لا شيء يزيد من مشاعر اليأس والإحباط لدى الفلول الهاربة فى فضائيات الدوحة واسطنبول، التى أصبحت مثل عش المجانين، سوى ورشة العمل التى تمتد على طول مصر وعرضها، من أجل إعادة البناء وتجديد البنية وشق الطرق وحفر الترع واستصلاح الأراضى وتدوير عجلة المصانع المتوقفة منذ 25 يناير 2011 فى إشارة لا تخطئها العين بأن المصريين قرروا أن يحققوا المعادلة الصعبة «يد تبنى للتعمير والتنمية والاستثمار ويد تحمل السلاح لمواجهة الإرهاب». لقد أخذ المصريون العبرة واستوعبوا الدرس مما جرى لعديد من جيراننا وأشقائنا العرب، ولم ينزلقوا لإعطاء الأولوية لمعركة على حساب المعركة الأخرى، وسوف يذكر التاريخ للمصريين أنهم أدركوا مبكرا أن النجاح فى معركتى البناء وسحق الإرهاب يتطلب إحباط وإجهاض المخطط الدنيء لإسقاط الدولة، والذى لم تتنبه إليه دول عديدة ابتلعت الطعم برفع الشعار المضلل «الشعب يريد إسقاط النظام» كهتاف يبعث على النشوة مثل مخدر الحشيش! وليس سرا أن البعض فى مصر كان يلح على وضع مهمة مكافحة الإرهاب كأولوية واحدة على صدر أجندة العمل الوطنى، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان له رأى آخر بأن تكون أولوية مكافحة الإرهاب بالتوازى والتزامن مع أولوية مماثلة فى عملية البناء والإصلاح الشامل، حتى تخرج من مصر رسالة للعالم كله بأن الحياة تمضى فى مصر بشكل طبيعى رغم محاولات الإزعاج اليائسة التى تنفذها بقايا عصابات الإرهاب المختبئة فى جحور جبال سيناء. ولعل أكثر ما أحبط الفلول الهاربة فى فضائيات الدوحة واسطنبول ولندن أن نسبة لا يستهان بها من قيادات الجماعة الفارين خارج الحدود باتوا يدركون أنهم يخوضون معركة خاسرة مع الشعب المصرى، بل إن بعضهم بدأ يتحدث علانية عن تورطهم - بوعى أو بدون وعى فى الرضوخ لأشكال متعددة من الضغط والابتزاز من جانب الدول المضيفة لهم، وزيادة حدة المخاوف من أن يكونوا فى الغد القريب ضحية تسويات ومصالحات إقليمية تفرضها ضرورات الحساب السياسى والاستراتيجى دون أدنى اعتبار لمصير العملاء من أمثالهم! خير الكلام: تراهم خشية الأضياف خرسّا.. يصلون الصلاة بلا أذان ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله