في مثل هذه الأيام منذ أكثر من ستين عاما وبعد أشهر قليلة علي قيام ثورة 23 يوليو، شهد قصر عابدين أول مزاد علني لبيع مقتنيات العائلة المالكة، وكانت سيارات الملك فاروق هي أول ما يعرض في المزاد الذي تبعه لاحقا اكثر من 60 مزادا. عرف فاروق بولعه بامتلاك السيارات، كان أشهرها السيارة الحمراء التى أهداها له هتلر بمناسبة زواجه من الملكة فريدة. السيارات التي عرضت في المزاد الأول كانت تتمتع بمواصفات عالية بمعايير ذلك الزمان، كوجود جهاز تكييف، وإمكانية فتح النوافذ أوتوماتيكيا، وتليفون لاسلكي، وزجاج « فيميه»، ومقاعد يمكن تحويلها الي أسرة، بل وثلاجة صغيرة، واطارات لا تتأثر بالرصاص. تلاحقت بعد ذلك المزادات لمحتويات القصور، سواء من السيارات التي كان يفوق عددها 70 سيارة، أو باقي المقتنيات الملكية، التي عرضت لها مجلة المصور في ديسمبر 1952 حصرا كاملا من تحف وأثاث ومجوهرات، وبيع جزء كبير منها في مزاد شهير في فبراير 1954، وافتتح المشرف العام المزاد قائلا :« باسم الله وباسم الجمهورية.. نفتتح هذا المزاد الذي تعرض فيه تحف اقتناها الملك من دم الشعب وهي تباع اليوم ليعود ثمنها إلى صاحبه الشعب » و تلقي الرأي العام تلك المزادات، ما بين مؤيد لضرورة فتح صفحة جديدة، ورافض لبيع تاريخ مصر. في تلك الباقة التي أهداها لنا الفنان سمير الغزولي من أرشيفه، نسترجع مشاهد من أول مزاد في قصر عابدين، وآخر في قصر المنتزة بالاسكندرية..