يسترسل شريط الأخبار أسفل شاشة التليفزيون سيره فى سرعة وتتابع ومن آن لآخر يحاول البصر اختطاف كلمة أو اثنتين لعله يفهم مغزى خبر لفت انتباها.. حتى يأتى الناعى الحزين بالخبر اليقين وفى أقل من الثانية تتعالى الأصوات وتتسابق فى النطق "بحسبى الله ونعم الوكيل" ويستبد الحزن بالجميع ويتفرق كل منهم فى طريق ينفث غضبه ودعاءه على الإرهابيين متضرعاً إلى الله أن يقتص لكل شهيد منهم .. وتتوالى الحكايات التى لا يليق بها إلا الكتابة بماء الذهب .. مديد القامة .. سمارك بلون الخبز البلدى يا ابن بلدى .. الحسن فى وجهك .. وفى جبينك نور الشهادة .. وعز الدنيا ووعد الآخرة يا من استغنيت .. يا من طلبت الشهادة ووفيت .. ملامحك منحوتة من الصخر والصبر والإباء .. فى يوم الهول .. أنت شديد البأس .. الكل يعرف وطأتك ويعمل لك ألف حساب يا جندى مصر .. صادق العهد لا تنكث الوعد .. قاهر الظلم تصون الأرض والعرض .. تحفر تاريخاً من مجرى الدم .. ذقت طعم الرمل فكان أشهى إليك من الشهد .. صوركم يا شباب آية من آيات الحسن تبارك الخلاق .. احكى عن مين ؟ ولا مين ؟ شلبى الفلاح المؤمن بالقدر وبالمقدر والمكتوب ولا عن محمود العامل فى السويس اللى اتجند وعبر مع إخوانه فى 1973 .. احكى عن أبناء الطبقة المتوسطة اللى كلهم شبه بعضهم وروحهم فى روح بعض وقت الشدة والعدا .. احكى عن ماهر اللى حافظ صورة ستنا مريم فى بطاقته .. "الشدة يا عذراء" هؤلاء هم أبناء الصمت.. من جبلوا على الهدوء والعمل فى صمت .. ابكى .. انزف .. اموت .. وتعيشى يا ضحكة مصر .. وتعيش يا نيل يا طيب وتعيش يا نسيم العصر .. وتعيش يا قمر المغرب وتعيش يا شجر التوت وتعيشى يا ضحكة مصر .. وتلاميذ المدارس والنوارج اللى دارس .. والعسكرى اللى دايس على الصعب علشان النصر .. وتعيشى يا ضحكة مصر. جيش بلدك واخواتك .. حبايبك وجيرانك .. نسور الأباشى والبدلة العسكرية اللى بيلبسوها الرجالة .. بدلة على كل كتف لابسها حكاية .. ولاد بلدك حماة أرضك وعرضك اللى بيقاوموا شر حمالين الحطب من يسعون بالشر والبغضاء بين البشر .. لكن هيهات لقد وقعتم فى شرك شعب حكايته حكاية .. شعب يتصور سيلفى بجوار الجندى على الدبابة شعب يدرك جيدا أن الأمن يسبق الرزق. الجيش كان دوماً سند مصر ومصدر أمنها وسياجها عبر العصور .. فرضت الظروف وفقاً لما جاء فى كتاب "الجيش المصرى وسبعة آلاف عام من الزمان" توحيد كيان هذا الوطن العريق عام 3200 ق.م على يد مينا موحد القطرين .. مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى .. بينما بدأت بواكير الجيش الأكثر عراقة فى العالم أثناء حكم الأسرة الخامسة والسادسة فى عهد الملك "بيبى الأول" وتتوالى العصور والأحداث وكل فترة لها بطلها وأكليل الغار الخاص به .. انهزم الهكسوس واندحرت أطماع كل الطامعين وما أكثرهم .. ومنذ معركة رفح الأولى عام 217 ق.