تتعرض المبانى التراثية والأثرية لظاهرة الهدم والتخريب وإزالة معالمها التى ظلت شاهدة على العصر وأصبحت من معالم العواصم والمدن لسنوات طويلة ليست بالقاهرة وحدها بل على امتداد كل المحافظات دون عمل أى حساب لقيمة هذه المبانى وشهرتها التاريخية وطرازها المعمارى الرفيع الذى تفخر به مصر، ولكن معاول الهدم والتخريب وإزالتها من أساسها هو الهدف الأول لبعض المقاولين الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة ومصالح من يتوارثون هذه المبانى والاستفادة بالأرض الفضاء وتحويلها الى عمارات عالية وأبراج شاهقة تضم عشرات الوحدات السكنية وتحقق لملاكها عائدا ماليا يصل الى ملايين الجنيهات، ويعتبر مكتب الأهرام بالإسكندرية برئاسة الكاتب والصحفى والزميل حسين ثابت من أفضل المكاتب التى تحرص على كشف كل من تسول له نفسه هدم إحدى هذه الفيلات والمبانى التى تعتبر من العلامات المميزة العريقة لجماليات المدينة وتراثها المعمارى الرائع واستطاعت الصحفية النشيطة أمل الجيار على مدى ثلاثة أيام الكشف عن ما تعرضت له فيلا شيكوريل أجمل المبانى التراثية بالإسكندرية ونبهت المسئولين الى المخاطر التى تتعرض لها هذه الفيلا والمعروفة بالفيلا رقم 404 طريق الحرية رشدى لؤلؤة المدينة ودرة تاجها العمرانى الرفيع وكشفت من خلال النشر فى الأهرام أن أحد المقاولين بدأ فى تدمير الباب الأمامى للفيلا الذى يحمل حليات رائعة تعود لأوائل القرن الماضى بقصد إسقاط المبنى برمته مستعينة فى ذلك بأحد السكان الذى قام بتصوير عملية الهدم الأمر الذى جعل رئيس الوزراء يصدر قراره بإيقاف هذه العملية وإنقاذها من هدمها بالكامل خاصة وأنها كما يقول المعمارى محمد أبو الخير أحد مؤسسى مبادرة إنقذوا الإسكندرية إنها تحفة معمارية نادرة وتعد من المبانى التراثية المهمة للمدينة والمسجلة برقم 878 بقائمة الحفاظ على المبانى والمناطق التراثية بالمحافظة، ونستطيع من جانب حرصنا على المبانى التراثية بوجه عام وفيلا شيكوريل اسكندرية بوجه خاص أن نعرض لبعض الملاحظات والمقترحات الآتية: أن الحكم الصادر بإخراج الفيلا من مجلد التراث صدر دون أن يطلب أحد من لجنة حماية التراث رأيها كما يقول المهندس محمد عوض وقد تم الاستشكال من جانب المسئولين على حكم المحكمة باعتباره ليس باتا. أن عملية الهدم تمت دون ترخيص الجهات المختصة وتمت فى جنح الليل. أن إخراجها من مجلد الحفاظ على التراث لا يمنح أصحابها الحق فى هدمها إلا بترخيص كما يقول رئيس حى شرق الإسكندرية. أن الشكل الجمالى للفيلا بتاريخها وروعتها وأناقتها وكونها من الطراز المعمارى النادر أغرت أصحابها بعمليات الهدم، ومن هنا تكون دعوتنا الى رئيس الوزراء من واقع حرصه على تراث الإسكندرية المعمارى الرائع الحفاظ على هذه الفيلا الأنيقة. أن صدور حكم بهدم هذه الفيلا يفتح الباب أمام المقاولين وبعض أصحاب الفيلات الأخرى بالتوسع فى عمليات الهدم لتحقيق أكبر عائد مادى وتحويل مساحتها الى أبراج عالية وعمارات سكنية شاهقة وبذلك تضيع كل آمال وطموحات المسئولين والغيورين فى الحفاظ على البقية الباقية من هذا التراث المعمارى النادر. وأخيرا ندعو وزير الآثار د. ممدوح الدماطى لإجراء عملية حصر شامل لكل المبانى التراثية والمعمارية ليس فى القاهرة وحدها بل فى جميع محافظات مصر ليكون بمثابة سجل يوضع أمام رئيس الوزراء ليكون على علم مسبق ومن البداية بكل موقع على حدة قبل أن ندخل فى عمليات هدمه أو تخريبه. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى