بكام الطن؟ أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 في أسواق الشرقية    تشكيل البرتغال المتوقع أمام ألمانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية    النيابة تقرر حبس 5 متهمين بالتنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    رابط نتيجة الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025 في جميع المحافظات    طقس عيد الأضحى 2025 .. أجواء غير عادية تبدأ يوم عرفة وتستمر طوال أيام التشريق    بعد بكائها.. نادية الجندي تنعى صديقتها سميحة أيوب برسالة موثرة (فيديو)    الدولار ب49.62 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 4-6-2025    مسيرات تحلق فوق سفينة أسطول الحرية ومخاوف من هجوم إسرائيلي    اليوم.. مجلس الأمن يعتزم التصويت على قرار لوقف حرب غزة    اليوم.. ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم بنسبة 50%    جيش الاحتلال يحذر سكان غزة من التوجه لمراكز توزيع المساعدات    "مايكل وملاكه المفقود" لهنري آرثر جونز.. جديد قصور الثقافة في سلسلة آفاق عالمية    "ظهور يوريسيتش".. 3 صور لاحتفال جدو مع زوجته بالفوز بدوري أبطال أفريقيا    رسميا.. رفع إيقاف قيد الزمالك    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    «إنتوا هتجننونا».. خالد الغندور ينفعل على الهواء ويطالب بمنع زيزو من المشاركة مع الأهلي في المونديال    مقتل محامٍ في كفر الشيخ.. ووكيل النقابة: اعتداء وحشي    تنسيق 2025.. هؤلاء الطلاب مرشحون لجامعة "ساسكوني مصر"    قبل عيد الأضحى 2025 .. أسعار الماعز والضأن في أسواق الشرقية    مصرع وإصابة 17 شخصا في انقلاب ميكروباص بالمنيا    إصابة 14 شخصًا في انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوى الغربى بأسيوط    مشعر منى يتزين ب«الأبيض» بقدوم حجاج بيت الله في يوم التروية الآن (فيديو)    كامل الوزير: تذكرة المونوريل بنصف تكلفة بنزين السيارة    ليلى علوي تنعى الفنانة سميحة أيوب: "كانت الأم المشجعة دايمًا"    موعد أذان فجر الأربعاء 8 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    «احنا الأهلي».. رد صادم من ريبيرو على مواجهة ميسي    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية الآن (بؤرة الزلازل)    دعاء النبي في يوم التروية.. الأعمال المستحبة في الثامن من ذي الحجة وكيفية اغتنامه    «حسبي الله فيمن أذاني».. نجم الزمالك السابق يثير الجدل برسالة نارية    النيابة تستكمل التحقيق مع 5 عمال فى واقعة التنقيب عن الأثار بقصر ثقافة الأقصر    رئيس حزب الجيل: إخلاء سبيل 50 محبوسًا احتياطيًا من ثمار الجمهورية الجديدة    يُعد من الأصوات القليلة الصادقة داخل المعارضة .. سر الإبقاء على علاء عبد الفتاح خلف القضبان رغم انتهاء فترة عقوبته؟    خبير يكشف الهدف من طرح 11 شركة حكومية ببرنامج الطروحات    موعد مباراة البنك الأهلي وإنبي في كأس الرابطة المصرية والقنوات الناقلة    90.