من جديد نعيش اللغط والتناقض وتساقط الأقنعة ، ولا يبدو أننا سنبرأ قريبا من أمراضنا النفسية والاجتماعية المستعصية فما إن أدلت إحدى الفنانات بدلوها فى نقد التابو الجنسى إلا وكما هى العادة هب حماة الفضيلة وبعض المدعين من أهل الدين منددين بها فى مشاهد تكشف الجانب المظلم والمروع فى بنية التكفير المنغلقة والمتخلفة ، متجسدة فى تلك الازدواجية المقيتة والتي تعيد كل مظاهر الانحطاط تكرس التقوى فقط ظاهريا ، ولا بأس من المجون والعربدة وما ملكت أيمانهم مادامت كانت مخفية. وانبرت الحكومة القطرية من خلال جزيرتها تتباكى على الضياع الأخلاقى الذى وصلت إليه الكنانة ، ولا أدرى ما هى العلاقة بين مشاهدة المواقع الإباحية وتجديد الخطاب الدينى والإعلام فى حين أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يجد اى حرج فى وصف الميديا المصرية إجمالا مرئية ومقروءة قومية أو خاصة بالضعف.. فقط هى مزايدات رخيصة وممجوجة وربط ليس فى محله لإيهام الشباب. أن ما جاء بعد ثورة 30 يونيو هو الانحلال بعينه.والمرء فى حيرة فمالكو الشبكة الاخبارية آخر من يتحدثون عن القيم الدينية أو الشرف ، وإلا فليفسروا لنا كيف يستثمر أمراؤهم مليارات الدولارات فى شراء فنادق الخمور والقمار والدعارة من أساسيتها، والبعض منهم الذين لم يكتفوا بالسبايا، راحوا لشرق آسيا يتخذونها ملاذا آمنا لملذاتهم، ولماذا نتجه بعيدا أو ليس منهم الذين زحفوا لانطاكيا التركية لشراء سوريات قاصرات نظير بضعة ريالات. إن الفارق الذى أحدثته انتصار هى انها قالت علنا، وكاتب هذه السطور لا يعرف أحدا لا يشاهد البورنو، ولماذا الاصرار على أن تتنقب النساء لكنهن أحرار حينما تطأ أقدامهن بلاد الفرنجة يخلعن نقابهن وإلى صلات الديسكو يرقصن ويشربن الجعة ثم يتكنزن اشياء يختلين بها حين عودتهن لديارهن. هل يريدوننا ذاك الأعمى فى بيت من لحم أو هذا المقرئ الذى يضع النبيذ فى كوبه قبل تلاوته مدعيا أنه جنزبيل احمر «قانى»؟. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد