حالما وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة بإرادة شعبية استشعر أهمية الأمن القومي العربي وتجاوب معه الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي طرح أهمية الأمن القومي العربي في أول اجتماع لمجلس الأمن الوطني بالمملكة. لقد نظر كلاهما تعانيه الأمة العربية من مخاطر الإرهاب وإيران، فإيران صنفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعظم دول العالم بأنها راعية للإرهاب بعد أن آوت عناصر القاعدة ووفرت لهم الملاذ الآمن. كما أن أحداث الخبر عام 1996 وقتل 19 أمريكيا وجرح أكثر من 270 فرداً بالإضافة إلى ما حدث عام 1982 من قتل المارينز من الجنود الأمريكيين في لبنان بأوامر من السفير الإيراني جنتي، فقد تجاوز عدد القتلى 241 أمريكياً وعندما وصل الخميني إلى طهران أعلن عن تصدير الثورة الإيرانية، فكان من نتائجها الحرب العراقيةالإيرانية حيث دمر صدام وقتها3000 قرية إيرانية و 30 مدينة. من يومها بدأت إيران في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال أذرعة تغلغلت في الدول العربية مثل حزب الله الذي تولى أكثر من 38 حزباً منتشراً في الدول العربية واختراق بعض الدول العربية وتحريض الطوائف ضد بعضها. وعندما وضعت الولاياتالمتحدة نظريتها (مركز الأرض Central Land) وقالت بأن من يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على الاقتصاد العالمي. جاءت واشنطن للشرق الأوسط الكبير الذي أدخل إيران وتركيا وإسرائيل وباكستان. فإسرائيل عزلت نفسها بأنها لا ترغب في السلام، أما إيران فاستيقظت لديها الأحلام الفارسية بإعادة مجد داريوس الأول عندما وصل إلى الشواطئ السورية، وقفز إلى مصر واليونان. من يومها بدأت إيران تحاول تحقيق طموحاتها في كثير من الدول العربية وعلى رأسها العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين، طمعاً في الاستيلاء على الخليج وباب المندب، فأصبحت إيران تشكل أكبر التحديات للأمة العربية مستغلةً انشغال مصر وبعض الدول العربية بالربيع العربي. لكن الملك سلمان أدرك أن الأمر أصبح يشكل خطراً على الأمة العربية، فتعاون مع أشقائه من الدول العربية لطرد أذرعة إيران من اليمن وشاركت مصر مع دول التحالف لأنها تدرك المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي. دعت مصر إلى إنشاء قوة عربية للتدخل لحماية الأمن العربي وتجاوبت معها الدول العربية وطالبت في 4 يونيو 2015 من خلال كلمتي عن المخاطر الأمنية على الشرق الأوسط أمام لجنة العلاقات الخارجية الأمريكيةبواشنطن، وجعلت الحل في سبع نقاط يأتي في مقدمتها تغيير نظام الحكم في إيران. إن إيران دولة مسلمة وجارة لكن الخطورة على الأمن العربي كمن في النظام الإيراني الذي يحاول زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وممارسة النفوذ على الشعوب والدول العربية. إن وقوف مصر والمملكة العربية السعودية من شأنه أن يواجه كل التحديات على الأمن القومي العربي. لمزيد من مقالات أنور عشقى