كالعادة عرف الناس خبر استقالة مذيعات يعملن بالجزيرة القطرية، من شبكات مرئية أخرى وتحديدا ال بى بى سى البريطانية، ولعل القائمين على الأولى لم يشأوا إزعاج مشاهديها بأمور هى فى النهاية خاصة بدولاب العمل، ومن ثم ماذا يفيد المتلقى من أسماء ذهبت وأخريات حتما سيحللن محلهن، إنه التغيير والتجديد. منطق ظاهره وجيه، لكن ما خفى كان أعظم، فالسبب الذى دفعهن إلى الهروب من جنة عدن المزعومة، اعتبارات مهنية، زاد عليها إحساسهن بالاهانة من فرط ملاحقتهن ومراقبة ملابسهن، التى يجب أن تكون محتشمة وقور ومتسقة مع ما اعتاد عليه أهل البلاد وتوجهات أميرهم المفدى حفظه الله ورعاه. لكن بالنظر لبعض المواقف فى هذا البلد ستجد تناقضا مريعا، فالكل يعلم أن دولتنا قطر العزيزة، لا علاقة لها بلعبة التنس لا من قريب أو بعيد، ولكنها أرادت بفلوسها أن تقيم مسابقة مفتوحة على غرار الحاصل فى بلاد الفرنجة، ولتشجيع مواطنيها اضطرت إلى إنشاء جماعات مؤقتة، ليس هدفها الحض على المعروف والنهى على المنكر بل لحث البشر للذهاب إلى الاستاد للإستمتاع باللعبة الارستقراطية، وإمعانا فى جذبهم اعطت لكل راغب تذكرة مجانية ومعها مبلغا من المال ك «مصروف جيب» فلابد أن بزدحم الملعب خصوصا فى المبارة النهائية التى ستفوم فيها الشيخة موزة بتوزيع الجائزة الكبرى على الفائزة ووصيفتها وتسليمهما الشيك المتخم بعشرات الآلاف من الدولارات. وهنا يبدو المشهد مثيرا للدهشة فالشيخة وابنتها تظهران وقد إرتديا الثوب الاسود التقليدى وهو بالكاد يظهر وجههن، أما اللاعبات فبلباسهن الرياضى الفاتن فأين القيم والتقاليد؟ غير أن المعضلة الأكبر التى ستواجه هؤلاء أتباع السلف الصالح، تتمثل فى المونديال الذى يفترض أن يقام على اراضى بلادهم، فماذا هم فاعلون مع الآلاف من الفتيات والفتيان؟ بالطبع سيلتزمون بتعاليم الفيفا وعدم فرض أية قيود على الضيوف الذين سيأتون من كل صوب وحدب، وعليهم اعتبارا من الآن تدبير احتياجاتهم من موانع الحمل كما هو الحاصل فى البرازيل، ولا بأس من إجازة شهر للاخلاق، يعود بعدها الحال إلى ما كان عليه، وسلم لى على الاحتشام. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد