سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد انحسار ظاهرة التحرش بين الكبار.. الصغار يواصلون.. تحرش جماعى أمام دور العرض بوسط البلد.. وناشطة سياسية: المتحرشون لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات.. والدعاية للأفلام وراكبو الدراجات والزحام أهم الأسباب
فى الوقت الذى شهدت فيه أيام العيد انحساراً ملحوظاً لظاهرة التحرش بين الكبار، وذلك نتيجة للجهود الأمنية الملموسة، والتى تمثلت فى التواجد المكثف لرجال الأمن بالشوارع ومناطق التنزه ودور السينما، برزت على السطح ظاهرة خطيرة جداً يجب الالتفات إليها وهى زيادة معدلات التحرش بين الصغار. فقد شهد ثانى وثالث أيام العيد وبعد الانتهاء من فعاليات ذبح الأضاحى والمرور على الأهل والزيارات العائلية، شهدت اتجاه العديد من الشباب، خاصة فى المرحلة العمرية بين 18 و16 عاماً والأكثر لفتاً للانتباه زيادة نسبة الأطفال بين المتنزهين والذين لا تزيد أعمارهم على ال8 سنوات وهو ما جعلهم فريسة سهلة لعمليات التحرش. وأوضح فتحى فريد، منسق عام مبادرة "شفت تحرش"، أن أسباب تراجع الظاهرة فى أول أيام العيد ليس التواجد الأمنى فقط ولكن قلة إقبال المواطنين على الأماكن العامة ساهم فى ذلك بشكل كبير. ولفت فريد إلى أن أسباب ارتفاعها فى ثانى وثالث أيام العيد هو إقبال الزحام الشديد الذى شهدته دور العرض، فضلاً عن الشباب على التنزه بالأماكن العامة، الأمر الذى يستغله بشكل خاطئ مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 وحتى 16 عاما، ومنهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات، وهذا يعد أمراً خطيراً، ومن ثم تكثف "شفت تحرش" تواجدها بالمناطق المزدحمة، خاصة منطقة وسط البلد لما تشهد من إقبال تلك الفئة العمرية عليها، فضلاً عن تكثيف حملات التوعية بين الشباب والشابات. وفى هذا السياق، أوضحت الدكتور عزة كامل، الناشطة السياسية ومدير مركز وسائل الاتصال الملائمة للتنمية، أن ظاهرة التحرش بالفعل تراجعت فقط فى أول أيام عيد الأضحى، وذلك لقلة إقبال المواطنين على التنزه فى الأماكن العامة تحسباً لما ورد عن الجماعة المحظورة بالخروج فى مظاهرات. ولفتت كامل إلى أن ثانى وثالث أيام العيد شهدا ارتفاعا ملحوظا فى حالات التحرش بمناطق وسط البلد وأمام دور العرض السينمائية، نتيجة التدافع أمامها، بالرغم من التواجد الأمنى فى محيط تلك المنطقة. وأوضحت أننا نعانى من تلك الظاهرة طوال العام، ولكن يأتى التركيز عليها فى المواسم تحديدا نتيجة التزاحم الذى تشهده الأماكن وإقبال الفتيات على التنزه، وهو الأمر الذى يستغله المتحرشون لإحداث المضايقات لهن. وأكدت أن المبادرة القائمة حاليا لمواجهة التحرش منها "شفت تحرش" تعمل بجد فى الشارع المصرى وتقوم بحملات توعية حقيقية ضد تلك الظاهرة، كما أنها تقوم بالتحفظ على العديد من المتحرشين وتحرير المحاضر ضدهم. وكان أول أيام عيد الأضحى قد شهد تراجعاً ملحوظاً فى نسب التحرش بالفتيات، إلا أنها تزايد بشكل ملحوظ فى ثانى وثالث أيام العيد مع إقبال المواطنين والمواطنات على التنزه فى الأماكن العامة، وزيادة أعداد الفتيات المترددات على منطقة وسط البلد تحديداً. وكانت حملة "محاربين ضد التحرش" التى أطلقتها مباردة "شفت تحرش"، لرصد حالات التعدى الجنسى على الفتيات خلال أيام العيد، قد أكدت أن نسب التحرش والعنف الجنسى فى ثانى أيام العيد تزايدت بشكل طردى مقارنة بأول أيام العيد، خاصة فى المناطق المزدحمة وبالأخص أمام دور العرض السينمائى. ولفتت الحملة، فى بيان صدر عنها صباح اليوم، إلى أن نسب استجابة الشباب لحملات التوعية تراجعت هى الأخرى بشكل يثير العديد من علامات الاستفهام، حيث لم تتعد النسبة 30%، بينما تخطت استجابة الفتيات حاجز 93%، وهو تباين ملحوظ عن أول أيام العيد، حيث تخطت نسب استجابة الشباب حاجز 60%. وأوضحت الحملة، أن حصيلة الفتيات اللائى تم إنقاذهم 23 فتاة تعرضن لانتهاك لحظى منهم حالة تحرش لمنتقبة، وأنه تم الانتقال مع الضحية إلى نقطة الشرطة وتم تحرير محضر ضد المتحرشين بعد التحفظ عليهم برقم "5 لسنة 2013- نقطة شرطة التحرير – قسم قصر النيل". وبالطبع لم تخل منطقة وسط المدينة من حالات التحرش الجماعى بالفتيات، حيث رصدت حملة "محاربين ضد التحرش" حالات تحرش جماعى أولها ما يقرب من 20 شابا تحرشن بسبع فتيات، ورصد حالة انتهاك بدنى واحدة لفتاة فى العشرين من عمرها بصحبة والدها ووالدتها، وحالة أخرى تعرضت للتحرش من قبل أربع متحرشين فى حالة سكر تام، فضلاً عن التحرشات اللفظية والمضايقات. وأكدت الحملة، أن دور العرض كان لها دور غير مباشر فى ارتفاع نسب التحرش أمامها، ومنها تعطيل تمرير صفوف المواطنين بشكل متعمد، للإيحاء بأن هناك نسبة إقبال شديدة على دور العرض، هذا إلى جانب التكدس الفوضوى فى الشوارع المحيطة بدور العرض من قبل عدد من السيارات التى تقوم بتوزيع مواد دعائية للأفلام، وانتشار السيارات التى تعلوها مكبرات الصوت لإذاعة الأغانى المعروضة بالأفلام، وتشكيل حلقات للرقص بالشوارع لإثارة البهجة لدى المقبلين على دور العرض، الأمر الذى استغله المتحرشون وراكبو الدرجات النارية التى انتشرت فى أيام العيد بشكل ملحوظ للتوقف والتحرش بالفتيات بدعوى مشاركتهن فى الرقص.