لا نعرف لماذا نختار دائما الطريق الأصعب والأسوأ، ونكره النظام والنظافة والهدوء والاستقرار والتحضر؟ وهل المشكلة فى النظام التعليمى والتربوى، أم فى أزمة الأخلاق التى تتحمل الأسرة مسئوليتها؟ أو أن الحكومات المتتالية التى تحكم لا تجد دائما البداية الحقيقية الناجحة، لأزمة شعب عاش ومازال على العشوائية فى التفكير واختيار القيادات الأسوأ إداريا وعلميا؟ أو أن الدولة لا تمتلك رؤية حقيقية للإصلاح؟. أسئلة تلاحق دائما الجميع عند زيارتهم لأى دول فى العالم، فى محاولة منهم لإيجاد إجابة تريحهم، ويتساءلون لماذا لا نكون مثلهم؟ ولماذا توفرت لهم عوامل النجاح وعاندتنا؟ ولكن نقول إن الحقيقة المرة أن سبب النجاح والتقدم يرجع أولا لإرادة شعب هدفه الارتقاء والصعود إلى منصة التقدم، والعزيمة والإخلاص من عناصر المجموعة القائمة على تنفيذ الفكر والمشروعات، بالإضافة إلى رفض المجتمع للوضع السيئ الذى يعيشه، ومشاركته الإيجابية لقياداته بالدولة وحكومته، وثقته أنهم سيحققون كل متطلباته. ونجد ذلك فى الدول التى تريد المزيد من التقدم، أو الساعية نحو نفس الهدف لاستقرار المجتمع، بدون اختلافات فالعلم يسود المنظومة، ولا تدخل فى عمل الآخرين، خلية نحل كل يعرف دوره ويتفانى فيه، ويبذل الجهد والعرق ليخرج بعمله وفقا للمخطط له. ولكن حتى اليوم لا نجد أو نشعر بذلك، سواء من الشعب صاحب الإرادة الذى يطلب التغيير، وفى نفس الوقت يقاومه، والدولة التى لا تنظر للملفات الحقيقية وأدواتها للنجاح، والحكومات التى مازالت تتخبط وخائفة وتائهة، لا تعرف من أين تبدأ الخطى نحو طريق التقدم.