م التى قادها بطليموس لتأمين الحدود ورد المعتدين .. اشتعلت الروح الوطنية بين أفراد الجيش وفى العام التالى قاموا بأول ثورة عارمة على حكامهم الغرباء عام 216 ق.م. كانت مصر تنتهج منهج السلام مع كل جيرانها .. سلام الأقوياء الذين يعدون العدة وينظمون الجيوش .. لم يعتد هذا الجيش يوماً ولم يك باغياً .. ولم يخرج إلا لحرب فرضت عليه .. كان أداة الدفاع عن مصر فى الخارج .. وأداة لتحقيق الاستقرار فى الداخل .. بل إن الجيش المصرى ينفرد بدوره الحضارى فى تأصيل القيم والتقاليد والمبادئ والمثل .. فالتقييم الدقيق للجيوش لا يتم فقط من خلال الإنجازات العسكرية وتسليحها وخططها .. ولكن من خلال المنهج الأخلاقى فى التعامل مع الأعداء .. الدارس للحضارة المصرية وتاريخ العسكرية المصرية سيعلم أن هناك تقاليد استقر عليها الجيش منذ آلاف السنين تعكس أصالة الإنسان المصرى وتمسكه بالمبادئ والأخلاقيات والقيم الرفيعة .. المقاتل يدافع عن أرضه بضراوة ضد من يسعى لتهديد أمنه وأمن بلاده .. يتعامل بكل ما فيه من خشونة وقوة وكرامة.. لكن عندما يتعلق الأمر بالمدنيين .. يتم التعامل بكل تحضر .. فالقوة ليست فى عسكريته وتفوقه فقط ولكن فى سلوكه العام خارج إطار الأعمال العسكرية. من دلالات تحضر الجيوش قديماً وحديثاً .. هو أسلوب تعاملها مع أسرى الحرب .. فالجيش القوى فى حربه .. قوى فى سلمه من عدة جوانب أهمها : ضبط النفس عند التعامل مع الأسرى العزل من السلاح .. امتدادا للطبيعة السمحة التى تميز مصر وشخصية مصر .. جدران المعابد تزخر بنصوص عسكرية تعكس تقاليد حسن التعامل مع الأسير .. وإن ظهرت صورهم مقيدين فى بعض المناظر فذلك للتعبير عن كونهم أسرى. عرفت مصر معاهدات السلام بين الملك رمسيس الثانى وملك الحيثيين "خانو سيلى" عام 1280 ق.م. وتضمنت المعاهدة الإخاء بين المملكتين ومعاملة اللاجئين السياسيين وحق الدفاع المشترك .. أنهت هذه المعاهدة الحرب بين دولتين رئيسيتين على مسرح الأحداث فى الشرق الأدنى القديم وكانت مثلاً للريادة فى المنطقة نحو السلام .. وهو لغة الأقوياء والمتحضرين. تقلد محمد على باشا ولاية مصر فى عام 1805 وبدأ فى إدخال نظم التعليم العسكرى الحديث وتأسيس نواة الصناعات الحربية .. واستعان بالخبراء من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وكان أقدرهم جوزيف "سيف" سليمان باشا الفرنساوى .. الذى أسهم فى تكوين نواة الجيش بعد أن أصدر محمد على باشا أوامره بتجنيد المصريين فى 17 فبراير 1822 - لاحظ تاريخ تأسيس وإنشاء دول العالم من حولنا - مقارناً بتاريخ الجيش المصرى وأسوده ونسوره.. وتوالت الإنشاءات والمدارس والتوسعات .. فتأسست مدرسة المشاة عام 1820 ثم استطاع سيف الفرنساوى عام 1823 تشكيل آليات المشاة من المصريين وفى عام 1831 ظهرت آليات سلاح الفرنسان والمدفعية .. أما القوة البحرية فقد بدأ العمل فيها فى تاريخ مبكر نسبياً عام 1810 حتى تكون عوناً لمحمد على فى حملته إلى الجزيرة العربية. ولكن قد يتساءل البعض وخاصة من الشباب الأعزاء .. لماذا كان الاهتمام بالجيش منذ القدم ؟ إنها حسابات الجغرافيا وعبقرية المكان وأهميته الإستراتيجية هى التى فرضت على مصر إعداد جيش قوى قادر على دحر الغزاة والطامعين فى كل العصور .. مصر هى القلب النابض ومركز الثقل للمنطقة بأكملها .. وإذا أصيب القلب – لا قدر الله بأى عطب – لن تسلم الأطراف وبقية الأعضاء .. فمصر قلب الأمة العربية بالحقائق وخرائط الوجود .. لا بالجمل بالإنشائية. أدرك صلاح الدين الأيوبى أنه حين يفرض سيادته على مصر سيتمكن من طرد الصليبيين من الشام .. وحين جاء الموت إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب وقد تعرضت مصر للحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا وكان أيوب على فراش الموت .. أوصى ابنه وخليفته "توران شاه" خيراً بمصر قائلاً : "إن طلبوا منك بيت المقدس وغزة وغيرها من الساحل .. أعطهم ولا تتوقف على أن لا يكون لهم فى الديار المصرية "قعر قصبة" واعلم يا ولدى أن الديار المصرية هى كرسى المملكة بها تستطيل على جميع الملوك "فإذا كانت بيدك كان بيدك جميع الشرق". كانت هناك معادلة متداولة مفادها أن مصر القوية ازدهرت من خلال جيشها القوى الذى يسعى جميع الأشقياء للنيل منه .. ومحاولات تفتيته وتفكيكه مثلما حدث فى جيوش المنطقة لكن هذه المحاولات لم تزده إلا تماسكاً وإصراراً على تطهير شمال سيناء من أنصار بيت المقدس .. بل وتأمين مطالب الشعب وحل الكثير من أزماته .. وتكاد تكون ثقتنا الغالية التى لا نمنحها بكل تقدير وإعزاز حكراً على الجيش المصرى .. أقوى الجيوش العربية والمؤسسة الوحيدة فى مصر التى تعمل وفقاً لمعايير عالمية تحفظ لها ترتيبها المشرف بين أقوى جيوش العالم .. ومن ثم فأجهزة المخابرات العالمية لا تتوقف عن الدراسات والأبحاث للوقيعة بين الشعب المصرى وجيشه ! لن نتحدث عن دور الجيش فى ثورة يناير وما خلفها من أحداث .. ولكنى أذكر عبارة دهاة السياسة "من يقوم بثورة ولا يكملها كمن يحفر قبره بيديه" فلولا الجيش ما نجحت ثورة يناير. مصنع الرجال يتعجلون قبلة الموت .. إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جباناً .. من لا يملك شيئاً يموت من أجله لا يستحق الحياة .. ما ناح كلب أو عوى ذئب يوماً بوادينا إلا كانت نهايته حتما بايدينا .. تغلط فى جيش بلدى تبقى عدوى .. لسان حال البسطاء والملايين من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى لجل الشهادة وشرفها وعزتها .. البيادة هى الموضة المكتسحة منذ أعوام !! نبتدى بالشاب الأسمر المصاب الذى تسلل من سريره للعودة لميدان القتال ولا المقاتل الجرىء الذى أصابته رصاصة فى جانبه الأيسر فأصر على مواصلة القتال وقتل اثنى عشر ذئباً شريداً ثم جاء أجله بطلقة فى الجبين قالت كلمة الحق المبين .. نتكلم على من ودع صديقه وقال له انتظرنى إن