محفوظ والتراث الانساني محور العدد الثاني من دورية نجيب محفوظ السنوية عن المجلس الأعلي للثقافة ، الدورية وجبة ثقافية دسمة في عالم الروائي الكبير مقسمة لفصول أربعة في467 صفحة تتصدرها مقدمة مهمة لرئيس تحريرها الناقد الدكتور جابر عصفور يسرد فيها خواطر خاصة من وحي ذكري ميلاد صاحب نوبل. الدكتور عبدالرحيم الكردي افتتح ملف العدد بمقالة رائعة عن البعد الإنساني في تراث محفوظ متوقفا بالتحليل عند ملحمة الحرافيش واللغة التصويرية الشفافة التي استخدمها الأديب الكبير في تصوير المشاهد مصحوبة بالمشاعر الإنسانية الدفينة, وأبرز الأمثلة عليها لحظة عثور الشيخ عفرة زيدان علي اللقيط الذي أصبح اسمه فيما بعد عاشور الناجي, حيث التصوير الدافيء بين روح الشيخ وروح الإنسان وروح كل ذي قلب يتحلي بسمة الانسانية. الفصل الثاني من الدورية حمل عنوان عالم محفوظ رؤي ومقاربات, استهله الناقد الفلسطيني فيصل دراج بمقالته سؤال الشر في رواية اللص والكلاب, وقدم الباحث الياباني يوشياكي فوكودا قراءة في المرايا وابحرت شيرين أبوالنجا في الاغتراب في الهاوية بينما قدم الروائي الناقد سيد الوكيل النص والنص المصاحب بقراءته في قلب الليل, ومقالات أخري في هذا المحور. أما الفصل الثالث والذي ضم خمس مقالات فجاء بعنوان قراءة في مكتبة محفوظ, وتصدرته مقالة عبدالغفار مكاوي ما الفلسفة؟. واختتم الدورية بفصلها الرابع من الأرشيف بعرض حوار متميز للكاتب الصحفي الزميل سامح كريم بعنوان نجيب محفوظ وثورة1919. الدورية فيها من التنوع والشمول ما يستأهل الدراسة والقراءة, أما العدد المقبل منها والذي يصدر في ديسمبر من العام الحالي فمحوره نجيب التاريخ والزمن.