كشف المؤشر العالمى للإرهاب فى تقريره السنوى عن أن التكلفة الاقتصادية العالمية من الإرهاب بلغت أعلى مستوى لها منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 إذ بلغت نحو 53 مليار دولار، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانت الأكثر تضررا العام الماضي. وأوضحت وكالة بلومبيرج الأمريكية على موقعها الإلكترونى أمس أن التقرير الحديث الصادر عن معهد الاقتصاديات و السلام أظهر أن الأعمال الإرهابية كلفت العالم 52٫9 مليار دولار وهو ما يبلغ تقريبا حجم الناتج الإجمالى المحلى فى بلغاريا سنويا، وذلك مقارنة بالتكلفة التى بلغت 51٫51 مليار دولار فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر. وأفاد التقرير السنوى بأن الهجمات التى ضربت العواصم الأوروبية من لندن إلى مدريد فى العقدين الأخيرين كانت نتاج عمل جماعات متطرفة منظمة، موضحا أن نحو 70٪ من الوفيات الناجمة عن الإرهاب فى الدول الغربية فى الفترة بين 2006 و 2014 كانت نتاج ما وصفته ب«الذئاب» المنفردة التى تحركها المشاعر المناهضة للحكومات أو المعارضة لعدد من القضايا مثل الهجرة وحقوق المثليين والإجهاض. وأكد التقرير أن الإرهاب يحمل أكبر خسائر بشرية واقتصادية فى الأسواق الناشئة، حيث يمكن للجماعات استغلال بعض مشكلات الشعوب الشائكة التى يغفل عنها القانون فى ظل الحكومات الضعيفة أو الفاشلة، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هى الأكثر تضررا، إذ بلغ عدد الأرواح التى لفظت أنفاسها بسبب الإرهاب العام الماضى 13،426 روحا. وذكرت بلومبيرج أنه لكى يحدد معهد الاقتصاديات والسلام التكلفة الاقتصادية التى تكبدها العالم من الإرهاب، قام بحساب قيمة الأضرار فى الممتلكات، وعلى سبيل المثال تكلفة الخسائر من هجوم انتحارى على مبنى وكم الضحايا من المصابين والمتوفين بما فى ذلك تكاليف الرعاية الطبية لهؤلاء وفقدان الدخل، بينما لا يأخذ المعهد فى الاعتبار زيادة عدد عناصر الأمن عقب أى هجوم أو ارتفاع أقساط التأمين. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن التقرير الحديث لمعهد الاقتصاديات والسلام لا يشمل آثار الدمار الذى خلفته الهجمات الإرهابية المتتالية التى شهدتها فرنسا يوم الجمعة الماضى.