في الساعات الآولى.. 13 مرشحًا يقدمون أوراق ترشحهم في ماراثون النواب بسوهاج    «الشكاوى الحكومية» تتلقى 13.5 ألف شكوى واستغاثة صحية    السيسي يوجه بإطلاق اسم أحمد عمر هاشم على مسجد وطريق ومحطة قطار    وزير العمل: استمرار الاختبارات للمتقدمين للعمل في لبنان بقطاع المطاحن    نيابة عن الرئيس السيسي.. مدبولي يترأس وفد مصر في قمة الكوميسا ال24 بنيروبي    أسعار الدواجن في مطروح اليوم    مصر تحقق إيرادات سياحية بقيمة 16.7 مليار دولار خلال 2024-2025    جامعتي القاهرة ونيو جيزة يتعاونان في الدراسات العليا لطب الأسنان    وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقتحم المسجد الأقصى    الخارجية الإسرائيلية: ترحيل ركاب سفن أسطول الحرية قسريا على الفور    الفصائل الفلسطينية تعلن تبادل قوائم الأسرى مع إسرائيل في شرم الشيخ    أوكرانيا وألمانيا تبحثان تعزيز التعاون في قطاع الدفاع    بن جفير يقتحم الأقصى مجددًا وسط توتر أمني في عيد العرش اليهودي    توجيه رئاسي بإطلاق اسم الدكتور أحمد عمر هاشم على مسجد وطريق ومحطة قطار    القنوات الناقلة وموعد مباراة مصر وجيبوتي في تصفيات كأس العالم 2026    صحيفة دنماركية تكشف تفاصيل تعاقد الأهلي مع ثوروب    القبض على رئيس حي شرق بالإسكندرية بعد ساعات من تولي منصبه في قضية رشوة    الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأربعاء 8 أكتوبر    إخماد حريق داخل منزل بالفيوم وإصابة شخص باختناق    التعليم تُعيد المعلمين المحالين للمعاش خلال العام الدراسي الحالي إلى العمل    قنا.. القبض على متهمين في مشاجرة بين عائلتين بفاو عطلت حركة القطارات بدشنا    سفير بولندا: سعداء بفوز العناني برئاسة اليونسكو ونعتبره خبيرا عالميا    ليلى أحمد زاهر تخطف الأنظار بإطلالة كاجوال من سيارتها    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفيات شرق المدينة ورأس التين وجمال عبدالناصر بالإسكندرية    قافلة «حياة كريمة» تقدم خدماتها الطبية بالمجان للمواطنين بقرية صندفا ببني مزار    8 أكتوبر 2025.. الدولار يستقر أمام الجنيه عند أدنى مستوياته خلال 16 شهرا    رئيس هيئة الشراء الموحد يبحث مع مستشار الرئيس للصحة الموقف التنفيذي لمشروع «المخازن الاستراتيجية»    ميناء دمياط يستقبل 30 سفينة متنوعة اليوم    هيئة الدواء تستقبل وفداً لبنانياً رفيع المستوى للاطلاع على التجربة التنظيمية المصرية الرائدة    إدخال 16 شاحنة نقل مياه و5 سيارات إسعاف إماراتية من معبر رفح إلى غزة    إصابة 9 أشخاص في تصادم سيارتين بالطريق الحر بالقليوبية    جامعة حلوان تعلن نتائج جائزة التميز الداخلي وتكرم الكليات الفائزة    من داخل الطائرة الانتحارية    وفاة الكوميديان الكوري جونج سي هيوب عن عمر يناهز 41 عامًا    ميكانيكية «الضوء» على خشبة المسرح    عروض فنية وندوات ثقافية.. احتفالات متنوعة نظمها قطاع المسرح في ذكرى النصر    داوني جونيور وتوم هولاند يروجان لشركتهما التجارية في إعلان جديد (فيديو)    في ذكرى رحيله، شادي عبد السلام عبقري السينما المصرية الذي سبقه الزمن ورفض أن يساوم على التاريخ    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في محافظة الأقصر    يد - بعثة الأهلي إلى المغرب للمشاركة في بطولة إفريقيا    اليوم.. الأهلي يعود للتدريبات استعدادا لمواجهة أيجل البوروندي    دراسة تحذر: تناول علبة مشروبات غازية يوميًا يرفع خطر الإصابة بمرض كبدي خطير ب60%    وحدة أورام العيون بقصر العيني تقدم خدمات تشخيص وعلاج