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    للتنظيف قبل العيد، خلطة طبيعية وآمنة لتذويب دهون المطبخ    الهلال يسعى لضم كانتي على سبيل الإعارة استعدادا لمونديال الأندية    تعرف على أهم المصادر المؤثرة في الموسيقى القبطية    طفاطف جديدة وخطوط سير في رأس البرّ خلال عيد الأضحى بدمياط    رئيس الأركان يعود إلى مصر عقب انتهاء زيارته الرسمية إلى دولة رواندا    تأخر شحنة مهمة ينتظرها وعطل في المنزل.. برج العقرب اليوم 4 يونيو    تامر حسني: «زعلان من اللي بيتدخل بيني وبين بسمة بوسيل ونفسي اطلعهم برة»    رشوان توفيق ينعى سميحة أيوب: موهبتها خارقة.. وكانت ملكة المسرح العربي    أبرزهم شغل عيال وعالم تانى.. أفلام ينتظر أحمد حاتم عرضها    مي فاروق توجه رسالة نارية وتكشف عن معاناتها: "اتقوا الله.. مش كل ست مطلقة تبقى وحشة!"    مسلم يطرح أحدث أغانيه "سوء اختيار" على "يوتيوب"    رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد شراكة وتطوير لإطلاق مدينة «جريان» بمحور الشيخ زايد    البيت الأبيض: ترامب سيشارك في قمة الناتو المقبلة بهولندا    سفير روسيا بالقاهرة يكشف ل«البوابة نيوز» شروط موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    حملات مكثفة على المنشآت الغذائية استعدادًا لعيد الأضحى المبارك بالمنوفية    بمكون منزلي واحد.. تخلصي من «الزفارة» بعد غسل لحم الأضحية    رجل يخسر 40 كيلو من وزنه في 5 أشهر فقط.. ماذا فعل؟    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    "صحة المنوفية": استعدادات مكثفة لعيد الأضحى.. ومرور مفاجئ على مستشفى زاوية الناعورة المركزي    لأول مرة.. الاحتلال يكشف أماكن انتشار فرقه فى قطاع غزة..صورة    ماهر فرغلي: تنظيم الإخوان في مصر انهار بشكل كبير والدولة قضت على مكاتبهم    هل تكبيرات العيد واجبة أم سنة؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معجزات من زمن الحرب
سمير ميخائيل أحد أبطال سلاح الطيران يواجه إحدى طائرات العدو بمسدسه

مازالت المفاجآت تتوالى فى كل عام بحلول ذكرى انتصارات أكتوبر فتكشف لنا العديد من الحقائق لم نكن نعلمها عن قادة شاركوا بكل شجاعة لتحقيق النصر واسترداد سيناء من الاسرائليين وكان للأهرام هذا الحوار مع المقاتل اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل، وهو من أشهر طيارى القوات الجوية لما عرف عنه من الشجاعة والاقدام، فقد أجمعوا زملاؤه الطيارون على جرأته الشديدة فى الطيران وقدرته على تطويع الطائرة لتلبى ما يريده،
فهو قناص ماهر لطائرات العدو، يتميز بالجراءة على التحليق المنخفض، حيث يعد من الطيارين القلائل الذين يوصفون بأنهمBorn to Fly اى بمعنى "ولد ليطير" حيث أسقط للعدو 3 طائرات بما فيهم المقاتلة الميراج الذى أسقطها يوم 20/7/1969 وكان يقودها ايتان بن الياهو الذى أصبح فيما بعد قائدا لسلاح الجو الإسرائيلى بين الفترة من 1997 الى 2003، والذى كشف عن عدة حقائق متعلقة بكواليس الحرب فى سلاح الطيران وبعض قادتها وفيما يلى نص الحوار:
كيف التحقت بالكلية الجوية ؟
ولدت عام 1943 والدى كان يعمل مهندسا بالقوات الجوية وكنت وحيداً وكان يرفض تماماً أن التحق بالكلية الجوية وأثناء سفره إلى الإسكندرية تقدمت باوراقى للكلية الجوية وتخرجت منها عام 1963 بالدفعه 14 برتبة ملازم طيار ثم تم توزيع على جناح المقاتلات، وحصلت على فرقه مقاتلات فى مطار كبريت، ثم انتقلت الى سرب ميج-17 مقاتلات قاذفه، وكنت قائد سرب ثم قائد تشكيل ثم قائد لواء، وتم اختيارى ضمن أفضل 3 طيارين .