افترقنا ولا نتكلم على من همس لحبيبته على صفحته بأحلى كلمات حب واعتذار "سامحينى يا حبيبتى إن كنت ضايقتك يمكن منتقابلش تانى" من يتخيل زميلا وهو يبلغ والد زميله بالخبر الحزين.. فجاء صوت الأب فرحاً .. تعال وهات معاك الشنطة .. ومنها أخرج "هدمة بركة" قطعة من ملابس الشهيد المضرجة بدمائه الزكية لكى يرتديها مولوده الذى لم ولن يشاهده. فى كتابها "فلسفة الموت" تشير د. أمل مبروك إلى أن كل لحظة حياة هى لحظة نحو الفناء .. فالموت يقتضى منا التشبه بالأنغام الموسيقية المتناسقة .. التى لا تصل إلى أعلى درجاتها إلا عند (الأوج) أو القمة .. حيث ينتشر الصوت وتضعف سعته وفقاً للمساحة التى ينتشر فيها وكذلك الحياة لا تصل إلى أعلى درجاتها إلا إذا اقتربت منها شيئاً فشيئاً من الفناء.. تحدث "كامى" عن تجربة الموت وكيف تعطى الإحساس باللامعقول وعدم جدوى الحياة وأننا لا نملك هذه التجربة لأن صاحبها يأخذها معه إلى القبر .. أما سارتر فكان يرى أنه ليس بوسعنا التفكير فى الموت أو انتظاره .. فالموت ليس عقبة .. وكل مشروعاتنا مستقلة عنه فيما يرى "مونتانى" الفيلسوف الفرنسى أن من يتعلم الموت ينسى العبودية .. الخوف من الموت يسمم الحياة .. ولكن الموت يتحول لغريزة هدامة حين يتجه إلى الخارج بعيداً عن داخل الإنسان – الموت الانتحارى للإرهابيين – عقيدة الجيش المصرى وفكرة الشهادة .. هى فكرة نابعة من الفطرة السليمة للإنسان ومن غريزة البقاء والدفاع عن النفس المتسقة مع الشرائع السماوية. قالها العقاد فى كتابه أبو الشهداء : لا عظة ولا نصيحة ولكنها حقيقة تقرر كما تقرر الحقائق الرياضية .. لا بقاء للإنسانية دون العمل لها .. ما لم ينس الفرد مصلحته بل حياته فى سبيلها .. لا بقاء للإنسانية بغير "الاستشهاد". زوجة مفطورة حزناً وقهراً .. طفل أكلته لوعة الفقد والغياب لأب تصدى للإرهاب وتغربل جسده من طلقات الرصاص فى "التومة" أو المقاطعة بالشيخ زويد .. تعالب تتنكر فى زى رعاة لزرع الموت بالقرب من الكمين .. وإرهاب إليكترونى يحارب "شهيد الغد ويلفق له صورا مضللة من العراق الشقيق وتتوالى الشهادات. قسم الغزالى الخوف من الموت إلى أربع طوائف فى كتابه فى إحياء علوم الدين .. الطائفة الأولى : الغافلة قلوبهم .. والثانية : الذاكرون للموت خشية ورغبة فى التوبة والطائفة الثالثة : العارفون الذاكرون له بصفة دائمة لأنه يمثل لهم موعد لقائهم مع الحبيب .. يحبون مجيئه ليتخلصوا من دار المعاصى وينتقلوا إلى جوار رب العالمين .. ولكن بالفضائل وطيب الأعمال وما فيه صلاح البشر .. الطائفة الرابعة : أعلى المراتب وهى فئة من العارفين تفوض أمرها لله ولا تختار لنفسها .. ولا تشتاق موتاً ولا حياة .. أحب الأشياء إلى المولى هى أحبها إليهم (محبة مفرطة .. مقام التسليم والرضا). شهيدك يا مصر .. يتسابق مع زملائه على الشهادة .. ثابت فى خدمته .. قابض على سلاحه مهما يسىء إليه البعض