فى إطار استكمال تنفيذ مراحل العملية الشاملة "حق الشهيد" وتحقيق الضربات الاستباقية الناجحة وملاحقة العناصر الارهابية بمدن "العريش" و"الشيخ زويد" و"رفح" وبعض مناطق وسط سيناء، واصلت القوات المسلحة أمس لليوم الثانى عشر على التوالى ضرباتها الناجحة ضد العناصر المسلحة واستهداف أوكار وبؤر تجمعات العناصر الارهابية والخارجين عن القانون وفرض سيطرتها الامنية الكاملة على هذه المناطق، بالتزامن مع استمرار القوات الخاصة والبحرية فى تنفيذ مهامها القتالية لتأمين المسرح البحرى وفرض السيطرة الكاملة على المسطح المائى للبحر المتوسط بالمنطقة لقطع خطوط الامداد للعناصر التكفيرية ومنعها من التسلل البحرى امام منطقة العمليات. بينما واصلت طائرات الأباتشى والهليكوبتر أعمال الاستطلاع الجوى والقصف الدقيق لعدد من الأوكار الخاصة بتجمع العناصر الإرهابية ومخازن الأسلحة والمتفجرات التابعة لهم والقضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية بها، كما قامت عناصر الجيش الثانى الميدانى تدعمها عناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع تحت غطاء جوى بمداهمة البؤر الإرهابية التى تم رصدها والقضاء على عدد كبير من العناصر التكفيرية التى تتحصن بها، وكذلك قطع سبل الدعم الفنى واللوجيستى التى تمتلكها العناصر المسلحة، بناء على معلومات دقيقة. وقد تزامن هذا مع تنفيذ مهام حماية وتأمين تحركات القوات البرية والعناصر المشاركة فى تنفيذ العملية والتى أسفرت أمس عن مقتل 9 من العناصر الإرهابية المسلحة أثناء تبادل إطلاق النيران خلال عمليات الاقتحام والمواجهات مع القوات أثناء تنفيذ مهامها، ليصل العدد على مدى العملية بالكامل إلى 447 ارهابيا، والقبض على 88 من المشتبه بهم خلال عمليات التمشيط والمداهمة لمعاقل وأوكار هذه العناصر ليرتفع عدد المقبوض عليهم الى 550 إرهابيا. كما أسفرت العملية أمس عن تفجير 61 عبوة ناسفة تم زرعها لاستهداف عناصر القوات المسلحة على محاور التحرك، وقامت القوات بتدمير وحرق 28 عشة ووكرا تتمركز وتنطلق منها العناصر الإرهابية، كما تم اكتشاف وتدمير 48 ملجأ تتحصن بها العناصر الإرهابية وضبط 10 عربات ودراجة بخارية واحدة وحرق وتدمير 18 عربة و32 دراجة بخارية يتم استخدامها في مراقبة واستهداف القوات، واكتشاف وتدمير 3 مخازن تحتوى على 2.5 طن وقود وقطع غيار سيارات ودراجات بخارية، وقد تم الإفراج عن 68 فردا من المشتبه بهم بعد ثبوت عدم تورطهم فى أعمال ارهابية. كما أسفرت أعمال التمشيط المكثفة التى تقوم بها الدوريات الأمنية بنطاق الجيش الثالث الميدانى عن ضبط ثلاثة عناصر ارهابية شديدة الخطورة عٌثر بحوزتهم على 12 سلاحا أنواع مختلفة وكميات كبيرة من الذخائر مختلفة الأعيرة و15 دائرة نسف كهربائية مجهزة للتفجير وكمية من الأسلحة البيضاء و22 خزنة مختلفة الأنواع ونظارة ميدان وتليسكوب بندقية وأجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية وحاسب آلى و5 اسطوانات مدمجة محمل عليها بيانات عسكرية وكاميرا و3 خرائط بحرية و 8 جوازات سفر مزورة وعملات أجنبية، كما تم ضبط 4 عربات ربع نقل بدون لوحات معدنية وتدمير عربة بمنطقة "لصان" فى وسط سيناء وتدمير دراجتين ناريتين. كما واصلت القوات الخاصة البحرية تنفيذ عدة مهام لفرض السيطرة الكاملة علي المسرح البحرى فى جميع الاتجاهات وتأمين الأهداف الحيوية والاقتصادية، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش على السفن ومراكب الصيد المشتبه بها للتأكد من