افتتح مساء أمس بمدينة دبي مهرجان الخليج السينمائي الخامس الذي يستمر حتي السادس عشر من هذا الشهر. وقد عرض في حفل الافتتاح الفيلم الكويتي( تورا بورا) للمخرج والمنتج وليد العوضي.. وهو من الافلام التي جذبت اليها الأنظار في الأونة الأخيرة لجرأة موضوعه, حيث يحكي عن عائلة كويتية ترحل لباكستان ثم أفغانستان للبحث عن ابنها الذي التحق بصفوف طالبان.. ثم يلتحق بهما لاحقا ابنهما الأكبر قادما من برلين للبحث معهم عن أخيه. ومن خلال هذه المرحلة يتاح لنا مشاهدة الحرب الاهلية التي تدور رحاها بين الجبال والسفوح هناك والتشرذم الكبير التي تعانيه أفغانستان المتأرجحة بين الجريمة والارهاب. وبدون أي مواربة أو خوف حسم المخرج أمره وأظهر طالبان كجماعة إرهابية بدون أن يلتفت لأية مبررات عن مقاومة الأمريكان مثلا. ورغم الجرأة فإن الفيلم يبدو كدراما عائلية بعيدة عن أي تحليل سياسي أو فني عميق للوضع المعقد هناك. ويبدو الأب الذي يلعب دوره الفنان الكويتي المخضرم سعد الفرج هو رمانة الميزان بالفيلم بأدائه الرزين كأب مكلوم يبحث عن ابنه الضائع في أحراش مجهولة. وكل محبي السينما يتذكرون موهبة( الفرج) الكبيرة في أول فيلم كويتي( بس يا بحر) في سبعينيات القرن الماضي. والفيلم يضم مجموعة من فناني الخليج المعروفين مثل أسمهان توفيق وخالد أمين. ولكن لأن جبال تورا بورا تم تصويرها في المغرب فنجد أيضا فنانين مغاربة مثل ياسين أحجام ومن فلسطين قيس ناشف. وقد أتيح لي مشاهدة نسخة تحت التشطيب للفيلم في عرض محدود علي هامش مهرجان كان الماضي.. الفيلم صنع محاكاة بصرية رائعة لأفغانستان مع هنات درامية كثيرة في الحبكة وسقطات في الايقاع وعدم وجود سيطرة كاملة علي أداء الممثلين الذي تراوح أداؤهم بين الجيد والسيئ جدا. لكن تظل أهمية التجربة في الرسالة التي يقدمها ورغبته في التنفير من العنف باسم الدين رغم النبرة الخطابية الزاعقة عن دور الأسرة الخليجية في تربية أبنائها. أما مهرجان الخليج فيعرض743 فيلما من04 دولة موزعة علي أقسام المسابقة الخليجية للمحترفين والطلبة والمسابقة الدولية للأفلام القصيرة وخارج المسابقة في أقسام أضواء تقاطعات سينما الأطفال, الأردن في دائرة الضوء, كرز كيار وستامي عن المخرج الايراني الكبير عباس كيار وستامي وبرنامج جيرار كوران في دبي. وشهد حفل الافتتاح تكريم المخرج البحريني بسام الزواي وهو من رواد السينما الخليجية والممثل الايراني الكبير بهروز وثوقي لاسهاماته الكبيرة. ومن الأهم الأفلام المعروضة بالمهرجان التي اجتهد في اختيارها مدير المهرجان الناقد الاماراتي مسعود أمر الله الفيلم الكويتي الصالحية اخراج صادق بهبهاني عن ذكريات رجل بزوجته المتوفاة. ومن الأفلام الاماراتية صحوة للمخرج أدريان بارشوفي عن رجل يهرب من ماضيه وفيلم تجسيد للمخرجة مرام عاشور وهو فيلم سيريالي عن امرأة تتقمص شخصيات متعددة والانتاج الاماراتي الايراني المشترك حلو ومر كفاكهة الرمان عن فتاة ايرانية تحاول اكتشاف حقيقة بلدها. ومن السعودية فيلم نافذة ليلي عن فتاة تتمرد علي واقعها وفيلم كيرم إخراج حمزة طرزان عن أب مسن وابنته. والفيلم البحريني أنين اخراج جمال الغيلان عن فنان مسرحي لا يجد جمهوره. والفيلم العراقي الأعور الدجال اخراج سرمد الزبيدي عن تأثير التليفزيون والاعلام علي العقول. كما سيتم عرض الفيلم التسجيلي العالمي شجرة أكرم عن راقص بريطاني من بنجلاديش أسر الجمهور بعروضه في الامارات. ويبدو من البرنامج الاهتمام الكبير بإيران هذا العام بالاضافة للتطور الملحوظ في كم عدد الأفلام المنتجة في الخليج وذلك بفضل تشجيع المهرجان وتمويله للسينمائيين بالاضافة لمعاهد السينما التي انتشرت أخيرا في هذه المنطقة.