وما هى ذكرياتك عن يوم 5 يونيو 1967؟
يوم أسود بمعنى الكلمة كنت وقتها بمطار فايد و قبل 5 يونيو بعشرة أيام رأينا جيشا من الدبابات والعربات المدرعة المصرية والجنود والذخيرة يمر أمامنا لمدة 3 أيام متوجهين إلى سيناء وكان المستجدين من الجنود وهم فى طريقهم للجبهة يرتدون ملابسهم المدنية مثل"الجلباب " وأعربت عن دهشتى عن ذلك مستنكرا ان يذهب آى جندى نظامى للجبهة مرتدياً ملابسه الخاصه، والحمد الله الوضع اختلف فى حرب 73 وكان أغلب المجندين من المؤهلات العليا، ونعود إلى عام 67 كنت وقتها فى مطار فايد فى وضع الاستعداد جالس داخل الطائرة من السادسة صباحا حتى الثامنة مساءً ثم نسلم زملاءنا، وبعدها أذهب إلى ميز الطعام وأثناء تناول الطعام سمعنا انفجارات فى المطار فقال لى قائد السرب " أموزيس ميخائيل عازر " إن هناك هجوما وقع على المطار فقلت له أزاى وركبنا سيارة جيب بأقصى سرعة لكى نلحق أول طائرة لكى نحارب بها ولكن فوجئنا بأن الهجوم الأول للإسرائليين كان ضرب الممر حتى لا تسطيع الطائرات المصرية التحرك وكان الهجوم الثانى على طائرات الحالة الأولى وهم فى وضع الاستعداد وعددهم أثنان وأثناء ذهابنا فوجئنا بقصف الممر قبل وصولنا وفى هذه اللحظة كانت الطائرة اليوشن 14 بالمطار أثناء الهجوم، وكان على متنها حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية ومعه وزير الدفاع العراقى وفرا هاربين من الهجوم ورجعت أنا وقائد السرب لكى نعثر على أى طائرة لكى نشتبك بها مع العدو ولكن كان لايوجد وقتها دشم للطائرات حيث كانت الطائرات تقف بجوار بعضها على الترمق حيث كانت المسافة بين كل طائرة والثانية 3 أمتار مما ساعد على تدمير الطائرات بعد انفجار الذخيرة .
ويعود بالذاكرة سمير مخائيل ويقول : تقابلت مع طيار يدعى يسرى رمضان خريج الدفعة 15 ، وكان طيار على الميج-19 وطلب منى التوجه معه الى غرفة العمليات لاستطلاع الامر فوجدت أعلى الغرفة مدفع مضاد للطائرات ولا يوجد عليه احد، فذهب اليه وحاولت ان استخدمه ولكنى بالطبع لم أستطع فلم اكن أعرف كيف يعمل، ثم شهدت طائرة سوبر مستير تتجه نحوى لكى تضربنى، فقفزت من على المدفع وضربتها فانفجرت ، ثم وقفنا امام غرفه الطوارئ فأطلقت طائرة سوبر مستير صاروخ انفجر بجوارنا فأنبطحت أرضا لكن يسرى لم يسرع بالانبطاح فاصيب بشظية بقدمه، واشتعلت النار امام باب غرفة العمليات فأصابنى نوعا من التجمد، ولا اعرف ماذا افعل، فخرج موجه أرضى من الغرفة وأطفأ الحريق بسرعة ودخل مره أخرى بسرعه .