من المتنطعين .. مهما ننساه فى خضم مشاغلنا ولهونا وصراعاتنا الجوفاء .. شهيدك يا مصر مضرجاً بدمائه .. وثغرة الباسم يشى بما آل إليه الأمر.. "فبأى آلاء ربكما تكذبان متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان". اللهم اغفر لهم وارحمهم وادخلهم جنات النعيم يا حنان يا منان يا واسع الغفران .. اللهم ابدلهم دار خيراً من دارهم وأهلاً خيراً من أهلهم وأسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. اللهم اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة .. وكيف لا ندعو لكم وأنتم من علمتمونا الدعاء والابتهال إلى الله ورأيناكم تتسابقون إلى الشهادة وتقدمون على كل ما يقربكم منها لعزة ونصرة هذا الوطن ولسان حالكم يقول : "اللهم إنى استودعك مصر وأهلها وأمنها وأمانها وليلها ونهارها وأرضها وسماءها ونيلها .. ومنشآتها .. فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .. آمين .. رياحين الجنة نعلم أن محبة الشهداء فضيلة لا تدانيها فضيلة حتى تتوازن الأمور فى الحياة الدنيا. شهيد يتكلم للشاعر الكبير - محمود حسن إسماعيل شهيد " !! وبَعدى سيَأْتي شَهيد ! وألمحُ إصرارَهُ من بعيد وأشواقه لِرحاب الخلودِ ترُد لروحي الإباءَ العَنيدْ وتقذِفُني للوغَي من جَديد أقاتلُ حتى أُذيبَ الحديد وأرفع للشمس وجهَ الوجودْ وأرتَدُّ فيه وأنسابُ فيه دما عبقرياً أبِيَّ الوريدْ فلا نارَ فيَّ ولا عارَ فيَّ ولكنني حاصدُ للقُيودْ تُرابي عزيز " وخطوِي أزيز أدُك به زائفَاتِ السدُودْ ! فلا تَحْسبوني هُنا في منام ولا في همود فَقِيدِ العْهُود !! أنا يقظةُ حُرَّة في الحياة على كل حُرٍّ لظاها يَسود أنا في خُطا كلِّ سار ، أسيرُ ، أنا في حَشا كل ثأر وقودْ أنا في شَذا كل رَوض ، سعير تَفوحَ به عاطرات الورود أنا في سنا كل نَجْمٍ ، ضياء " يُقرِّب للظامئين الوُرودْ أنا في وجوه الْحيَارى طريق أنا في سفوح البَرابا صُعود أنا شُعلَة من جَبين الآباء تُحرِّم في النائمين الرقود أنا جُذْوة من هُتافٍ الدِّماءِ أناشِيدها لا تطيقُ الهمود أنا الموتُ أَنى رأيتُ القُيود أنا الهوْلُ يومي قريبُ الوعيدْ أنا الرَّفضُ في كل حَبَّة رملٍ على كلِّ أرضٍ ثَراها شريد أنا الومْضُ لا ينطفي لي بََريق " ومهما استطالَ المَدَى لن يَبِيدْ أنا البُغْضُ حتَّى أبيدَ العداةَ وأطْوِيَهم في رُفاتِ الحصيد ألَم ألقَهُم في خِضمِّ الجحيم بِريح من الروح عاتٍ شديد ؟ ولقَّنتُهم من فِداء البُطولةِ دَرسا لديْه الرَّواسي تَميد ؟ فذابُوا بأحْلامِهم في خُطايَ وبادوا بها بين رَمْل وبيدْ وجُنَّ بهم خَطهم في الفرارِ بشَيطانِهم وهو وهْم عَتيد فصارُوا سُدى ، واستَحالوا ردَّى يُجرِّعُهُم في البِلَى ما يريد ! سآتي باستَبرقي مِ الجِنان وأسقِيهم صرَخَات الرعود وأجتاحهُم من بَقايا التراب بنار الفدا ، وبأس الصمود فأنِّي هنا في حياضِ الخلودِ شهيد سعيد شقِى الوجودْ