متكاملة بالمجان    «الاعتماد والرقابة» تستقبل وفدًا لبنانيًا للاطلاع على التجربة المصرية في تطبيق التأمين الشامل    زحام من المرشحين على أسبقية تقديم أوراق انتخابات مجلس النواب بالأقصر    أكسيوس: ويتكوف وكوشنر يصلان شرم الشيخ للانضمام لمفاوضات إنهاء حرب غزة    تزوجت بقصد الإنجاب عبر الحقن المجهرى دون جماع والطلاق بعده.. ما حكم الدين    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    «كنت أسير خلفه».. كيف بشر نبي الله الراحل أحمد عمر هاشم بمستقبله    ترحيل عصام صاصا وآخرين لقسم شرطة دار السلام بعد إخلاء سبيلهم    ابنة أحمد راتب: أشهد الله أنك يا حبيبي تركت في الدنيا ابنة راضية عنك    نائب رئيس الزمالك: «مفيش فلوس نسفر الفرق.. ووصلنا لمرحلة الجمود»    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    «حرام عليكم الجمهور.. ادوا للنادي حقه».. ميدو يوجه رسائل بشأن الزمالك    «تعابين متعرفش تمسكها».. 3 أبراج بارعة في الكذب    «صحح مفاهيمك» تنشر الوعي وتتصدى للظواهر السلبية بالمنوفية    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة المغرب وديًا    فيريرا يخطر أجانب الزمالك بموعد الانتظام في التدريبات تجنبا للعقوبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"ملك الارتفاعات المنخفضة" يكشف دور الطيران المصري في تحرير سيناء
في حوار مع أفضل طيار ميج أثناء حرب أكتوبر..

ربما جاء يوم نجلس فيه معاً، لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس، ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح، ومشقة ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
بهذه الكلمات أعلن بطل الحرب الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن انتصار أكتوبر، وقدم التحية للأبطال وللشهداء، الذين حاربوا وانتصروا، وضحوا من أجل الوطن .
وبمناسبة ذكرى تحرير سيناء، نلتقي أبطالا ستظل مصر تفخر بهم أمد الدهر لما حققوه من نصر عظيم يخلده التاريخ، ليفتحوا لنا خزائن أسرارهم وذكرياتهم، ومن هؤلاء الأبطال اللواء طيار سمير عزيز الذي أسقط طائرة قائد القوات الجوية الإسرائيلية، ولقب بملك الارتفاعات المنخفضة.
هو اللواء طيار أ.ح سمير عزيز ميخائيل، أفضل من طار بالميج 21 خارج الاتحاد السوفيتي، وقد تخرج من الكلية الجوية عام 1963 دفعه 14 طيران، وهو أيضا أحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة في سلاح طيران.
قال عنه اللواء أحمد كمال المنصوري:"الطائرة التي يقودها سمير عزيز ميخائيل تئن منها الأشجار، ويمكنك عندما تنزل تحتها أن تري اللون الأخضر ودهان الطائرة قد تشوه، نتيجة اصطدامه بأوراق الأشجار الخضراء".. هذه المقولة تبين مدى شجاعة هذا الرجل وإقدامه على التحليق المنخفض لهذه الدرجة لحماسه الشديد ومهارته.
التقينا اللواء سمير عزيز، في حديث مطول ليروي لنا ذكرياته، ونظرته للمستقبل وإليكم نص الحوار:
- متى تخرجت في الكلية الجوية؟
ولدت عام 1943 ووالدي كان مهندساً بالقوات الجوية وكنت ابنه الوحيد فكان يرفض تماما أن ألتحق بالكلية الجوية وأثناء سفره إلى الإسكندرية تقدمت بأوراقي بالكلية الجوية وتخرجت فيما عام 1963 بالدفعة 14 برتبة ملازم طيار التحقت بجناح المقاتلات، وحصلت على فرقة مقاتلات في مطار كبريت، ثم انتقلت إلى سرب ميج-17 مقاتلات قاذفة، ثم انتقلت إلى المقاتلات الميج-21 برتبة ملازم، وكانت أول دفعة من الملازمين تنقل إلى الميج-21 التي وصلت مصر حديثا في ذلك الوقت، وتم اختياري ضمن أفضل 3 طيارين .