ثم بعد يوم 5 يونيو؟
بعد يوم 5 يونيو تلقينا أوامر من رئاسة القوات الجوية بإخلاء مطار فايد من جميع الطيارين لأن العدو سوف يقوم باستهداف الطيارين وعلمت بعدها " أن إحنا كده انهزمنا ومصر ضاعت" وبعدها شاهدنا طائرة سوبر مستير على ارتفاع منخفض جدا ، فأخرجت طبنجتى ، وأطلقت عليها النار ونظر الى قائدها واستمر بخط سيره العادى كأن شيئا ما لم يحدث ، فما الذى يمكن ان تسببه طلقه طبنجة فى طائرة مقاتلة بعدها بثوان وجدت ممدوح حشمت يقول لى " يا فندم الطائرة نازله عليك " فنظرت خلفى فوجدت الطائرة التى ضربتها تنزل على بالضبط ، فنظرت بعده فلم أجد احدا ، فقد نزلوا جميعا تحت السيارة، ولم اجد مكانا بجانبهم ، فقلت أفضل شىء ان اجرى إليه ليصعب عليه ضربى لانى لو اتجهت يمينا او يسارا يستطيع ان يعدل اتجاه طائرته ويضربنى خصوصا ان الطائرة سرعتها بطيئة شعرت أنى اجرى أسرع من الفهد من الخوف ففتح الطيار النار مبكرا لكى يلحقنى ، فرأيت دخان المدفع ، فقلت لنفسى أنى سأموت حالا ، وبعد ثانيه واحده وجدت الطلقات بجانبى بالضبط وتطاير الرمال حولى من تأثير الطلقات ومن شدة خوفى قفزت على سور كان امامى وعند وصولنا إلى القاهرة ذهبنا إلى القيادة قالوا أننا سنسافر إلى الجزائر لكى نأتى بطائرات ميج 21 نحارب بها ،بملابس الطيران ، فلم يكن معنا اى ملابس أخرى أو أى حقائب بعدها أخذتنا طائرة انتينوف إلى الجزائر وبعدها ذهبنا الى المطار وجدنا 6 طائرات ميج-21 فقط جاهزة للطيران، بعد الظهر تم استدعائى أنا وشخص آخر لكى نتولى متابعة حالة طوارئ على الميج 17 و قالوا ان هناك حاملة طائرات أمريكية أمام السواحل الجزائرية من المحتمل ان تقوم بالهجوم علينا ، وقلنا لهم هنضرب حاملة طائرات بطائرتين ميج 17 دى محتاجة لواءين على الأقل وخرجنا بالطائرات وانتظرنا حتى اخر ضوء وبعدها قالوا ان الحاملة غادرت وانتهت حالة الطوارئ وفى ذلك اليوم تنحى جمال عبد الناصر ، وجلست انا وفريد حرفوش وكان قبلى بدفعتين على الأرض نبكى وأحسسنا بأننا أيتام .
فى صباح اليوم التالى تم تجهيز الطائرات وأقلعنا بها وفى منتصف الطريق نزلنا فى بنى غازى لكى نعيد تموين الطائرات، واقلعنا ونزلنا فى طرابلس وصلنا الى مطار القاهره وكان الشعور العام هو الانكسار بالكامل وان الطيارين هم السبب فى تلك الهزيمة ، ولم يكون شعور الناس بالشارع فقط ، ولكن الاهل أيضا.
وكيف شاركت فى حرب اكتوبر ؟
قبل حرب 73 بدأ جو من الاستعداد للحرب من خلال الاستدعاءات المفاجأة فى الاجازات، وكنت لا أهنأ بإجازة، ففى كل استدعاء أعود للمطار مستعدا لشيء ما لكنه لا يحدث، وكنت وقتها قائد ثانى سرب مقاتلات فى قاعدة المنصورة الجوية أقوم بمهام قائد السرب أثناء غيابه وفى وجود القائد أكون ذراعه اليمن، حتى جاء يوم 5 اكتوبر 1973 وليلا جمعنا العقيد احمد نصر قائد اللواء 104 بالمنصورة حيث كانت توجد مجموعة من الاسراب تم نقلهم سرا الى الاقصر، وابلغنا ان غدا الحرب وبالزام الجميع بالراحة التامة، وكان معى زوجتى بالمنصورة فأمرت أحد الجنود ان يأخذها فى سيارة السرب ويعود بها إلى القاهرة.
ويتذكر عزيز قائلاً: فى صباح 6 اكتوبر كنا على استعداد تام وكان كل ما يقلقنى ان يتأجل موعد الحرب كسابقه ويكون نوع من التدريب فقط. وفى حوالى 11صباحا طلبوا منا طلعه تدريب ، فأقلع تشكيل من السرب بقيادتى وتشكيل أخر من أحد الأسراب، وقمنا بعمل طلعه التدريب وفقا لما رأه قائد اللواء ، لكن الهدف لم يكن التدريب ، انما استمرار مسلسل الخداع للعدو، وبعد انتهاء التدريب عدنا للمطار فى الساعة 12 ظهرا وقبل الساعة الثانية بدقائق اقلعنا من مطارانا وروحنا المعنوية تناطح السحاب الذى نخترقه، ونفذنا مراحل الخطة التى تدربنا عليها طويلا، وفى الثانية ظهرا عبرت الطائرات القناه وكانت مهمتنا فى السرب عمل مظلات فى عده مناطق وكنت قائد تشكيل رباعى آى يتكون من أربع طائرات فى مظلة شرق الإسماعيلية.
ويسترسل فى الحديث قائلاً: بعد انتهاء الضربة عادت الطائرات، وكان من المفترض ان أعود معها ، ولكنى انتظرت حوالى 5 دقائق لكى اشتبك مع آى طائرات معاديه تأتى بدلا من أعود بلا اشتباك، ابلغنى الموجه بالعوده، وفى طريقى للعوده وبالقرب من المطار أطلق علينا صاروخ سام مصرى فأنفجر بينى وبين رقم 3 وكان لدينا طيار يسمى حسن خضر وكان وقتها بغرفه عمليات المطار وابلغ ان طائراتنا كلها عادت ولم يعد لنا طائرات فى الجو، فظن الدفاع الجوى اننا هدف معاد، نظرت اسفلى رايت باقى الصواريخ تنطلق نحونا فأبلغت قائد اللواء اننا نضرب ، اذ اطلق علينا حوالى 6 صواريخ ، لكننا عدنا الى المطار بسلام ، وعلمنا بنجاح الضربة ، فعلمت وقتها اننا انتصرنا.
واستكملنا باقى اليوم فى طائراتنا فى حالات الاستعداد أو فى مظلات طائرة فوق مناطق عملنا، وليلا رأينا طائرات تى يو16 تطلق صواريخها من فوق المنصورة تجاه أهداف فى عمق العدو مستخدمه صواريخ جو أرض متوسطة المدى تسمى كيلت، وخلال هذا اليوم المشهود فى تاريخ مصر لم يقم العدو بأى طلعات مضادة فى ذلك اليوم.
أما صباح يوم7 اكتوبر قلت لقائد اللواء نقلع بمظلات فرفض ، وفى الساعه7:30 وجدنا طائرات معاديه تضرب المطار، وكنت بجانب احدى الدشم وقت الضرب ، فمرت بجانب اذنى شظيه سمعت صوتها جيدا ، وبعد انتهاء الهجوم كانت هناك قنبلة بجانب استراحة الطيارين ، وكان الطيارين والميكانيكية قلقين منها، فقال لى مجدى كمال قائد السرب” تعالى معايا” ذهبا بالسيارة إلى القنبلة ثم نزلنا بجوارها مباشرة ودرنا حولها ننظر إليها فقال لى ببساطه " دى شكلها زمنيه ، طب يلا نرجع بأه"، ويضيف قائلاً: كان رجلا عظيما وشجاعا بحق، وبعدها مباشرة اقلعت انا وعبدالمنعم همام بمظلة وكان هناك قنبلة لم تنفجر بجوار الممر الفرعى والرئيسى ، واستمر الطيران طوال اليوم بشكل طبيعى رغم عدم انفجار تلك القنبلة .
ويستطرد عزيز قائلاً: يوم 8 اكتوبر اقلعت 4 مظلات بدون اشتباكات، وكنت مصابا بأنفلونزا وأعالج منها حتى أستطيع الطيران، وفى الرابعة عصرا وكنت قد انهيت حالا مظلة وقادم منها تجاه استراحة الطيارين فوجدت قائد السرب مجدى كمال والذى قال لى أنه متعب جدا وطلب منى ان اقلع مكانه. كان مجدى كمال أضخم منى من حيث الجسم والوزن، وبمجرد دخولى استراحة الطوارئ انطلقت خرطوشه اسكرامبل فأقلعت مباشرة وكان نمرة 2 صلاح ورقم3 القبانى ورقم4 عبدالمنعم همام.
