يظهر التلفاز وميديا العالم الواسع الدولة العبرية ومظاهر الحياة بها كم تتشابه إن لم تتطابق مع نظيرتها في بلدان الفرنجة والعم سام حليفها الابدي ، وهو ما يجعل المرء في حيرة فما يتسرب من خلف الأبواب الأسرية قصص مروعة مسكونة بالمآسي ، والسبب يعود لديانتها التي تبدو بعض تعاليمها أشبه بالداعشية من فرط تطرفها ، وهذا هو بالضبط ما تلخصه لنا تلك التنويعة السينمائية » الطلاق على الاصول الاسرائيلية » وفقا للترجمة الحرفية التركية. وللانصاف فقد جاءت متسقة تماما مع مضمونها ، وهو ما يعني تفرده بإمتياز مقارنة بالاديان وكذا العقائد البشرية الأخرى. فالفيلم الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان إسطنبول الأخير، أراد صانعوه أن يخترقوا من خلاله التابو وتعرية لاهوته وصب جم غضبهم على نصوصه المنغلقة ، فبطلته التي شاركت في إخراجه وكتابته ، تخوض حربا ضروسا من أجل أن تنهي زواجا لم تعد تحتمله ، ولكن هيهات فالمعركة غير متكافئة ، فالنصوص وكذا مفسروها ومعهم الحاخامات الذين يجلسون على منصة يفترض انها العدالة جميعهم يقفون قلبا وقالبا مع الزوج الذي لا يريد الانفصال. ولهذا سيمتد سجال طويل ومعقد من المرافعات والدفوع القانوينة وتأجيل لسماع شهود وكم هم كثيرون وبالمناسبة لن يلتفت لمعظمها الذي اعتبر انحيازا للزوجة ، كل هذا لم يكن بغرض الوصول للحقيقة ، بل لعل السيدة طالبة الحرية أن تمل وتيأس وتعود إلى زوجها. مارثون عجيب يذكرك بأريد حلا لسعيد مرزوق المفارقة أن الأخير مضي عليه اربعة عقود أما الحاصل أمامنا فهو الآن المذهل والمثير هو في تواطؤ القضاة الذين أصروا على عقاب المرأة لانها بضة ومفعمة بالأنوثة أي لو كانت عجوزا مترهلة لفكوا أسرها. وتبقى هناك إشادة لمخرجى العمل لتمكنهما من صياغة شريط خلاق وبذلهما جهدا محمودا كي لا يتسرب الضجر للمشاهد الذي كان عليه أن يخلص إلى نتيجة ألا وهي أن سحق النساء ووأدهن ليست بدعة مقصورة فقط على داعش ومن يدور في فلكها ومن كان منكم بلا خطيئة فيرجمها بحجر. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد