خرج الاتحاد الأوروبي بدعوة إلى تنسيق خطوات بروكسل وواشنطن وموسكو في سوريا، وإلى أن يكون دور روسيا السياسي بسوريا أكبر، محذرا من تفاقم الوضع هناك سياسيا وعسكريا. وهذه الدعوة التي أطلقتها مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني قبل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج أمس، لم توضح المطلوب بالضبط أو هدف التنسيق الذي دعت إليه، خاصة في ظل عدم تقديم صورة واضحة للمشهد السوري حاليا في ظل التدخل العسكري الروسي، وهل ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يؤيده فعليا أم لا؟! ويبدو أن التوجهات الأوروبية تتقيد بضرورة مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، أما مستقبل سوريا وشعبها الذي أصبح يعيش لاجئا حتي داخل أراضيه فلم يكن ضمن اهتمامات الأوروبيين. غير أن «موجيريني» عادت واستدركت خطأها لتشير ربما إلي بداية الحل السياسي وإن كان علي استحياء بقولها : يجب أن تبذل بروكسل جهودها من أجل دعم عملية تشارك فيها جميع الجهات المعنية في تسوية الأزمة في سوريا ، مع ضرورة مشاركة جميع اللاعبين في هذه الأزمة، في مفاوضات عملية الانتقال السياسي وبحضور دولي. وإذا كان كلام «موجيريني» يحتمل مشاركة جميع الأطراف السورية في رسم خريطة الطريق لإنهاء الأزمة السورية، تدخل مسئول أوروبي آخر وهو وزير الدولة الفرنسي للشئون الأوروبية هارلم ديزير ليتناقض موقفه مع مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي التي يفترض أنها التي ترسم ملامح السياسة الأوروبية بشأن القضايا الدولية..خطورة ما ذكره المسئول الفرنسي أنه يدعو لدعم عملية انتقال السلطة في سوريا بحيث تسمح بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وإقامة نظام جديد يضم المعارضة المعتدلة غير المتورطة في الإرهاب وكذلك عناصر النظام الحالي التي لم تشارك في الجرائم ضد المدنيين..وبالتالي يتناقض الموقف الأوروبي مع توجهات روسيا بما يؤدي إلي تضييع الوقت وتفتيت جهود حل الأزمة وإطالتها.