اقلعت بدون ان اضبط الأحزمة على جسمى وكثيرا منا تدرب واقلع وهو يربط الأحزمة اثناء الاقلاع طمعا فى كسب عده ثوان كفيله بقلب نتيجة اى معركه، واعطانا الموجه اتجاه بورسعيد وقال انها تُضرب من الطائرات المعادية، وعند اقترابنا من بورسعيد أمرت التشكيل بألقاء الخزانات الإضافية تمهيدا للاشتباك ، وفوجئت ان خزانات طائرتى الثلاث لم تلقى ، فقال لى صلاح ” يا فندم الخزانات مترمتش“ ثم رأيت 4 طائرات ميراج اعلى منا فارتفعنا قليلا ، وبدأت الميراج فى النزول الينا ، فأنفصل القبانى وهمام فى لحظه ارتفاعنا لملاقاة الميراج كان هناك مظلة اخرى ميراج أسفل منا لم نراها دخلت خلفنا وضرب صلاح فى اول لحظات الاشتباك ولم أشعر به فنظرت بجانبى لأتأكد منه فلم اجده ، فنظرت خلفى فوجدت 4 طائرات ميراج خلفى شعرت ان الدنيا اظلمت، بدلا من أن نكون 4 طائرات أصبحنا 3 فقط ، وبدلا من ان يكون المعادى 4 أصبحوا 8، ثم حاولت تعمير المدفع فلم يستجب ، فقد حدث عطل فى الدى سى الخاص بالدائرة الكهربائية المسئولة عن التسليح ، فأصبحت اطير ب 3 خزانات وبدون تسليح يعمل اى ان طائرتى مجرد قطعه حديد طائرة لا نفع منها .
دخلت خلفى طائرتين فقمت بالمناورة لليمين فرأيت طائرتين اخرتين خلفى ايضا، ابلغت بالاسلكى ان خلفى 4 طائرات باستمرار، فقال لى الموجه ان هناك تعزيزا قادما لي، استمر الاشتباك على هذا المنوال وكل طائرتين تحاولان ضربى او وضعى فى مكان جيد للطائرتين الاخرتين، واصبحت السرعات بطيئة ولا فرصه لأكتساب سرعه، فاتجهت بالطائرة إلى المياه لاكتساب سرعة، حتى وصلت على ارتفاع منخفض جدا واتجهت إلى المنصورة، مستغلا السرعة التى اكتسبتها للفرار من الطائرات المطاردة لي، وبعد حوالى 4 ثوان قلت لنفسى ” هتسيب القبانى وهمام لوحدهم؟” فعدت إليهم لكى اساعدهم بأى شيء حتى لا يكونوا بمفردهم، فقمت بالارتفاع والرجوع مره أخرى، فرأيت طائرات ميراج على يمينى وقبل ان اتجه إليها شعرت بأن شيء صدمنى بشده جدا بمؤخرة الطائرة، وبدأت الطائرة تدور بلا اى تحكم أو سيطرة ونظرت خلفى فلم أجد الذيل، والنار مشتعلة والطائرة متجهة إلى البحر مباشرة قفزت من الطائرة على الفور واذ بى اشعر بألم رهيب بظهري، وذلك لعدم احكام الأحزمة على جسدى والتى كان يجب على ان اعدلها على حجم جسمي، وكنت قد قرأت أن الالم يمكن أن يقتل الانسان فكنت اكرر "مش لازم اموت مش لازم اموت"، وقبل أن أصل إلى المياه شعرت انى سيغمى على من شده الالم فقمت بنفخ جاكت النجاه لكى يضغط على الدم واظل بوعيى وساعد على ذلك اصطدامى بالمياه أفاقتنى ايضا و بدأت افك البراشوت فأمسك بقدمى اليسرى ، وبدا الهواء يسحبنى على سطح الماء وبدأت اشرب من ماء البحيرة ، وفجأة توقف الهواء ، وفك البراشوت من نفسه من قدمي.