بعدها انتقلت إلى اليمن عام1965 وكنت برتبة ملازم أول، وكانت هناك طائرات ميج-17 فقط، وكانت فترة هادئة، حيث كنا ننفذ طلعات استعراضية أمام القبائل اليمنية المعارضة فلم يكن أحد من تلك القبائل قد سبق له رؤية طائرات من قبل.
- بصفتك أحد أبطال حرب أكتوبر ..صف لنا مشهد القوات الجوية بعد نكسة 67؟
وضع القوات الجوية في أعقاب النكسة كان يرثى له، فقد رصدت إسرائيل 12 طائرة لكل مركز جوى مصري خلال عملية ضرب المطارات، واستخدمت نوعاً جديداً من الأسلحة في هذا الوقت كان يعرف باسم "القنبلة الخارقة للأسمنت"، وخلال يومين دمرت إسرائيل معظم الطائرات وضربت الممرات وخسرنا 388 طائرة، إضافة إلى نسبة تتراوح بين 70 و80% من العتاد العسكري، ولكن سرعان ما توحد الشعب والجيش وعزم الجميع على تحرير الأرض، وعلى مدار سنوات النكسة إلى الانتصار انخفضت الجريمة بشكل عام والسرقة بشكل خاص في المجتمع المصري.
- أين كنت يوم 5 يونيو 1967؟
يوم 5 يونيو 1967 كنت حالة أولى على الممر من 6 إلى 8 صباحاً في مطار فايد برتبة نقيب، بمعنى أنني في كابينة طائرتي على أول الممر مسلح ومستعد للإقلاع في أي لحظة للاشتباك، وكان معنا بالمطار طائرات سوخوى-7 و سرب يسمى سرب العروبة وبه طائرات ميج-19.
وبعد انتهاء المدة نزلت من الطائرة، وبعد قليل سمعت صوت انفجار كبير وشاهدت الطائرات تحترق على أول الممر، وكان معي أحد زملائي، فقال لي "إحنا بننضرب" وركبنا سيارة جيب واتجهنا إلى أول الممر لنقلع وكان هناك 4 طائرات تم قصفها، واستمر قصف الطائرات في أماكنها، وكانت طائرات الميج-21 مرصوصة تفصلها مسافات بسيطة وأمامها السوخوى-7 في صف مقابل، ورأيت هذا المشهد، حيث جاءت طائرة إسرائيلية وقصفت طائرة ميج-21 موجودة بالمطار فانفجرت، وسرعان ما اشتعلت النار في الطائرة المجاورة لها التي خرج منها صاروخ انفجر بطائرة سوخوى 7، وبعدها ذهبنا إلى قاعدة أنشاص فوجدنا نفس المشهد.
- أكشف لنا عن دور العرب في نصر أكتوبر؟
الدول العربية كان لها دور كبير في نصر أكتوبر المجيد سواء في مرحلة ما قبل الحرب أو خلالها، وكان على رأس الدعم العربي استخدام سلاح البترول وهو دعم لا يمكن وصف تأثيره على سير العمليات العسكرية أو المفاوضات.
وبالنسبة للدعم "الجزائري" بالطائرات فقد بدأ منذ اللحظات الأولى لنكسة 67، فبعد ضرب المطارات بيوم أو اثنين طلبت قيادة القوات الجوية منا الذهاب إلى الجزائر لإحضار طائرات نحارب بها وذهبت وكان معي علي زين العابدين وعادل نصر وفريد حرفوش وتيسير حشيش وسمير فريد وعز الدين أبوالدهب وكان معنا أيضا الدكتور محيى حماد وبديع وفائي، وفور وصولنا وجدنا 6 طائرات ميج-21 فقط جاهزة للطيران، وعاد الطيارون الأعلى في الرتبة بتلك الطائرات، ثم دخلنا إلى "هنجر" وجدنا به طائرات ميج-17 عبارة عن جسم الطائرة والجناحين مفككين، وانتظرنا يوما حتى تم تجهيز عدد من الطائرات وعدنا بها من الجزائر.
