بدأ جلال الهريدى ضابطا بالقوات الجوية ثم ضابط مشاة وسافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو برتبة» يوزباشي» نقيب للحصول على فرقة الصاعقة والقناصة فأبهر مدربيه بقدراته الاستثنائية، عاد بخبراته إلى مصر فأسس قوات الصاعقة وهو فى السابعة والعشرين من عمره، حارب فى معركة العدوان الثلاثى بقوات الصاعقة قبل أن تكون سلاحا معترفا به فى القوات المسلحة، عرف أغلب القيادات العسكرية المصرية وعمل معها ، وبعد تاريخ طويل من العمل العسكرى أسس حزبا سياسيا وأطلق عليه اسم « حماة الوطن « ليأتى إلى عالم السياسة بروح المحارب. كيف أسست قوات الصاعقة ؟ ذهبت لفرقة الصاعقة والقناصة بالولاياتالمتحدة عام 1955وكنت برتبة يوزباشى أو نقيب بالرتب الحالية، وأثناء الفرقة كان معى اليوزباشى أمين شكرى وهو من تولى مسئولية الصاعقة من بعدي. عدت فى نفس العام لمصر وبدأنا على الفور تشكيل أربع فرق صاعقة فى منطقة أبو رجيلة بين جبل الحلال والحرام فكانت أول قوات تعبر جبل الحلال وبعدها بدأنا العمليات مباشرة مع العدوان الثلاثى بأوامر من المشير عبدالحكيم عامر رحمه الله فدخلت قوات الصاعقة قبل تشكيلها رسميا إلى بورسعيد، واستقبلنا الأهالى هناك واستضافونا وادخلنا السلاح ونفذنا أول عمليات قتالية هناك وسقط أول شهيد لقوات الصاعقة، وهو الرقيب رمضان عبد الرازق، وبعد نجاحنا تقرر إنشاء الصاعقة عام1957 وتوليت قيادتها وأنا « يوزباشي» وطبعا واجهنا تحديات وعقبات كثيرة لإنشاء هذا السلاح الجديد وقتها. أسست الصاعقة وأسست حزبا سياسيا ما هو الفرق؟ نحن فى القوات المسلحة كل شيء واضح وهناك لغة واحدة للتفاهم، ولكن فى السياسة يمكن أن يقال شيء وفى النية شيء آخر ونحن لا نعرف ذلك، ولكن نحن اسسنا حزبنا تحت اسم «حماة الوطن» كما كنا نحمى الوطن فى القوات المسلحة فإننا نفعل ذلك فى الحزب فنحن جميعا متطوعون ومع ذلك نتواجد صباحا ومساء ولا يتقاضى شخص هنا أجرا إلا الموظفين الإداريين ، أما الأعضاء فيعملون ويتبرعون للحزب وهذا هو مصدر تمويلنا الوحيد، وكما أنشئت الصاعقة فبنفس هذه الروح سنخوض الانتخابات . حزب «حماة الوطن «عضو فى قائمة «فى حب مصر» هل تعتقد أن هذه القائمة ستسهل لكم الوصول للبرلمان؟ فى اول اجتماع للرئيس مع رؤساء الأحزاب كان هناك هجوم على القائمة التى كان يعدها الدكتور كمال الجنزورى فى ذلك الوقت ،فاقترحت ان يتم تشكيل قائمة واحدة تنحى المصالح الشخصية والحزبية جانبا وتنظر إلى مصلحة الوطن، وفى المقابل نجعل التنافس على المقاعد الفردية، فوافق الرئيس، لكن فوجئت أن رئيس حزب النور قال لا لازم أرجع لحزبى ، وحزبى آخر قال سأتشاور أيضا فماتت الفكرة فى وقتها ثم جاء الدكتور سيد البدوى وطالب باجتماع للقائمة الموحدة فتشجعنا لان الفكرة فى حد ذاتها مهمة لصالح الوطن فى تلك المرحلة، ونحن نضع مصلحة الوطن قبل اى شيء. هل تسعون إلى تشكيل الحكومة من خلال المجلس القادم؟ هو طبعا أملنا ونحن جاهزون لذلك ونسعى إلى الوصول لأغلبية، أولا نحن مشتركون فى قائمة «فى حب مصر» وفى الفردى نحن فى معظم الدوائر بالفردى وبأسماء محترمة وبشباب واع مثقف وفى معظم الدوائر وطبعا بنفاجأ وبنحارب بالمال السياسي، وهذا المال لا يشترى الناخب فقط بل يشترى المرشح نفسه وكثير منهم يتحدثون عن أن الحزب «الفلاني» عرض عليه مبالغ ضخمة، بالطبع نحن لدينا الآن بعض الأحزاب التى اسميها أحزاب شركات وأخرى لها أجنداتها الخارجية ولذلك تجد التشرذم سائدا، وهناك قوى تريد تحقيق ما فشلت فيه على أرض الواقع من خلال الوصول لمجلس النواب القادم وهناك قوى تسعى لدخول البرلمان لتنفيذ أجنداتها «الخارجية».. كما أن شراء «النواب» أصبح ظاهرة خطيرة. ما أبرز المشاكل التى يواجها الحزب ضمن قائمة «فى حب مصر ؟ نحن نختار مرشحينا وفق معايير صارمة ومن خلال لجنة تدرس السيرة الذاتية لكل مرشح وتقابله ثم تختار وفق معايير محددة ، أهمها القدرة على الممارسة البرلمانية، فمثلا أستاذ الجامعة المتميز فى المادة العلمية ليس بالضرورة أن يكون قادرا على الممارسة السياسية، وبذلك نتأكد أننا نرشح أشخاصا ورموزا قوية وقادرة وليست عددا، ثم نقوم بإرسال مرشحى الحزب لدخول القائمة وقلنا لهم لو هناك من هو أفضل من مرشحينا سنوافق عليهم طالما اختيارهم مطابق للدستور، ولو لم يأخذوا مرشحين من عندنا مش هنزعل لاننا ننظر لمصلحة الوطن فقط، كيف ترى جيل الشباب برصيد الخبرة الكبير فى العمل بالقوات المسلحة وفى سلاح الصاعقة القائم على قوة الفرد بالأساس ومن خلال التجربة السياسية؟ أعتبر فرصة الشباب الحالى أفضل من فرصنا كثيرا ، فالتكنولوجيا تغلبت على كل شيء، وأرى أن المجال أمامهم اكبر مما كان أمامنا ولكن هم بحاجة إلى شيء جاهز «شويه « ومحتاجون إلى الاستفادة من العواجيز اللى مثلنا. فعلى المستوى الحزبى لدينا أنشطة كثيرة للشباب ونهتم بالتدريب والتثقيف بالتعاون مع كل أجهزة الدولة وعلى المستوى السياسى نعمل على تجهيز الشباب . الشباب يحتاج إلى القدوة ، ففى الأيام الأخيرة لحكم الرئيس مبارك افتقد الشباب هذه القدوة ، وكان لديه شعور بأن هذه البلد مش بلده وتروح فى داهية وهذا نتاج كثرة الفساد وتوزيع الأراضى والعمولات وبيع القطاع العام والشباب كان يشاهد ذلك ويصاب بإحباط، ولكن الآن القدوة تعود فنجد الرئيس يتبرع بنصف راتبه ونصف ميراثه ووقته كله للبلد وهذا سيعيد الشباب من جديد ثم أن إشراكهم فى المشروعات القومية يعطيهم شعورا بالانتماء للوطن وهو شعور جميل للتضحية والعيش فى سبيل الوطن. ما هى خطتكم للمنافسة فى ظل تصريحكم بضعف التمويل؟ بالتدريج نحن نتحاور مع تجمعات الشباب على مستوى المحافظات كافة، ونأتى بهم من كل مكان ونتحاور معهم على ونقنعهم بالفعل بوجهات نظر الحزب فى الكثير من القضايا، كما أن لدينا امانة إعلام نشطة تتفاعل مع مختلف وسائل الإعلام باستمرار ، بالطبع هناك تحديات ولكننا تعودنا على ذلك، بجانب ذلك فالحزب أغلب قادته ذات خلفية عسكرية وهو ما يجعلنا نصل إلى كل بيت فى مصر تقريبا فلا يوجد أسرة مصرية ليست على علاقة بالقوات المسلحة، فلابد أن تجد فى كل أسرة ضابطا أو صف ضابط أو مجندا وهذا يعطينا قوة فى الوصول إلى الجماهير. لكن على المستوى السياسى تفاجأ بظواهر غريبة فهناك من يتنقلون بشكل عجيب بين الأحزاب أمس كان فى حزب اشتراكى وبعدها بأيام تجده فى حزب رأسمالى مخالف تماما لتوجهاته السياسية، وهناك أحزاب تعطى راتبا شهرى يصل إلى 50 ألف جنيه؟ ما هو المقابل لهذه المبالغ الضخمة؟ المقابل هو عدم القدرة على رفض أى تعليمات فى المجلس القادم. وماذا أنجز الحزب على المستوى الداخلى للحزب؟ نحن تأسسنا منذ سنة ونصف تقريبا ولدينا الآن 25 مقرا بالمحافظات و75 مقرا بالمراكز. وما هى استعداداتكم للانتخابات البرلمانية القادمة؟ أصبح لدينا رصيد ثقة فى التعامل مع المواطنين وتأجيل الانتخابات الفترة الماضية أعطانا فرصة للالتقاط الأنفاس ونغطى فى هذه المرحلة 50% من الدوائر والعدد سيزيد على 130 مرشحا فى محافظات الجمهورية . هل نصنف حماة الوطن على انه حزب سلطة أم معارضة خاصة وانكم لستم فى الحكومة؟ نحن حزب يقف مع الدولة فى هذه الظروف ونحن من ضمن الأحزاب التى أسست حكومة موازية للمعارضة، لكننا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وسنسانده بقوة حتى تمر البلاد من هذه المرحلة، وهذا ليس لشخصه فقط ولكن لأنه اختيار الشعب ولأن المؤسسة العسكرية هى التى أنقذت البلد فى هذه المرحلة، وسنقف فى المعارضة عندما يوجد خلل واجد له الحل بمعنى سأعارض وأطرح الحل. هل يحتاج الرئيس إليكم كظهير سياسي؟ الرئيس بنفسه حسم هذا الكلام وقال انه رئيس لكل المصريين وهذا مناخ يسمح للجميع بالتحدث والعمل. ونحن نعمل بشكل علمى وقد قدمنا للرئيس وقت انتخابات الرئاسة مشروعا متكاملا للطاقة أعده الحزب وهناك مشروعات فيما يتعلق بالزراعة فى الأراضى الصحراوية ومثلها المثلث الذهبي. أخيرا..ما هى رؤية الحزب للسياسة الخارجية المصرية؟ نحن نؤمن بضرورة عودة مصر كفاعل رئيسى فى المنطقة ومنذ ثورة 30 يونيو شعرنا بهذا الدور هذا مع الحفاظ على علاقات متوازنة، حتى لا تخضع مصر لأى ضغوط من طرف على حساب طرف أخر.