رغم تصريحات المسئولين بانتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة الغربية الا ان ما يشهده الواقع ينسف هذه التصريحات تماما، فقد تلقى »الأهرام« عدة شكاوي، تحمل الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، نظرًا للحالة السيئة التى تشهدها مدارس الإدارات التعليمية العشر، على مستوى المحافظة، ابرز هذه المشاكل عدم وجود فصول كافية للطلاب، وعجز فى المدرسين، وسوء حالة النظافة داخل المدارس، وانتشار القمامة حولها.وارتفاع كثافة الطلاب داخل الفصول. البداية فى مدرسة «زكى هشام الإعدادية» بقرية بشبيش التابعة لإدارة شرق المحلة الكبري، حيث توجد مهزلة «الفصل الطائر»، كما يسميها أولياء الأمور وتصل كثافة الفصل الى اكثر من 60 طالبًا، وهذا الفصل ليس له مكان سوى «حوش المدرسة»، وعندما تكون هناك حصة تربية رياضية لأحد الفصول، يدخل الفصل الطائر مكانه!! بالإضافة إلى الحالة المتردية للنظافة والأثاث بالمدرسة. من جانبه، يؤكد أسامة السقا، مدير مدرسة زكى هشام الإعدادية، أن مبنى المدرسة مشترك بين 3 مدارس، منها مدرستان للإعدادى (بنين وبنات)، وأخرى للثانوى العام. ويتساءل: أى مبنى يمكن أن يتحمل هذا العبء الكبير؟! وأضاف أن أثاث المدرسة متهالك؛ لأنه لم يتم تجديده منذ إنشاء هذا المبنى عام 1990. وفى السياق ذاته، اشتكى أهالى قرية «محلة أبو علي» بمركز المحلة الكبري، من سوء حالة منطقة مجمع المدارس، حيث الشوارع غارقة فى مياه الصرف الصحي، وناشد محمد أبو العز (مدرس لغة عربية) اللواء ناصر طه، رئيس مركز ومدينة المحلة، سرعة تنظيفها؛ لأن «الأطفال يصارعون من أجل الوصول للمدرسة» (حسب قوله). وأضاف أنه فور إبلاغ رئيس المركز بشكوانا، تحرك مسئولو الوحدة المحلية وقاموا بتنظيف الشوارع، لكنه يتساءل: إذا كان الحل سهلا، ويمكن تنظيف الشوارع بهذه السرعة، فلماذا يتركونها على هذه الحالة المزرية طوال الأيام السابقة؟» ولم تكن مدارس مدينة المحلة أفضل حالا من مدارس قراها، حيث كشفت زيارة وزير التربية والتعليم المفاجئة لمدارس بالمحلة الكبري، قبل يومين، عن تغيب 71 مدرسًا عن العمل. أما فى العاصمة «طنطا»، فقد تعددت الشكاوى من أولياء الأمور، حيث يؤكد الدكتور إيهاب الكومي، أن طلاب مدرسة الإمام الشافعى بمرحلتيها الابتدائية والإعدادية، أمضوا الأيام الأولى فى الشارع، حتى تم نقلهم إلى مدرسة «الرافعي» التجريبية، ولكن المدرسة تعانى من عجز شديد فى المدرسين، ولم يدخل للطلاب خلال الأسبوع الأول إلا مدرس واحد فقط!! وتضيف شيماء إبراهيم (ولى أمر تلميذ بالصف الأول الابتدائي) أن «أولادنا فى ملحق تجريبى بمدرسة على محمد أحمد، ولا يوجد مدرسون ابتدائى حتى الآن، وبدلا من نقلهم إلى «الرافعي» الجديدة، طلب منا المسئولون فى المديرية إبقاء الأولاد فى البيت «لحد مانشوف هنعمل أيه وهنوديهم الرافعى امتي»!! وفى مدرسة «الشهيد عبد المعطى محمد حسن حمدان» بقرية سماتاي، التابعة لإدارة قطور التعليمية، يشكو قاسم عمارة، ومحمد إسماعيل، وغيرهم من أولياء أمور التلاميذ، من قيام إدارة المدرسة بتقليص عدد فصول الصف الأول من 4 فصول (كما كان فى السنوات السابقة) إلى 3 فصول، مما أدى لتكدس الأطفال، وبلغت كثافة الفصل 60 تلميذًا، وأنها سترتفع إلى أكثر من 75، بعد الحكم فى الدعاوى المرفوعة من أولياء أمور لإلحاق أبنائهم بالصف الأول. ويطالبون بضرورة توزيع التلاميذ على 4 فصول؛ مراعاة لحالتهم الصحيًّة والتربويًّة والتعليميًّة، خاصة أن الفصل الرابع «خالٍ»، وغير مستغل. من جانبه، قال صلاح العزازي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية: إن العمل يجرى لاستكمال منظومة العمل بمدرسة مصطفى صادق الرافعى التجريبية، خاصة أنه مع بدء الدراسة لم يكن قد تم توصيل مياه الشرب والصرف الصحى للمدرسة، كما لم تكن مقاعد الطلاب جاهزة. وأضاف أنه تم نقل فصول الإعدادى والثانوى بمدرسة الإمام الشافعى إلى مدرسة «الرافعي»، كما تم تشغيل 4 فصول بمرحلة رياض الأطفال، نقلا من مدارس طنطا. وأشار إلى أنه بالنسبة لباقى تلاميذ مرحلة رياض الأطفال، فسيتم قبولهم فى مدرسة «غياث الدين» التجريبية، بعد الانتهاء من إنشائها وتجهيزها.