- بدأت القوات الجوية في إعادة بناء نفسها استعداداً ليوم التحرير.. حدثنا عن هذه المرحلة؟
القوات الجوية لم تحارب في 67، وبالتالي كان لدى الطيارين عزيمة وإصرار على الدخول في الحرب مهما كان الثمن، وبدأت القوات الجوية في إعادة بناء نفسها، وكانت البداية ببناء "دشم" للطائرات في كافة المطارات، واشترك في بناء "الدشم" شركات من القطاع المدني، وبالفعل وفرت حماية كاملة للطائرات المصرية ولم تدمر طائرة واحدة على الأرض خلال حرب أكتوبر المجيدة، يضاف إلى ذلك أن القوات الجوية أعادت بناء وإصلاح ممرات الإقلاع والهبوط، وتم إنشاء ممرات سرية لا تظهر من السماء معدة للطوارئ .
ووصلت إلى مصر بعد ذلك طائرة جديدة تسمى Mig-21 FL واختاروا أفضل الطيارين للعمل عليها وكنت منهم، وكانت هذه الطائرة مزودة بصاروخين فقط ولا يوجد بها مدفع وكانت تعتمد على الرادار في الكشف عن الهدف، وانهينا الفرقة على تلك الطائرة وانتقل السرب إلى المنصورة وكان الاختلاف قد ظهر من خلال بناء "الدشم" والممرات التبادلية، والبالونات حول المطار .
- حدثنا عن سير الضربة الجوية يوم 6 أكتوبر ؟
استفادت القوات المسلحة بكافة أسلحتها كثيرا من حرب الاستنزاف، وفيما يتعلق بالقوات الجوية كانت القيادة على قناعة تامة بضرورة مفاجأة العدو بالطيران المنخفض لتفادي الرادارات المتطورة، الأمر الذي تطلب مجهوداً جباراً من طياري الاستطلاع لتصوير طرق الهجوم وجغرافيا الأرض والهضاب والتلال، وكذلك مجهود كبير من طياري القاذفات لتطوير أسلوب الطيران المنخفض والتعود عليه كأسلوب طيران وحيد لحسم المعركة.
وكانت خطط الهجوم الجوى تقوم على تنفيذ الضربة الجوية بأكبر عدد متاح من الطائرات ومن مطارات مختلفة وفي نفس التوقيت وعلى أقل ارتفاع ممكن، وهو ما حقق عنصر المفاجأة التي شلت العدو.
وكان التخطيط يراعي حمولة ومدى وسرعة كل طائرة ومكان انطلاقها والهدف المتجهة له، بحيث تكون كل الطائرات فوق أهدافها في وقت واحد، وكل هذا تم بالورقة والقلم وحسابات فنية بشرية دون أجهزة كمبيوتر أو أقمار صناعية.
وقبل موعد إقلاع الطائرات لتنفيذ الهجوم يوم 6 أكتوبر أقلعت بعض الطائرات الحربية من عدة مطارات لعمل طلعات روتينية تدريبية للتمويه والخداع ولعدم لفت نظر العدو لما يتم التخطيط له، وتحدث الطيارون في اللاسلكي مع برج المراقبة بشكل عادي حتى يلتقط العدو حواراتهم كالمعتاد.
وفى مطار المنصورة الذي كنت أتواجد به أقلع عدد من تشكيلات الميج 21 وقاموا بدورة طيران عادية وعند الانخفاض للهبوط فوق المطار، استمرت الطائرات على ارتفاعها المنخفض، وبعيدا عن أعين الرادارات الإسرائيلية لتهبط في مطار بلبيس كما تم من قبل عشرات المرات في التدريبات.
وفى التوقيت المحدد نفذ الهجوم الجوي الساحق وكان النسق الأول وفقاً لخطة الهجوم 90 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة وقاذفات ثقيلة لتدمير وشل فاعلية مواقع الدفاع الجوي الهوك وتدمير محطات الرادار ومراكز القيادة، والنسق الثاني بقوة 90 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة وقاذفات ثقيلة لضرب وشل المطارات والإرسال ومواقع كتائب المدفعية بعيدة المدى وضرب النقطة الحصينة شرق منطقة بور فؤاد، في حين ضم النسق الثالث 40 طائرة مقاتلة لتعزيز النسق الأول والثاني في أعمال القتال الجوي ومنع طائرات العدو من التدخل أثناء أداء المهام القتالية.
ونجحت الضربة الجوية في تحقيق أهدافها بنسبة 90% ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية، حيث دمرت 3 ممرات رئيسية في مطاري المليز وبير تمادا ، و3 ممرات فرعية وتدمير 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعي مدفعية ميدان، وتدمير مركز القيادة الرئيسي في أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة في أم خشيب وتدمير عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار، وكان مقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو في نفس اليوم قبل الغروب، ولكن ألغيت نتيجة نجاح الضربة الأولى.
- كان هناك تفاوت كبير في قدرات سلاح الجو بين مصر وإسرائيل.. ما أثر هذا التفاوت في نفوس الطيارين ذلك التوقيت؟
القوات المسلحة بكافة فروعها وأسلحتها حاربت إسرائيل بالعقل قبل السلاح، والتفاوت في القدرات العسكرية كان واضحاً لصالح إسرائيل، وخاصة في سلاح الطيران، فمصر اعتمدت على المقاتلة ميج 21 بأنواعها المختلفة كطائرة رئيسية في دور الهجوم والدفاع، في حين تنوعت الطائرات الإسرائيلية بين الميراج 3 والنيشر والفانتوم، وجميع الطائرات الإسرائيلية تتفوق علينا في السرعة والمدى والحمولة وأيضاً القدرة على المناورة، وكان طيران إسرائيل هو الذراع الطولى التي تتباهى بها على مدار الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن مصر لقنت إسرائيل درساً لن تنساه واستردت أرضها وأعادت للأمة العربية عزتها وكرامتها.
- القوات المسلحة تخوض حرباً شرسة على الجماعات الإرهابية في سيناء ..كيف تقيم هذه الجماعات وقوتها؟
جماعة الإخوان هي راعية الإرهاب في سيناء، وهذا الفصيل استدعى تنظيمات خارجية مسلحة مأجورة وجعلوهم ظهيراً لهم لحمايتهم وتحقيق مخططاتهم التي ترعاها أطراف خارجية، وهذا الإرهاب الأسود أوشكت القوات المسلحة على القضاء عليه، لأنه ليس بمقدور أحد أن يقف أمام الشعب والجيش والشرطة، واقتلاع جذور الإرهاب من سيناء مسألة وقت فقط ، خاصة بعد استخدام الطائرات في القضاء على البؤر الإرهابية لأنه سلاح حاسم، فمثلاً تستطيع طائرات الهليكوبتر الدخول إلى أماكن وعرة يختبئ فيها الإرهابيون، وطائرات الآباتشي تصيب الهدف بنسبة 100% ، وبالتالي فلن يكون للإرهاب مكان في سيناء.
ربما جاء يوم نجلس فيه معاً، لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس، ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح، ومشقة ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
بهذه الكلمات أعلن بطل الحرب الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن انتصار أكتوبر، وقدم التحية للأبطال وللشهداء، الذين حاربوا وانتصروا، وضحوا من أجل الوطن .
وبمناسبة ذكرى تحرير سيناء، نلتقي أبطالا ستظل مصر تفخر بهم أمد الدهر لما حققوه من نصر عظيم يخلده التاريخ، ليفتحوا لنا خزائن أسرارهم وذكرياتهم، ومن هؤلاء الأبطال اللواء طيار سمير عزيز الذي أسقط طائرة قائد القوات الجوية الإسرائيلية، ولقب بملك الارتفاعات المنخفضة.
هو اللواء طيار أ.ح سمير عزيز ميخائيل، أفضل من طار بالميج 21 خارج الاتحاد السوفيتي، وقد تخرج من الكلية الجوية عام 1963 دفعه 14 طيران، وهو أيضا أحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة في سلاح طيران.
