بينما يعانى آلاف المواطنين بالمناطق العشوائية والفقيرة على أطراف مدينة الإسكندرية من غرق مناطقهم بمياه الصرف الصحى المتواصل منذ سنوات، إلا أن المسئولين لم يهتموا ولم يحركوا ساكناً أمام مأساة قاطنى تلك المناطق والتى جسدتها آلاف الشكاوى على مكاتبهم، رغم أن هؤلاء المسئولين أنفسهم هبوا لإنقاذ منطقة "سموحة" إحدى أرقى المناطق السكنية بالمدينة التى يقطنها عدد كبير من المسئولين والقيادات - والتى غرقت شوارعها بمياه الصرف ليوم واحد بسبب عطل فى محطة الصرف. هناك حيث قرر اللواء يسرى هنري، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحى إحالة كل من مدير ومسئولى محطة الصرف الصحى بسموحة للتحقيق وذلك بناء على طلب المحافظ هانى المسيرى وتم حل المشكلة على الفور. وأثار اهتمام مسئولى المحافظة بمنطقة سموحة حالة من الغضب بين العديد من قاطنى المناطق التى تعانى من الغرق بمياه الصرف منذ سنوات عديدة، حيث بدأ قاطنو منطقة الناصرية التابعة لدائرة ثان العامرية غرب المدينة، فى جمع عدد من التوقيعات لتقديم شكوى جماعية إلى رئاسة الجمهورية ضد محافظ الإسكندرية الذى يخالف الدستور المصرى على حد وصفهم الذى ينص على المساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات. ويقول حسن جابر - أحد قاطنى منطقة الناصرية - نعانى من غرق منطقتنا بمياه الصرف منذ سنوات عديدة، وتقدمنا بآلاف الشكاوى لم تجد لها طريقاً لدى المسئولين، مشيراً إلى أن مياه الصرف تسببت فى تصدع منازلهم وغرق الأدوار الأرضية منها، والتى تم بناؤها بنظام "البلوكات" فى ثمانينيات القرن الماضي، مبديا تعجبه من أن هذه المساكن أصلا تابعة للمحافظة وهى التى أنشأتها وملزمة بصيانتها على عكس منازل منطقة سموحة التى تعتبر ملكا لأصحابها". ولم تكن منطقة العوامى بنطاق حى العجمي، بأحسن حاإذ تتواصل معاناة الأهالى من طفح الصرف الصحى ووعود من المسئولين بسرعة معالجة المشكلة، لم تجد لها طريقاً إلى أرض الواقع. ويقول عمرو مغازي، أحد الأهالي: "مأساتنا مستمرة منذ أكثر من عامين إذ تغرق منازلنا فى مياه الصرف بسبب تجاهل المسئولين لشكاوانا، مضيفاً: "لا نريد إحالة المسئولين عن مأساتنا للتحقيق مثلما حدث بالنسبة لمنطقة سموحة ولكن أطالب على الأقل بحل مشكلتنا لأننا مواطنين نعيش فى وضع مأساوي". وتوجهت "الأهرام المسائي"، إلى اللواء يسرى هنري، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، ليرد على شكاوى المواطنين، ليقول إنه لم يكن هناك أى مجاملة لأهالى سموحة على حساب باقى المناطق المتضررة بمياه الصرف". وأوضح "هنري"، أن ما حدث بمنطقة سموحة كانت مشكلة مؤقتة مسئولا عنها مسئولو محطة الصرف الصحى هناك والذين تغاضوا عن إجراء الصيانة الدورية للمحطة فكان نتيجة لذلك إحالتهم للتحقيق، أما فيما يتعلق بالمناطق الأخرى مثل الناصرية والعوامي، فالوضع بالنسبة لهم مختلف تماماً حيث تعانى تلك المناطق من مشاكل فى شبكة الصرف نفسها نتيجة الضغط عليها بسبب زيادة الكتل السكانية هناك، وأضاف أنه جار العمل على إصلاح الشبكة بالإحلال والتجديد، مشيراً إلى أنه بدأ بالفعل مشروع تطوير شبكة الصرف بمنطقة "العوامي"، والذى سينتهى خلال 3 أشهر من الآن. ولم تتوقف مشكلات المواطنين على الصرف الصحي، ففى منطقة السيوف وبالتحديد شارعى الشهيد عبدالفتاح الشعشاعي، وشارع بنزينة صبرى، غرقت المنازل بالمياه بعد حدوث كسر بماسورة المياه الرئيسية التى غمرتها بالكامل بعد كسر حدث بالماسورة الرئيسية المغذية للمنطقة. وقام الأهالى بالمنطقة بتحرير محضر ضد المحافظة وشركة المياه حمل رقم 46 أحوال قسم ثانى الرمل متهمين الأجهزة المسئولة بالأهمال. من جانبها أعلنت شركة مياه الشرب، فى بيان لها أنها ستعمل بداية من اليوم، فى إصلاح الكسر، الذى حدث بالإحلال والتجديد لشبكة المواسير بأكملها.