ليست سحابة صيف عابرة ولكنها سوداء قاتمة توزع سمومها مع كل موسم حصاد للأرز، حيث يتخلص المزارعون من القش عن طريق الحرق ولم تفلح الإجراءات الجديدة والغرامات فى ردع المخالفين. يقول السيد صبحي، مدير عام المتابعة بمحافظة الدقهلية إنه تم تشكيل 21 لجنة على مستوى مراكز ومدن المحافظة لمعالجة مخالفات حرق قش الأرز مشيرا إلى تحرير 201 مخالفة للمزارعين رصدتها اللجان الفرعية ومعلومات الأقمار الصناعية التى دخلت لأول مرة كعنصر مؤثر فى رصد المخالفات. وطبقاً للبيانات الصادرة عن جهاز شئون البيئة بالدقهلية تم حصاد 89 ألفا و768 فدانا من اجمالى مساحة 380 ألفا و645 فدانا مزروعة بالأرز أى أنه تم حصاد 23.6% من مساحة الأرز وقامت وزارة البيئة بعمل بروتوكول تعاون لتدوير المخلفات الزراعية وتحويلها الى سماد عضوى او أعلاف وتم حتى الآن تدوير 380 طن سماد. وتؤكد التقارير أن الشركات العاملة فى مجال جمع ونقل وتدوير قش الأرز جمعت حتى الآن حوالى 7800 طن وتم متابعة 21 مقلبا عموميا حيث تبين استقرار حالة 18 منها. ويؤكد الدكتور هشام ربيع رئيس الادارة المركزية لاقليم شرق الدلتا بوزارة البيئة أنه يتم التصدى للمزارعين الذين مازالوا يصرون على مخالفة القانون بالحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بكل حسم من خلال محاور تم تشكيلها خصيصا لهذا الغرض من الباحثين، يعاونهم فى ذلك شرطة المسطحات والبيئة وان جهاز شئون البيئة فرع المنصورة يعمل على التصدى لتلوث الهواء من خلال المتابعة الجادة لمنظومة زراعة وحصاد ونقل وتدوير المخلفات الزراعية، كما تتم متابعة منظومة المخلفات الصلبة من رفع تراكمات ومتابعة لمقالب القمامة المختلفة كما يتم التفتيش على المصانع المختلفة والوقوف على الحالة الفنية لها ، وتم تكوين غرفة لاستقبال شكاوى المواطنين على مدى الساعة . من جانبه يرى حسام الدين إمام محافظ الدقهلية أن ظاهرة حرق قش الأرز هذا العام أقل من السنة الماضية وهناك خطوات صارمة للحد منها لكن وعى المزارعين واستعجالهم للتخلص من القش يدفعهم إلى حرقه وأحيانا نجد متعهدى جمع القش غير جاهزين أو ليس لديهم الآلات الكافية لجمع القش أو استخدامه . ويؤكد محافظ الدقهلية أن تغليظ العقوبات والغرامات من 500 جنيه إلى 5 آلاف جنيه كان له مردود جيد ، بخلاف رصد المخالفات أولا بأول مما كان له الأثر فى التخفيف من الظاهرة .