لا أعرف لماذا ارتبطت أيام الأعياد بتزايد حالات التحرش، خاصة فى الشوارع والحدائق ودور السينما، وانقلب الحال من فرحة الأسر بالأعياد، والاحتفالات العائلية الجميلة، والتنزه والسفر، والتى يتزايد فيها الود، والتهنئة، والدعاء، والزيارات، والروح الحلوة، إلى خوف حقيقى على الفتيات فى مختلف الأعمار، بسبب حالات التحرش التى تتأذى منها الفتيات. وهذه المصيبة تحتاج إلى متخصصين وعلماء ودراسة مستفيضة لها، لأنه لا يمكن حلها فقط بالطرق الأمنية، وتتطلب ايجاد حلول علمية، لأن معظم من يقومون بالتحرش أطفال ما بين سن العاشرة وحتى الخامسة عشرة، ونسأل هل هناك ارتباط كبير بين هذه الظاهرة وأزمة الأخلاق التى نعيشها منذ سنوات والتى تتزايد من جهة، وضعف التربية والارتباط الأسرى فى البيت، وأزمة التعليم من جهة أخرى، بسبب انصراف التلاميذ عن الحضور إلى المدارس، وضعف دور المعلم والإدارة المدرسية؟. ما أن نسير أو نصل إلى أى مكان، إلا ونجد هذه الأزمة البشعة، وتجمهرا من المواطنين الذين يشاهدون هذه الحالات فقط، ولا يستطيعون التدخل خوفا من أن يصيبهم هؤلاء الاطفال بأذى، خاصة فى ظل عدم وجود أمن منتشر فى المكان، وتكمن الأزمة الحقيقية فى حالة الرعب والخوف التى تصيب الفتيات، وعدم قدرتهن عن الدفاع عن أنفسهن، وإبلاغ الأمن حفاظا على سمعتهن وفقا لما يقلن فى أكثر الحالات. كانت الأسر تعلم وتربى الصبية على كيفية التعامل مع أخواتهم الفتيات، بكلمات حاسمة تغرز بداخلهم الإحساس بالاحترام، والتقدير، والمحبة، والعطف، والحنان، تجاههن، واليوم ماذا أصاب الأسر؟. [email protected] لمزيد من مقالات محمد حبيب