ثم رأيت مركب صيد ممن تسير فى البحيرات الضحلة بعصا كبيرة تقترب منى بهدوء، ورأيت أحد الصيادين يرفع تلك العصا وينزل بها على رأسى وحركت نفسى قليلا فسقطت بجانبي، فوجهت لهم السباب بلهجه مصرية فشكوا انى لست اسرائيليا و فاقتربوا منى بهدوء، وامسكنى احدهم من خلفى وكتفنى، واخذوا المسدس منى، وسألونى اذا كان معى سلسلة ذهب، فقلت لهم معى سلسلة بها الاسم والرتبة، فسألوا اذا كانت ذهب فقلت لهم انها صفيح، فرفعونى على القارب وبعد لحظات جاء قارب خفر السواحل ونقلنى إلى قاربهم، وسألوا الصيادين عن المسدس فأعطوهم اياه ، وأخذونى إلى مستشفى المطرية وجاء شخص من المخابرات وسألنى ان كنت احتاج شيء فقلت له ان يبلغ ماهر شنودة قائد قاعدة انشاص بسلامتى ويبلغ أهلى، لأنه كان من العائلة، وطلبت منه إيصالى إلى مطار المنصورة ، واثناء نقلى كان الالم فى ظهرى اقوى من تصفه كلمات ، وكانت رداءة الطريق سببا اخر فى ازدياد الالم وعدم توقفه وفى مطار المنصورة قابلت أمير رياض ونبيل فؤاد وحذرتهم من أن اليهود دائما ينصبون الكمائن وان ينظرون خلفهم أكثر من الامام تحسبا للعدو ، وبعدها أعطونى أدويه فنمت، ثم استيقظت ليلاً وجدت زوجتى وأبى وأمى وحمايا، وسمعتهم يقولون انى مصاب بالشلل نتيجة القفز، فقد أحدث كسر فى احدى فقرات العمود الفقرى وضغط احداها، وقاموا بتجبيس ظهري، وفى منتصف الليل تم نقلى إلى مستشفى الفرنساوى ، ومنعوا الزيارات، واقتصروها يوما لأبى ويوما لزوجتى فقط، وكنت اسمع أخبار الحرب والثغرة من الاطباء والإذاعة فقلت للطبيب اريد ان اذهب للمطار فقال لي«أنت بتهرج؟» فحثثته على المحاولة وبمجرد ملامسه قدمى الارض صرخت لأن الفقرات لم تلتأم فبكيت لعدم مقدرتى على المشاركة فى الحرب واستمر الوضع هكذا لا اتحرك لمدة 21 يوم من على السرير، وبعدها علاجت لمده 6 شهور، وبعدها عدت إلى الطيران والخدمة حتى أصبحت قائد لواء ميج21 ببنى سويف وخرجت من الخدمة عام82.
ماهى أصعب المواقف التى مررت بها أو نجوت منها؟
بعد تخرجى من الكلية كان الموت رفيقى خلال فترات حياتى وأثناء خدمتى فى القوات الجوية المصرية ولا يمكن ان أنسى ما فعلته فى الخامس من يونية عام 1967 حينما واجهت طائرة اسرائيلية بمسدسى الشخصي، ولم أخش وقتها الطائرة التى تمتلك الصواريخ والمدافع الرشاشة وقاتلتها بمسدسى فقد اختصت طائرة إسرائيلية مطاردتى على الارض يوم النكسه المشئوم لأنه وبسبب انى مقاتل فقد أفرغت خزانه مسدسى الضعيف فى جسد تلك الطائرة التى كانت تطير على ارتفاع منخفض جدا، ورغم ان الطائرة لم تتأثر بطلاقاته الا ان الطيار عاد لكى يطردنى ولكنى نجوت من الموت ومن طلاقات الطائرة المندفعة تحت اقدامى ونجوت بمعجزة من الموت من رصاص هذه الطائرة التى استهدفتنى تحديدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.