عادة ما أتلقي مكالمات أو خطابات أو إيميلات تعلق علي ما كتبته ليست كلها مدحا فأغلبها يكون ذما واحيان ما شتيمة وهذا كما قلت عادي وطبيعي لي مثلما هو عادي وطبيعي لغيري ايضا. لكن هذه المكالمة التي جاءتني بعد آخر مقال كتبته لم تكن ابدا عادية مثل سابقاتها خاصة وانها لاستاذنا مفيد فوزي الذي لم تمنعه أستاذيته وأهميته الكبيرة كصحفي كبير ومحاور شهير وما استوقفني أمام مكالمة الأستاذ مفيد هو الدرس الذي تعلمته ويجب ان نتعلمه جميعا, نعم مكالمة أستاذ لتلميذ أو تلميذة اللي هو أنا تعتبر درس في حد ذاته, درس لعدم التكبر, درس في الاهتمام بكل شئ ودعم وتشجيع الكبير لأي صغير يري انه موهوبا, درس لصلة الرحم بين الأجيال, حيث أن ثناؤه وهو من الجيل القديم ما هو إلا جسر تواصل للجيل الجديد, ومتي يحدث هذا في وقت أصبح فيه الصراع بين الأجيال هو سيد الموقف, ولكن وعلي أية حال فهذا ليس غريبا علي أستاذ مثل مفيد فوزي لأنه والحمد لله ينتمي الي جيل هذه هي أخلاقهم وهكذا هم تعلموا الصحافة من أساتذتهم ولئينا نتعلمها نحن ايضا لتكون في النهاية مدرسة الأخلاق الحميدة هي مدرستنا وأخلاقنا جميعا. * كان مجرد مهرجان مغمور لم ولن يسمع عنه أحد ولكن وبعد هذه الحكاية أصبح أشهر من نار علي علم, والحكاية ببساطة أن مهرجانا يدعي لقاء الصورة ينظمه المركز الثقافي الفرنسي من خلال سفارة فرنسا في مصر, وكان من خمس أعضاء لجنة التحكيم الذين وقع عليهم اختيار السفارة المخرج والناقد الفني والزميل أيضا أحمد عاطف وبعد ارسال كتالوج المهرجان له وبعد أن تصفحه وجد إن هناك فيلما ضمن الأفلام الموجودة يدعي شبه طبيعي تدور أحداثه في تل أبيب وعندما قرأ عاطف اسم مخرجته بدأ يتشكك فيها وبناء عليه راح يبحث عنها في النت فوجد أنها إسرائيلية وليس هذا فقط بل وتعتز بفترة خدمتها في الجيش الاسرائيلي ان الجيش الذي حاربنا ومازال يحارب فلسطين ويعبث الآن بقدسنا العربية فما كان منه إلا وكما قال طلب من أمه أن تدعو له ثم قام وكتب اعتذاره لإدارة المهرجان وذكر في حيثيات الاعتذار رفضه لوجود مخرجة إسرائيلية وإلي هنا والمفروض أن يكون الأمر قد انتهي عند ذلك.. إلا أنه لم ينتهي بل جري تصعيده إلي أقصي درجة حيث أبلغت السفارة الفرنسية الخارجية الفرنسية برفض المخرج واعتبروا ما فعله تعصب عرقي, ومعاداة للسامية, وعليه فقد راحت الصحف الفرنسية بل وكبرياتها بالهجوم عليه ونقده بقسوة وبعد ان كانت السفارة قد قررت سحب الفيلم من المهرجان عادت وتمسكت بوجوده مرة أخري كنوع من العناد يعني وأمام هذا الموقف المتعنت من جانب السفارة الفرنسية وخارجيتها قررت الجهات الفنية عندنا من نقابة مهن تمثيلية ونقابة السينمائيين هذا الي جانب وقوف بعض السينمائيين مع احمد تضامنا مع وقفته لدرجة ان كل من كان يشارك من فنانين مصريين في عضوية لجنة التحكيم قرروا ان ينسحبوا منها وفي النهاية وازاء موقف فرنسا اصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا آخر مضاد لبيان الخارجية الفرنسية تستنكر فيه موقف الخارجية والسفارة التي أعطت لنفسها الحق في فعل ما تشاء حتي لو كان علي باطل بينما ترفضه من الغير حتي لو كان علي حق.. * ونحن بدورنا نستنكر هذا الموقف المتعنت من السفارة التي مازالت حتي هذه اللحظة متمسكة بعرض الفيلم في المهرجان الذي يبدأ أعماله غدا.. ولكن هذا ليس بغريب أبدا عليهم فلطالما كانوا ومعظم الغرب يرددون الكلام عن الحرية ويبدو أنهم لا يفهمون من معناها إلا حريتهم هم وحدهم بدليل أنهم يؤمنوا بها إذا جاءت منهم أما إذا رفضنا نحن ما يفرضوه علينا أعمالا لحقنا في الحرية أصبحنا في نظرهم متطرفين ومعادين للحرية وللسامية وكل هذه المصطلحات الكبيرة التي يراد بها الحق بينما هي لا تنطق الا بكل ما هو باطل.. باطل.. باطل. * كنت أشفق علي تيسير فهمي من كثرة ما كررت من مسلسلات تتشابه مع مسلسلها أماكن في القلب الذي نجح عند عرضه منذ سنوات نجاحا منقطع النظير ومن ساعتها وحتي هذه اللحظة وتيسير لا هم لها إلا عمل مسلسلات تعيد به امجاد نجاح هذا المسلسل فعملت الهاربة وها هي تعمل الآن الهاربة2 وأحداثها تجري في أمريكا أيضا, علي غرار أماكن في القلب إلي أن جاءتها الفرصة اخيرا لإنقاذها من امريكا وبفعل فاعل من الكاتبة الصحفية مني رجب التي عن طريق مسلسلها ستغير تيسير جلدها أخيرا خاصة وأن أحداثه مختلفة عن كل ما تقدمه الان.. قصة أحداثه تدور في أمريكا أيضا ولكن امريكا في هذا المسلسل تختلف عن امريكا في مسلسلاتها السابقة حيث انها هنا مجرد مكان ضمن أماكن ولكن ليست في القلب وإنما في تصوير المسلسل ومنها ولأول مرة في تاريخ الدراما كندا وبذلك يا تيسير تكوني قد انتقلتي أخيرا من أمريكا الي كندا بس أوعي تكون قبلة مسلسلاتك القادمة هي كندا؟! * بسمة قالت في أحد الحوارات معها أنها ستقاطع الصحافة والصحفيين طبعا لأنهم بحثوا في أصلا وطلعوا لها جد يهودي وهذا ما تخشاه بسمة من ردود أفعال هجومية ضدها.. وأنا بدوري أتساءل يا بسمة وقبل أن تقدري تقاطعي الصحافة والصحفيين حتة واحدة, وهما الصحفيين عرفوا منين انه لك جد يهودي ولا حتي بوذي.؟ وعلي العموم انتي وبعد اللي عملتيه قلتي علي رأي المثل اللي ما يعرفش يعرف.. وكان من المفروض أن تتبعي طريقة إذا بكيتي بجد يهودي فلتستري نفسك فكان هذا أفضل من مقاطعة الصحافة والصحفيين الذين مازالت آثار مدحهم لفيلمك رسائل البحر لم تنمحي بعد ولم تجف!