قال عنه اللواء أحمد كمال المنصوري:"الطائرة التي يقودها سمير عزيز ميخائيل تئن منها الأشجار، ويمكنك عندما تنزل تحتها أن تري اللون الأخضر ودهان الطائرة قد تشوه، نتيجة اصطدامه بأوراق الأشجار الخضراء".. هذه المقولة تبين مدى شجاعة هذا الرجل وإقدامه على التحليق المنخفض لهذه الدرجة لحماسه الشديد ومهارته.
التقينا اللواء سمير عزيز، في حديث مطول ليروي لنا ذكرياته، ونظرته للمستقبل وإليكم نص الحوار:
- متى تخرجت في الكلية الجوية؟
ولدت عام 1943 ووالدي كان مهندساً بالقوات الجوية وكنت ابنه الوحيد فكان يرفض تماما أن ألتحق بالكلية الجوية وأثناء سفره إلى الإسكندرية تقدمت بأوراقي بالكلية الجوية وتخرجت فيما عام 1963 بالدفعة 14 برتبة ملازم طيار التحقت بجناح المقاتلات، وحصلت على فرقة مقاتلات في مطار كبريت، ثم انتقلت إلى سرب ميج-17 مقاتلات قاذفة، ثم انتقلت إلى المقاتلات الميج-21 برتبة ملازم، وكانت أول دفعة من الملازمين تنقل إلى الميج-21 التي وصلت مصر حديثا في ذلك الوقت، وتم اختياري ضمن أفضل 3 طيارين .
بعدها انتقلت إلى اليمن عام1965 وكنت برتبة ملازم أول، وكانت هناك طائرات ميج-17 فقط، وكانت فترة هادئة، حيث كنا ننفذ طلعات استعراضية أمام القبائل اليمنية المعارضة فلم يكن أحد من تلك القبائل قد سبق له رؤية طائرات من قبل.
- بصفتك أحد أبطال حرب أكتوبر ..صف لنا مشهد القوات الجوية بعد نكسة 67؟
وضع القوات الجوية في أعقاب النكسة كان يرثى له، فقد رصدت إسرائيل 12 طائرة لكل مركز جوى مصري خلال عملية ضرب المطارات، واستخدمت نوعاً جديداً من الأسلحة في هذا الوقت كان يعرف باسم "القنبلة الخارقة للأسمنت"، وخلال يومين دمرت إسرائيل معظم الطائرات وضربت الممرات وخسرنا 388 طائرة، إضافة إلى نسبة تتراوح بين 70 و80% من العتاد العسكري، ولكن سرعان ما توحد الشعب والجيش وعزم الجميع على تحرير الأرض، وعلى مدار سنوات النكسة إلى الانتصار انخفضت الجريمة بشكل عام والسرقة بشكل خاص في المجتمع المصري.
- أين كنت يوم 5 يونيو 1967؟
يوم 5 يونيو 1967 كنت حالة أولى على الممر من 6 إلى 8 صباحاً في مطار فايد برتبة نقيب، بمعنى أنني في كابينة طائرتي على أول الممر مسلح ومستعد للإقلاع في أي لحظة للاشتباك، وكان معنا بالمطار طائرات سوخوى-7 و سرب يسمى سرب العروبة وبه طائرات ميج-19.
وبعد انتهاء المدة نزلت من الطائرة، وبعد قليل سمعت صوت انفجار كبير وشاهدت الطائرات تحترق على أول الممر، وكان معي أحد زملائي، فقال لي "إحنا بننضرب" وركبنا سيارة جيب واتجهنا إلى أول الممر لنقلع وكان هناك 4 طائرات تم قصفها، واستمر قصف الطائرات في أماكنها، وكانت طائرات الميج-21 مرصوصة تفصلها مسافات بسيطة وأمامها السوخوى-7 في صف مقابل، ورأيت هذا المشهد، حيث جاءت طائرة إسرائيلية وقصفت طائرة ميج-21 موجودة بالمطار فانفجرت، وسرعان ما اشتعلت النار في الطائرة المجاورة لها التي خرج منها صاروخ انفجر بطائرة سوخوى 7، وبعدها ذهبنا إلى قاعدة أنشاص فوجدنا نفس المشهد.
- أكشف لنا عن دور العرب في نصر أكتوبر؟
الدول العربية كان لها دور كبير في نصر أكتوبر المجيد سواء في مرحلة ما قبل الحرب أو خلالها، وكان على رأس الدعم العربي استخدام سلاح البترول وهو دعم لا يمكن وصف تأثيره على سير العمليات العسكرية أو المفاوضات.
وبالنسبة للدعم "الجزائري" بالطائرات فقد بدأ منذ اللحظات الأولى لنكسة 67، فبعد ضرب المطارات بيوم أو اثنين طلبت قيادة القوات الجوية منا الذهاب إلى الجزائر لإحضار طائرات نحارب بها وذهبت وكان معي علي زين العابدين وعادل نصر وفريد حرفوش وتيسير حشيش وسمير فريد وعز الدين أبوالدهب وكان معنا أيضا الدكتور محيى حماد وبديع وفائي، وفور وصولنا وجدنا 6 طائرات ميج-21 فقط جاهزة للطيران، وعاد الطيارون الأعلى في الرتبة بتلك الطائرات، ثم دخلنا إلى "هنجر" وجدنا به طائرات ميج-17 عبارة عن جسم الطائرة والجناحين مفككين، وانتظرنا يوما حتى تم تجهيز عدد من الطائرات وعدنا بها من الجزائر.
- بدأت القوات الجوية في إعادة بناء نفسها استعداداً ليوم التحرير.. حدثنا عن هذه المرحلة؟
القوات الجوية لم تحارب في 67، وبالتالي كان لدى الطيارين عزيمة وإصرار على الدخول في الحرب مهما كان الثمن، وبدأت القوات الجوية في إعادة بناء نفسها، وكانت البداية ببناء "دشم" للطائرات في كافة المطارات، واشترك في بناء "الدشم" شركات من القطاع المدني، وبالفعل وفرت حماية كاملة للطائرات المصرية ولم تدمر طائرة واحدة على الأرض خلال حرب أكتوبر المجيدة، يضاف إلى ذلك أن القوات الجوية أعادت بناء وإصلاح ممرات الإقلاع والهبوط، وتم إنشاء ممرات سرية لا تظهر من السماء معدة للطوارئ .
ووصلت إلى مصر بعد ذلك طائرة جديدة تسمى Mig-21 FL واختاروا أفضل الطيارين للعمل عليها وكنت منهم، وكانت هذه الطائرة مزودة بصاروخين فقط ولا يوجد بها مدفع وكانت تعتمد على الرادار في الكشف عن الهدف، وانهينا الفرقة على تلك الطائرة وانتقل السرب إلى المنصورة وكان الاختلاف قد ظهر من خلال بناء "الدشم" والممرات التبادلية، والبالونات حول المطار .
- حدثنا عن سير الضربة الجوية يوم 6 أكتوبر ؟
استفادت القوات المسلحة بكافة أسلحتها كثيرا من حرب الاستنزاف، وفيما يتعلق بالقوات الجوية كانت القيادة على قناعة تامة بضرورة مفاجأة العدو بالطيران المنخفض لتفادي الرادارات المتطورة، الأمر الذي تطلب مجهوداً جباراً من طياري الاستطلاع لتصوير طرق الهجوم وجغرافيا الأرض والهضاب والتلال، وكذلك مجهود كبير من طياري القاذفات لتطوير أسلوب الطيران المنخفض والتعود عليه كأسلوب طيران وحيد لحسم المعركة.
وكانت خطط الهجوم الجوى تقوم على تنفيذ الضربة الجوية بأكبر عدد متاح من الطائرات ومن مطارات مختلفة وفي نفس التوقيت وعلى أقل ارتفاع ممكن، وهو ما حقق عنصر المفاجأة التي شلت العدو.
وكان التخطيط يراعي حمولة ومدى وسرعة كل طائرة ومكان انطلاقها والهدف المتجهة له، بحيث تكون كل الطائرات فوق أهدافها في وقت واحد، وكل هذا تم بالورقة والقلم وحسابات فنية بشرية دون أجهزة كمبيوتر أو أقمار صناعية.