خلوها من أية عناصر إرهابية هاربة او أسلحة وذخائر، وكذلك منع تسلل أو هروب العناصر الإرهابية عن طريق البحر، كما استمرت طائرات الهليكوبتر فى تنفيذ أعمال المعاونة للقوات المشاركة فى تنفيذ العملية على الأرض، بالإضافة إلى أعمال المراقبة والاستطلاع الجوى لمناطق مكافحة النشاط الإرهابى بسيناء. وبذلك تكون جهود قوات إنفاذ القانون المشاركة فى تنفيذ العملية من القوات المسلحة والشرطة المدنية قد أسفرت خلال 12 يوما منذ بدء العملية عن تصفية 447 إرهابيا بينهم مجموعات تنظيمية شديدة الخطورة بالكامل، والقبض على 550 من المطلوبين أمنيا والمشتبه بهم، وكذلك تفكيك وتفجير 446 عبوة ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات على الطرق والمحاور الرئيسية للقرى التى تتم مداهمتها، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 83 عربة أنواع "نصف نقل دفع رباعى" وإحراق وتدمير 558 وكرا و"عشة" للعناصر التكفيرية كانت تستخدم كنقاط ارتكاز للهجوم على القوات، وتدمير 60 ملجأ تحت الأرض تحتمى بها العناصر التكفيرية من ضربات القوات و4 مغارات تحت سطح الأرض، وكذلك تدمير 206 دراجات نارية، و 29 مخزنا ومغارة تستخدمها العناصر الإرهابية لإخفاء العربات والدراجات البخارية والأسلحة والذخيرة ، كما تم العثور على 1000 مفجر كهربائى وجهاز «جى بى إس» لتحديد الاتجاهات و4 دوائر الكترونية تستخدمها العناصر التكفيرية للتفجير عن بعد. من جانبها أشادت القوات المسلحة بتعاون أهالى سيناء مع قوات إنفاذ القانون من خلال الإبلاغ عن أى تحركات للعناصر الإرهابية داخل المناطق السكنية الخاصة بهم، والتواصل مع أجهزة جمع المعلومات فور رصد أى تحركات مشبوهة، وذلك فى إطار دورهم الوطنى المعهود باعتبارهم خط الدفاع الأول عن أرض الفيروز وحماة البوابة الشرقية لمصر جنبا إلى جنب مع قواتهم المسلحة. من جانبهم أكد خبراء ومحللون عسكريون أن العملية الشاملة "حق الشهيد" تعكس مدى إصرار القوات المسلحة المصرية على استئصال سرطان الإرهاب من المناطق التى تشهد نشاطا ارهابيا، وأنها تمثل الخطوة الأولى لتنفيذ مشروعات التنمية بسيناء ومنطقة قناة السويس، موضعين ان نجاح العملية سيسهم فى تنمية حقيقية للمنطقة خلال الفترة المقبلة. أوضح اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية أن العملية تعد الخطوة الأولى لتنفيذ مشروعات تنمية سيناء، مؤكدا أن الدولة بدأت هذه العملية خاصة بعد عزمها على اقامة استثمارات جديدة فى منطقة محور قناة السويس الجديدة وتريد تأمينها بشكل يضمن للمستثمرين ازدهار واستمرار مشروعاتهم. واضاف الغبارى، إن مواجهة الإرهاب فى سيناء دخلت مرحلة الحسم، وأن نتائج العملية الشاملة "حق الشهيد" حتى الآن ممتازة للغاية ومبشرة وتمثل بداية قوية تؤكد عزم واصرار الجيش المصرى على استئصال سرطان الارهاب من تلك المنطقة تماما، موضحا ان المقصود من اطلاق وصف "الشاملة" على العملية انها عملية عسكرية لها عدة اهداف سياسية واقتصادية وتنموية كما انها تشارك بها مختلف الأسلحة بالقوات المسلحة سواء البرية أوالجوية أو البحرية بالتعاون مع قوات الشرطة. من جانبه أكد اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق محافظ جنوبسيناء سابقا أن االعملية العسكرية "حق الشهيد" ممتدة بدون سقف زمنى لحين تحقيق أهدافها، لكنها لن تستمر طويلا وستعلن القوات المسلحة فى نهايتها عن نتائج مبشرة ستدعم مسار التنمية فى تلك المنطقة، متوقعا ان تحقق العملية نجاحات أكبر يوما بعد يوم.