تحقيق: محمد خراجة بات الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ضرورة ملحة باعتبارها احدي الركائز المهمة في بناء أي اقتصاد فضلا عن كونها المكان المناسب لايجاد أجيال جديدة من رجال الأعمال كما أن هذه المشروعات تلعب دورا مهما في الوقت الحالي لزيادة معدل نمو النشاط الاقتصادي ومكافحة البطالة. وأكد خبراء الجهاز المصرفي أن المشروعات الصغيرة تستحوذ علي اهتمام معظم دول العالم خاصة المتقدمة التي قام اقتصادها علي هذا المجال. وبالتالي آن الأوان لكي تتحرك مصر للنهوض بتلك المشروعات وإزالة المشكلات التي تواجهها وبداية أكد السيد القصير رئيس بنك التنمية الصناعية والعمال أن خطة البنك خلال المرحلة المقبلة التركيز علي اقراض المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والعمل وفق سياسة إئتمانية سليمة ومتابعة جيدة ودراسة المناطق الصناعية وعمل حضانات وإقامة صناعات مغذية للاستفادة من تجارب الدول الأخري التي سبقتنا في هذا المجال. وقالت مها سليمان رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلي المصري أن هناك اهتماما متناميا بقطاع المشروعات الصغيرة وأن الاقتصاد المصري سيعتمد عليها في نموه خلال السنوات المقبلة. وأن98% من إجمالي المشروعات الموجودة في مصر صغيرة ومتوسطة وكذلك80% من إجمالي الناتج المحلي من تلك المشروعات. مشيرة إلي التركيز خلال الفترة المقبلة علي المشروعات الصغيرة لأنه لا يوجد اقتصاد في العالم يقوم بدون المشروعات الصغيرة. ومن جانبه أكد عبدالكريم إبراهيم مدير إدارة ائتمان الشركات المتوسطة ببنك مصر أن المشروعات الصغيرة تعد من أهم العناصر الهامة في عملية التنمية والتطور الاقتصادي في معظم دول العالم فهي تساهم بشكل متزايد في دعم وعودة مناخ المنافسة الإضافة إلي دورها في حل مشكلة البطالة, وتحقيق التوازن الإقليمي في التنمية. موضحا أن المشروعات الصغيرة في مصر تساهم بنحو57% من إجمالي القوي العاملة ويبلغ عدد المشروعات نحو3,2 مليون مشروع ومنشأة. وأوضح أن تجربة مصر في المشروعات الصغيرة والمتوسطة إذا ما قورنت بتجارب الدول الأخري محدودة للغاية نتيجة لعدة تحديات تواجه هذا المجال, وهو الأمر الذي أدي لعدم تحقيق مصر أي عائد ملموس من جراء تلك المشروعات علي مدار العقدين الماضيين فلم تحقق أي تقدم نظرا لعدم الاهتمام بها وغياب الرؤية الحقيقية وصعوبة الحصول علي التمويل الذي يعد من أهم المشكلات التي تواجه نمو واستمرار المشروعات الصغيرة في مصر. وغياب العلاقة التنظيمية المباشرة بين الجهات المتعددة لتكوين رؤية شاملة لمستقبل تلك المشروعات وعدم توافر المعلومات. ومن جانبه انتقد عصام نافع مدير شركة ضمان مخاطر الائتمان عدم اهتمام البنوك المصرية بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر حيث كان كل اهتمامها منصبا علي تمويل كبار رجال الأعمال والتركيز علي العملاء الكبار, فقد كان البنك يمنح العميل نحو500 مليون جنيه لإقامة قرية سياحية بدلا من منح مشروع صغير50 ألف جنيه وهناك من حصل علي3 مليارات جنيه لإقامة ملاه في حين أن هذا المبلغ كان يمكنه أن يقيم أكثر من30 ألف مشروع صغير تتوزع فيه المخاطر وتوفر آلافا من فرص العمل.