وقبل موعد إقلاع الطائرات لتنفيذ الهجوم يوم 6 أكتوبر أقلعت بعض الطائرات الحربية من عدة مطارات لعمل طلعات روتينية تدريبية للتمويه والخداع ولعدم لفت نظر العدو لما يتم التخطيط له، وتحدث الطيارون في اللاسلكي مع برج المراقبة بشكل عادي حتى يلتقط العدو حواراتهم كالمعتاد.
وفى مطار المنصورة الذي كنت أتواجد به أقلع عدد من تشكيلات الميج 21 وقاموا بدورة طيران عادية وعند الانخفاض للهبوط فوق المطار، استمرت الطائرات على ارتفاعها المنخفض، وبعيدا عن أعين الرادارات الإسرائيلية لتهبط في مطار بلبيس كما تم من قبل عشرات المرات في التدريبات.
وفى التوقيت المحدد نفذ الهجوم الجوي الساحق وكان النسق الأول وفقاً لخطة الهجوم 90 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة وقاذفات ثقيلة لتدمير وشل فاعلية مواقع الدفاع الجوي الهوك وتدمير محطات الرادار ومراكز القيادة، والنسق الثاني بقوة 90 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة وقاذفات ثقيلة لضرب وشل المطارات والإرسال ومواقع كتائب المدفعية بعيدة المدى وضرب النقطة الحصينة شرق منطقة بور فؤاد، في حين ضم النسق الثالث 40 طائرة مقاتلة لتعزيز النسق الأول والثاني في أعمال القتال الجوي ومنع طائرات العدو من التدخل أثناء أداء المهام القتالية.
ونجحت الضربة الجوية في تحقيق أهدافها بنسبة 90% ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية، حيث دمرت 3 ممرات رئيسية في مطاري المليز وبير تمادا ، و3 ممرات فرعية وتدمير 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعي مدفعية ميدان، وتدمير مركز القيادة الرئيسي في أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة في أم خشيب وتدمير عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار، وكان مقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو في نفس اليوم قبل الغروب، ولكن ألغيت نتيجة نجاح الضربة الأولى.
- كان هناك تفاوت كبير في قدرات سلاح الجو بين مصر وإسرائيل.. ما أثر هذا التفاوت في نفوس الطيارين ذلك التوقيت؟
القوات المسلحة بكافة فروعها وأسلحتها حاربت إسرائيل بالعقل قبل السلاح، والتفاوت في القدرات العسكرية كان واضحاً لصالح إسرائيل، وخاصة في سلاح الطيران، فمصر اعتمدت على المقاتلة ميج 21 بأنواعها المختلفة كطائرة رئيسية في دور الهجوم والدفاع، في حين تنوعت الطائرات الإسرائيلية بين الميراج 3 والنيشر والفانتوم، وجميع الطائرات الإسرائيلية تتفوق علينا في السرعة والمدى والحمولة وأيضاً القدرة على المناورة، وكان طيران إسرائيل هو الذراع الطولى التي تتباهى بها على مدار الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن مصر لقنت إسرائيل درساً لن تنساه واستردت أرضها وأعادت للأمة العربية عزتها وكرامتها.
- القوات المسلحة تخوض حرباً شرسة على الجماعات الإرهابية في سيناء ..كيف تقيم هذه الجماعات وقوتها؟
جماعة الإخوان هي راعية الإرهاب في سيناء، وهذا الفصيل استدعى تنظيمات خارجية مسلحة مأجورة وجعلوهم ظهيراً لهم لحمايتهم وتحقيق مخططاتهم التي ترعاها أطراف خارجية، وهذا الإرهاب الأسود أوشكت القوات المسلحة على القضاء عليه، لأنه ليس بمقدور أحد أن يقف أمام الشعب والجيش والشرطة، واقتلاع جذور الإرهاب من سيناء مسألة وقت فقط ، خاصة بعد استخدام الطائرات في القضاء على البؤر الإرهابية لأنه سلاح حاسم، فمثلاً تستطيع طائرات الهليكوبتر الدخول إلى أماكن وعرة يختبئ فيها الإرهابيون، وطائرات الآباتشي تصيب الهدف بنسبة 100% ، وبالتالي فلن يكون للإرهاب مكان في سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.