مواقع على شبكات التواصل الاجتماعى وصحف ورقية شتى، أصرت على انها منابر للحرية والديمقراطية ومنافذ لليبراليين دعاة التنوير منددة بالتابوهات العقيمة، ووعدت بالتحرر من القيود والأغلال، وأن تكون وسيلة تواصل مع جميع الثقافات بما فيها المحجوبة. غير أن الحقيقة ومن خلال ما يمارسونه ويقولونه ويبثونه أبعد عن ذلك، وما يعلنونه من كلام راق ما هو إلا شعارات جوفاء تظللت أقنعتهم الداعشية الطالبانية شديدة الرجعية والسواد، خصوصا فى نظرتهم للنساء، حتى وان تواروا خلف العبارات المنمقة وارتدوا أفخر الثياب على أحدث خطوط الموضة، فهذا هو الظاهر وما خفى كريها بغيضا. بدايتهم كانت الفنانات المتبرجات، فلانة أغضبت جمهورها بإطلالتها الجرئية، وأخرى فى لقطة صادمة بالمايوه وكأنها فضيحة، ويبدو أن المطلوب ان تنزل البحر بالنقاب، وثالثة ذهبت لروما متحررة من قيودها لتظهر عارية فى بلاد الفرنجة، ولم يستوقف كاتب القصة الخبرية أنه هو فقط الذى يختلس النظر على الأجساد اللدنة والعامرة بالحسن، فى حين أن المواطنين الأصليين يتركون ضيوفهم على راحتهم دون فضول وتلصص مقيت. فى مهرجان القاهرة السينمائى الفائت، لم يقف القائمون على تلك الميديا عند ما يقدم من اعمال وشرائط سينمائية قادمة من اركان الدنيا الخمسة وسبق وعرضت فى مهرجانات دولية، كى يشاهدها الشباب الذى لا يرى سوى إنتاجات هوليوود، فقط ركزوا على انسحاب فتيات من الصالات لوجود مشاهد إباحية. وفى اليوم الثانى كرروا الخبر ولكن فى صيغة أقرب إلى الشجب، تلتها صرخات واستغاثات من أجل حماية الحياء والآداب العامة، فى استدعاء واضح وفج لمن يهمهم الأمر بأن يتدخلوا فورا ويوقفوا تلك المهازل، وهكذا وصم عرس الفن السابع الذى لا يتكرر سوى مرة واحدة فى السنة وكأنه مناسبة للخلاعة والمجون. وفى قرين له بقرطاج لم يتلفتوا إلى ما قاله مديره إبراهيم لطيف بأن افتتاح المهرجان بعد أسبوع من هجمات باريس يعتبر تحديا جماليا للعنف، بل استهجنوا طوفان اللحم الأبيض الرخيص. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد