رغم المحاولات المحدودة التي تبذلها أجهزة المحافظة لمواجهة مشاكل مواطني الثغر إلا أن نتائج هذه الجهود لم تتجاوز بعد جدران مكاتب المسئولين وكاميرات الإعلام بينما يبقى لصراخ المواطنين الدوى الأعظم الذى يهدد مصير عروس البحر المتوسط التي كانت !! فيبدو أن سكان المحافظة بدأوا بالفعل تسديد فواتير البناء المخالف الذى جرى كالسرطان على مدى الأربع سنوات الماضية وما قبلها ايضا .. وتعالت صرخات سكان المناطق الراقية قبل العشوائية من محاصرة مياه الصرف الصحي لمنازلهم وتلوث مياه الشرب وانقطاعها وكذلك انقطاع الكهرباء من حين لآخر على مدار اليوم .. ورصدت الأهرام معاناة المواطنين الذين أكدوا أن أقصى أمانيهم هو العيش وليس الحياة!! يقول (احمد السيد موظف) "المباني المخالفة مشكلة المحافظة مش مشكلتنا احنا ناس عاوزة تعيش في سكن يحميهم" ويسأل ببراءة "هو مطلوب من مواطن مش لاقى سكن يؤويه هو وأولاده يروح يكشف على أساس العمارة وخدمات المحافظة قبل ما يشترى فيها ؟" ويقول الدكتور مدحت عرفان من منطقة الرابعة الناصرية المشكلة أن خدمات الدولة فشلت في استيعاب كم وارتفاعات العمارات المخالفة وبدأت معظم مناطق الإسكندرية تشكو نقص الخدمات مشيراً إلى أن منطقة الرابعة الناصرية التي يقطنها الآن نحو10 آلاف نسمة بعد الهجوم الشرس لبناء العمارات المخالفة بالمنطقة تشكو انقطاع الكهرباء التي تستمر لمدة ثلاثة أيام متوالية وبعد إبلاغ النجدة والاستغاثة بشركة الكهرباء كشف مسئولو الشركة أن الكابل الممتد للمنطقة غير قادر على استيعاب المتغيرات السكانية التي زادت من الأعباء والحمولات مما أدى لإنقطاع الكهرباء وقامت الشركة باستبداله بكابل أخر طائر (مؤقت) والذى عجز هو الآخر عن أحمال المنطقة والنهاية كما يقول الدكتور مدحت عرفان إننا فى معاناة وكرب ولا نجد الحلول !! ولم يكن الوضع يختلف كثيرا في مساكن طلعت مصطفى بالهانوفيل ولا كثير من المناطق في منطقة العامرية ليبقى السؤال البريء الى متى يدفع البسطاء فاتورة تقصير وتقاعس المسئولين . فلاتر المياه تكشف المأساة وفى قرية الناصرية الجديدة بحي العامرية يقول حسن متولي إن الناصرية خارج حسابات المسئولين ولا يهتم أحد بما يعانيه سكانها، وأصبحت منازلهم معرضة للسقوط فوق رؤوسهم بسبب تراكم المياه حولها بصورة شبه دائمة، مشيراإلى أن منسوب المياه يرتفع حتي غرقت مداخل المنازل والطوابق الأرضية منها. و في قرية نجع العرب بمنطقة الورديان اكتفت المحافظة منذ نحو 10 سنوات بتوفير شبكة للصرف الصحي بالشوارع الرئيسية فقط كما يقول محمد السيد، أحد سكان المنطقة، موضحا أن حوارى وشوارع المنطقة محرومة من الصرف ولولا قلة حيلة سكانها لهجروا المنطقة. وفي منطقة الهضبة الصينية لم يختلف الأمر كثيرا حيث تتسبب مياه الصرف الصحي في معاناة الأهالي، وانتشار الأمراض والحشرات والزواحف، وتعطل مظاهر الحياة بالمنطقة كما يقول محمد إبراهيم، بالمعاش. وفى منطقة السيوف، يقول مجدي أحمد 46 سنة، ويعمل حارسا بإحدى العقارات ، "أن الصرف كابوس يؤرق حياة السكان فكل يومين تقريباً يطفح الصرف في الشوارع، مما ينتج عنه رائحة عفنة، تثير استياء أهالي المنطقة. ومن منطقة مساكن البلاستيك، الواقعة بمنطقة فيكتوريا شرق المحافظة، يقول عبده سعيد 50 سنة ندخل بيوتنا على الأحجار ونغلق نوافذنا من الروائح والناموس وهكذا تمضى حياتنا ! ومن منطقة الفلكي يقول أحمد سامي، سائق، 34سنة، إن "مشكلة الصرف سببها أن هذه المنطقة منطقة جديدة، وقد بنيت فيها عقارات كثيرة في وقت قليل، مما أحدث ضغطاً على شبكات الصرف، بالشكل التي لم تعد تحتمله، مما أدى إلى حدوث أزمة دورية، جعلت الشوارع تتحول إلى برك ويضيف مؤمن عبد العزيز طبيب من نفس المنطقة إن المأساة لا تقتصر على مياه الصرف فأضرار مياه الشرب أكثر خطورة على صحة الأهالي والأطفال الذين التهمتهم الامراض والضعف مشيراً إلى أن فلاتر المياه تكشف المأساة وقال ضاحكا بألم الفلاتر مابتكذبش ! ويقول أحمد جمعة، صاحب احدي مزارع الجوافة بمنطقة المعمورة البلد، ان مياه الصرف الصحي أثرت بشكل سييء علي المزرعة وأدت إلي حدوث جفاف شديد بالجذور مما أدي إلي موتها، حيث كانت تصل المياه في أكثر الأحيان حتي نصف الأرض وحتي الآن لم يحدث أي تحرك إيجابي من جانب المسئولين لحل هذه المشكلة ويرى شعبان منصور، مراقب عمال بمنطقة المعمورة البلد، أن الحلول المقدمة هي حلول مؤقتة وليست جذرية وأنه يجب التفكير في حل جذري لهذه المشكلة التي تفاقمت كثيرا، مشيرًا إلى أن المشاريع المقترحة لحل الأزمة استغرقت سنوات لإتمامها ولم تؤد إلي أي نتائج ايجابية . ويضيف "منصور" إن الغرف التي أقامتها شركة المقاولون العرب في منطقة المعمورة البلد لحل هذه الأزمة وتصريف المياه المتراكمة، استغرقت عاما ونصف وتكاليف مادية كبيرة وبمجرد تسليمها ظهرت المشكلة من جديد بعد مرور ثلاثة شهور فقط. وفي منطقة المندرة قبلي، يقول محمد علي صاحب محل بقالة بمنطقة المندرة قبلي أن المياه تؤثر علي عمله حيث تعيق المياه من دخول الزبائن للمحل وأكد أحمد حسن يسكن بمنطقة الحرمين ان مياه الصرف تؤذيهم والمسئولون يعدونهم بحل الأزمة دون جدوى .