فى تحد جديد للمجتمع الدولى، أعلنت كوريا الشمالية أمس أنها ستواصل برنامجها النووي، وذلك بعد إجرائها تجربة ناجحة لوضع قمر صناعى فى المدار بفضل إطلاقها صاروخا باليستيا عابر للقارات يصل مداه إلى أكثر من 10 آلاف كيلومتر. وأكد التليفزيون الرسمى إطلاق الصاروخ بأمر من الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج-أون شخصيا، موضحا أنه أجاز "وضع قمرنا الصناعى لمراقبة الأرض كوانجميونجسونج-4 بنجاح فى المدار"، وذلك فى تحد لعقوبات الأممالمتحدة التى تحظر عليها استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. ودخل الصاروخ، الذى أطلق من قاعدة سوهاى فى شمال غرب البلاد، المدار بعد عشر دقائق على ذلك. وذكرت رى شون-هي، أشهر مذيعة كورية خلال إعلان خبر الإطلاق، أن "النجاح التام فى إطلاق كوانجميونجسونج-4هو حدث العصر فى تطور البلاد العلمى والتقنى والاقتصادى وقدراتها الدفاعية عبر ممارسة الحق المشروع فى استخدام الفضاء لأغراض سلمية ومستقلة". وأضافت أن الشمال سيواصل الدفع قدما ببرنامجه النووي، موضحة أن القمر الصناعى الأخير الذى يحمل عدة أجهزة للقياس والاتصالات يتحرك على المدار بوتيرة 94 دقيقة و24 ثانية". وتابعت أن بلادها ستطلق فى المستقبل أقمارا صناعية أخرى بما يتلاءم مع حرص حزب العمال الكورى على سياسته إيلاء أهمية للعلوم والتكنولوجيا". ونشر تليفزيون كوريا الشمالية صورة ثابتة لإطلاق صاروخ أبيض، وأظهرت صورة أخرى كيم وإلى جانبه مسئولون عسكريون مبتهجون فى مركز للقيادة. وفى إطار متصل، أعلنت وزارة الدفاع فى كوريا الجنوبية أنه تم العثور على ما يعتقد أنه قطعة من الصاروخ فى منطقة جنوب شرق جزيرة جيجو الكورية الجنوبية. وفى الوقت ذاته، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "إن.أتش.كيه" أن الصاروخ تفكك إلى قطع بعد فترة وجيزة من إطلاقه سقطت على بعد 150 كيلومترا غرب شبه الجزيرة الكورية فى البحر الأصفر وعلى بعد 250 كيلومترا جنوب غرب شبه الجزيرة الكورية فى بحر الصين الشرقى وعلى بعد 200 كيلومتر جنوبىاليابان فى المحيط الهادىء . جاء ذلك فى الوقت الذى توالت فيه ردود الفعل الدولية الغاضبة على إطلاق الصاروخ حيث طلبت الولاياتالمتحدةواليابانوكوريا الجنوبية عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى خلال ساعات لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ. وفى واشنطن، وصف البيت الأبيض إطلاق الصاروخ بأنه خطوة "جديدة تؤدى إلى زعزعة الاستقرار واستفزازية وتشكل انتهاكا صارخا للقرارات العديدة لمجلس الأمن". بينما قال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع مجلس الأمن الدولى بشأن اتخاذ"إجراءات مهمة" لمحاسبة كوريا الشمالية، واصفا عملية الإطلاق تلك بأنها"انتهاك صارخ" لقرارات الأممالمتحدة. ومن جانبه، دعا بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة كوريا إلى "وقف أفعالها الاستفزازية واحترام التزاماتها الدولية مجددا". وفى سول، طلبت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه من مجلس الأمن تبنى "اجراءات عقابية قوية". وفى غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مسئولى الدفاع الأمريكيين والكوريين الجنوبيين قرروا بدء محادثات رسمية لنشر نظام دفاعى أمريكى مضاد للصواريخ فى شبه الجزيرة الكورية. وفى بكين، أعربت الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية، عن أسفها فيما يتعلق بالإصرار على تنفيذ إطلاق تقنية صاروخية على الرغم من المعارضة الدولية. وفى طوكيو، أكد يوشيهيدا شوجا كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى أن بلاده سوف توجه عبر سفارتها فى العاصمة الصينيةبكين احتجاجا لكوريا الشمالية على إطلاق الصاروخ. وفى موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن "مثل هذه التحركات تؤدى إلى تفاقم جدى فى الوضع فى شبه الجزيرة الكورية وجنوب شرق آسيا برمته ويضر جدا بأمن دول المنطقة خصوصا كوريا الشمالية نفسها". وتابعت أن بيونج يانج أبدت مرة أخرى "احتقارا متهورا لقواعد القانون الدولي". وفى باريس، شددت الرئاسة الفرنسية على أن إطلاق الصاروخ "عمل استفزازى جنوني"، ودعت إلى "رد سريع وقاس من الأسرة الدولية فى مجلس الأمن". وفى لندن، أكدت وزارة الخارجية البريطانية إن "مثل هذه الأفعال لن تؤدى سوى إلى زيادة عزلة كوريا الشمالية.