من يتصور أن مقالة فتاة صغيرة لم تفك بعد ضفائر الصحافة تتسبب فى غلق صحيفة! هذا ما حدث لى منذ أكثر من....؟! ولا بلاش، نقول من وأنا فى أولى جامعة! ولم تكن المقالة التى اعتبرتها آنذاك مقالة لا نقدا على شكل رأى لقصة نجيب محفوظ «المذنبون» التى تحولت بعدها إلى فيلما سينمائيا والتى تشابهت فى رأيى أيامها بقصة «ثرثرة فوق النيل»، حيث وضع عمنا نجيب المجتمع بفئاته بطبقاته «بموظفينه» فى سلة واحدة «سيئة السمعة». ......................................................................... ولم تكن الجريدة التى تم غلقها عقب نشر هذا الرأى، إلا جريدة صوت الجامعة الأسبوعية التى تصدر من كلية الإعلام، والتى كان يفرض علينا «الأستاذ» جلال الحمامصى توزيعها بالبيع العدد بخمسة قروش، حتى يعلمنا فن التوزيع ويكسر الخجل بيننا وبين القارئ والمشترى، ويا ويله يا سواد ليله الذى «يقفش» متلبسا بمحاولة عدم بيع الجريدة ودفع ثمن الأعداد المفروضة عليه بيعها على جمهور القراء فى باقى الكليات والجامعات، ويوفر على نفسه مجهود البيع والتعرض للإهانة أو المعاكسات الطلابية أو الاحتكاك بالجماعات إياها من دوكهمة ودولهمة، فقد كان أستاذنا الراحل يرسل وراءنا مراقبين توزيع من نفس طلبة الكلية، واعترف أننى كنت أحاول جاهدة الإفلات من تلك الرقابة والتحايل عليها. حتى جاء اليوم الذى قدمت فيه مقالة الرأى على فيلم وقصة المذنبون للعملاق نجيب محفوظ، وأخالفه الرأى بشجاعة طفل رضيع دخل عرين الأسد، وإذا بالمقالة تنشر فى صوت الجامعة! ودى كانت نهاية صوت الجامعة فى وقتنا، لكننى ولأول وآخر مرة اتحمس لبيع الجريدة مع لفت نظر الزملاء أننى صاحبة مقال «المذنبون» وبنفس رعونة الطفل الرضيع هاجمت العملاق عم نجيب شاهرة سيفى قائلة: على طريقة يوسف وهبى ياللهول، لسنا كلنا «مذنبون» وأنه ليس من حقك وصم كل فئات المجتمع وطبقاته بالخيانة وانعدام الضمير وإلخ إلخ إلخ، من كلام دون كيشوت إذا ارتدى مريلة الصحافة ودخل مطبخها. وتصادف طبعا أن يكون هذا هو العدد الأخير لصوت الجامعة التى توقفت سنوات طويلة عن الصدور! قد تكون لأسباب سياسية أو اقتصادية أو الاثنين أو.. أو.. المهم أن مقالة «المذنبون» جابتها أرضا، حقيقة مفيش حد بيجى على عمو نجيب محفوظ ويكسب