لأن المصريين هم الشعب الأوحد الذى يختص بعيد الربيع وشم النسيم فإنه يتميز أيضاً باحتفالات من نوع خاص بعضها مرتبط بنهر النيل من حيث الفسح والحفلات والتنزه والآخر مرتبط بعادات الطعام المصرية القديمة مثل الفسيخ والخضراوات المرتبطة به والبيض الملون. حيث ارتبطت الاحتفالات هذا العام بالمتنزهات والجلوس علي شواطيء النيل والبحرين المتوسط والأحمر. ففي كورنيش النيل بالقاهرة وامتداده شمالا وجنوبا انتشرت جماعات من الاسر من كل الأعمار, حيث احتل كبار السن مواقع النزهة الهادئة في الوقت الذي ينتشر فيه الشباب من الجنسين بين المقاعد والجلوس علي ملاءات مع الغناء, ومعظم هذه الفئات من الأسر الفقيرة, ودون المتوسطة, وبرغم ذلك رفعت بعض الحدائق العامة سعر تذكرتها إلي3 جنيهات. كما انتشرت بطول الساحل المراكب الكبيرة والصغيرة, ولوحظ تكدس الرواد بالمراكب الكبري المتجهة إلي القناطر الخيرية, والتي تستغرق أكثر من ساعة في رحلتها, وتكدس المواطنون بها من كل مستوي, ومن فوق أسطحها, وبدرجة مكثفة, بينما تعلو أصوات الأغاني المبهجة, وتنتشر ألوان الملابس الخلابة التي تعلن عن مقدم الربيع وشباب الحياة, لتكون فرحة لكل المصريين, وعلي الكورنيش, وفي منطقة أغاخان, وحتي الإذاعة والتليفزيون انتشرت الاسر بين الشجيرات, حيث تميزت في ملبسها بملابس أهل البلد من المناطق الشعبية والطبقة المكافحة, وكشف عن ذلك أن معظمهم لا يتناولون الفسيخ كوجبة أساسية, ولكن كانت هناك أكلات الكشري والبطاطس والباذنجان, ذلك بعد أن وصل سعر الأسماك إلي أرقام خيالية. السابعة صباحا وفي الحدائق العامة توافد المواطنون منذ السابعة صباحا للتعبير عن فرحتهم, والبعد عن همومهم نتيجة ضغوط المعيشة والمتطلبات الصعبة, فكان يوما مناسبا للترفيه علي النفس, وافترش الآلاف مساحات خضراء من الأرض بعيدا عن جلسات الكراسي والترابيزات, وتحت الأشجار والشجيرات للاحتفاء بهذه المناسبة التي لا تتكرر سوي مرة واحدة, فإن مصدر مضايقة هؤلاء الغلابة أقل تذكرة في أي حديقة عامة لا تقل عن جنيهين, في حين أن الأسرة بالكامل مع الأقارب لا تقل عن15 فردا مثلا, فيدفعون30 جنيها لمجرد الدخول إضافة للمصروفات بداخل الحديقة والوجبات التي يكون أقلها الكشري أو حتي الطعمية, في حين توجه البعض إلي مدينة أكتوبر وحدائقها الواسعة, ومناطق التسلية والنزهة المنتشرة بها خاصة تلك المنطقة الجديدة بمدخل المدينة, وما بها من خضرة وأشجار منتشرة, وهي فسحة مجانية بمعني الكلمة. حديقة الحيوان وكان الحال كذلك في حديقة الحيوان, وهي الرمز الأساسي للاحتفال بهذه المناسبة الرمزية للمصريين سواء جماعات أو أفرادا, حيث تستقبل الحديقة في هذه المناسبة, وكما قال د. نبيل صدقي وكيل الوزارة لحدائق الحيوان نحو مائة ألف عادة, وهذا العدد يساوي10 أضعاف الأعداد التي تستوعبها الحديقة في أقصي إمكاناتها المنظمة, ومع ذلك فإن الحديقة, وإدارتها تبذل جهدا خياليا لاستقبال هذه الأعداد الغفيرة, موفرة لها الخدمات الأساسية منها4 سيارات اسعاف واللمسة الإنسانية لم تفت إدارة الحديقة بإعفاء جميع الأيتام والمعاقين من دفع ثمن تذكرة الدخول. وتكدس المواطنون في جماعات في الطرقات والمسارات الخاصة بالسير محتمين بظلال الأشجار النادرة, والعالية, بينما تدافع آخرون للجلوس بين أحواض الزهور والحشائش مفترشين الأرض, منهم من تكون هوايته التصوير أو الصور التذكارية بأجهزة الموبايل خاصة بين الشباب والشابات, وانتشرت الألعاب الخفيفة مع انطلاق الضحكات وانتشار الابتسامات المبهجة للنفس والروح وتركزت خيام الشباب والرياضة في بعض الأماكن بهدف توعية المواطنين وإرشادهم, غير أن أهم ما يلفت النظر أيضا هو انتشار تناول الاسماك العادية, بديلا للفسيخ, وكذلك الكشري والمكرونة والأغذية العادية للإنسان المصري, وهو ما يكشف عن إنخفاض المستوي المادي للإنسان متوسط الدخل بأبنائه ما بين2 و4 أطفال. الفيل والقرود وتركزت مشاهدات المواطنين حول الفيل الذي تكدس عليه عدد غفير من الاطفال, وبتذكرة جديدة لرؤيته, وركوب الكارتة التي يسحبها الحصان السيسي لما يجذبه منظره من انتباه الاطفال وحبهم لهذه المغامرة, وكذلك جبلاية القرود, وبها نحو40 قردا خاصة بعد أن قام الحارس بالقاء الغذاء لهم من كميات كبيرة من الخس مما جذب المزيد من المواطنين والاطفال, وكان اتجاه الرواد أيضا لمشاهدة سيد قشطة وطريقة تناوله الطعام من البرسيم, وغيره وحجمه الضخم الذي يتحرك في المياه بانسياب, كما اجتذب الاسد وعرينه أعدادا كبيرة من الرواد والاطفال لمتابعة إطعامه ومحاولة التصوير قريبا من القفص. وشهدت القناطر الخيرية ازدحاما شديدا لم يحدث منذ سنين طويلة, وتركزت الاحتفالات في اللعب والغناء وركوب الخيل. حديقة للبيع وعلي الجانب الآخر تلقينا شكوي من السيدة أماني الحمصاني المذيعة المصرية بأنها, فوجئت بمن يحتلون الحديقة في ابن سندر, والتي تمثل متنفسا لأهل المنطقة بالزيتون, وتتناسب مع احتفالات شم النسيم في قضاء يوم سعيد, فإذا بمن يحتلون جزءا كبيرا, ويقومون بتدميره تمهيدا لإقامة برج خاص بإحدي شركات المحمول, وتم ذلك فجر أمس الأول من حفرة عميقة وتشوين أدوات تشييد, وتمادت القوة التي اقتحمت هذا المكان, ونشرت أجهزتها مما يهدد صحة هؤلاء السكان, ويحجز عنهم المتنفس لديهم, إضافة لكونه تدميرا لحديقة عامة, وأن الذين يقومون بهذه الأعمال أكدوا أنهم حصلوا علي موافقة محافظ القاهرة, ورئيس الحدائق المتخصصة, ومن خلال عقد بين الطرفين, وأن هناك نية لتكرار هذه الجريمة علي مستوي26 حديقة أخري علي مستوي القاهرة.