى بناء ثلاث قاطرات طراز «جوويند» وتسليمها للقوات البحرية إلى جانب الانتهاء من أول قاطرة طراز «ميكو» وتدشين خط إنتاج جديد لقاطرات «آزميس» لأول مرة داخل الترسانات الوطنية. ولفت إلى أن قاطرات آزميس تتمتع بميزات فنية وسعرية تنافسية وقد تم تسليم أول قاطرة بقوة شد 85 طنًا إلى القوات البحرية بعد اجتيازها كافة الاختبارات بنجاح ويجرى العمل حاليًا على تسويق هذا الطراز عالميًا بالتوازى مع تصنيعه فى ترسانة الجنوب المطورة بالشراكة مع هيئة قناة السويس، مشيرًا إلى أن تنفيذ مشروع «الإسماعيلية 1» واجه تحديات كبيرة خلال مرحلة التعاقد استمرت نحو 16 شهرًا إلا أن الشركة تمسكت بالمصلحة الوطنية وعملت باستقلالية كاملة مع ثقة تامة فى قدرتها على المنافسة دون الالتفات لأى مصالح ضيقة، مؤكدًا أن تدشينها يمثل شهادة ثقة عالمية فى قدرة الصناعة الوطنية على تنفيذ المشروعات المعقدة ودليلًا واضحًا على أن مصر قادرة على تصنيع قاطرات إنقاذ عملاقة تساهم فى تأمين أحد أهم الممرات الملاحية فى العالم. وتعهد «قطب» باستكمال العمل فى القاطرة الثانية «الإسماعيلية 2» خلال الربع الأخير من العام الجارى وتسليمها فى موعدها المحدد للعمل ضمن أسطول هيئة قناة السويس بما يسهم فى تعزيز الأمن الملاحى ودعم القدرة التشغيلية للقناة، موجهًا التحية والتقدير للفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، والفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية ورئيس جهاز الصناعات والخدمات البحرية، على ثقتهما ودعمهما المستمرين واللذين كان لهما بالغ الأثر فى تحفيز فرق العمل ومضاعفة الجهود لتحقيق هذا الإنجاز، وثقتهما فى إمكانيات المهندس والعامل المصرى وتوجيههما الدائم بضرورة الاستماع لمتطلبات الصناعة ودفعها نحو التطوير، مختتمًا بالتأكيد على أن ما تحقق هو ثمرة رؤية واضحة ودعم رئاسى مباشر وإرادة تنفيذية قوية تؤمن بأن الصناعة الوطنية قادرة على النهوض وتجاوز التحديات ورفع راية صنع فى مصر فى المحافل الدولية. هكذا أسدل الستار على يوم استثنائى، لم يكن فيه البحر مجرد خلفية، بل كان شاهدًا ومحتفيًا وشريكًا فى صناعة الأمل، على أرصفة ترسانة الإسكندرية، حيث تلتقى رائحة المعدن بنبض التاريخ، وُلدت قاطرة الإنقاذ «الإسماعيلية 1» كأنها ابنة شرعية لصبر السواعد وعزم الرجال، لم تكن القاطرة مجرد إنجاز هندسى، بل مرآة تعكس تحول الإرادة إلى قدرة، والرؤية إلى واقع ملموس.