متلازمة الإخوان داء نفسي عضال ظهر في نهاية العقد الثالث من القرن المنصرم بين أفراد جماعة الإخوان، ولكنه يصيب أيضا أشخاصا من خارج الجماعة، ممن يحبونهم أو يتعاطفون معهم، أو ما شابه ذلك، والمرض تتوارثه الجماعة جيلا بعد جيل بسبب تزاوجهم من بعضهم، فهم كما قال صبحي صالح يوما: «لا يتزوجون من علي الرصيف»، ولو فعلوا فلربما كانوا قد استنقذوا بعض ذريتهم من براثنه. ومن أعراض المتلازمة «الكذب» وهو في عرفهم اسمه «التقية» أو التعريض، والتجارة بالدين. وهم دمويون يقتلون العزل الأبرياء، وبهم اشتهاء للتعذيب الجسدي السادي لضحاياهم. وكذلك الغدر وان كان ذا قربي، فالإخواني يغدر بصديقه ورفيق عمره، بل وبأمه وأبيه وفصيلته التي تؤويه في سبيل المرشد، وأيضا «الطاعة العمياء» والامتثال التام لإرادة المرشد، وهو ما تصفه عبارة أحد مرضاهم بأن «الإخواني بين يدي مرشده كالميت بين يدي مغسله» وان »خطأ رأي المرشد هو أنفع له من صواب رأيه ومن أعراضها تصديق كل ما يقال له من أئمته ومشايخه، كقولهم زورا وبهتانا أن مرسي قد صلي بالرسول صلي الله عليه وسلم أو أن جبريل في رابعة أو أن ليلة اعتصام في رابعة خير من عمرة ليلة القدر، الخ! والإخواني غير مبدع بالضرورة، فالفن والأدب والشعر والموسيقي خصال غير إخوانية. كما أنه يلفت النظر حقا اشتراكهم جميعا في ثقل الظل، وافتقارهم التام للفكاهة وروح الدعابة، واسارير أحدهم قلما تنفرج عن ابتسامة طبيعية تلقائية كسائر البشر تشع حبورا وحميمية، انما هي اما مصطنعة متكلفة ملؤها الخديعة، أو مخيفة تبث عدم الارتياح. ومن الأعراض المعروفة لمتلازمة الإخوان «الخيانة والتآمر علي الوطن»، فالإخواني شعاره «طز في مصر واللي في مصر» وهو يكره جيش بلاده وشرطته والشعب كله، ويتحالف مع الحمساوي والتركي والقطري والأمريكي والتكفيري علي بلاده، وهدفه تدميرها وتخريب بنيتها التحتية وشوارعها وميادينها وحرق مبانيها وتهديد أمنها القومي. وأشد أعراض المتلازمة فتكا بصاحبها هو «انكار الأمر الواقع» وعدم التصديق به، والعيش في الخيال والأوهام والسراب كما رأينا بعد الثلاثين من يونيو 2013 وهذا المرض لا يعي الأطباء ولا أحاد الناس تشخيصه لوضوح أعراضه، وهناك فريق من المرضي يظن أنه بقوله «أنا مش إخواني.. بس بأحبهم أو بأعطف عليهم أو ضد الظلم».. الخ فانه قد أخرج نفسه من دائرتهم، كلا هذا ما يظنونه، وتشهد عليهم وجوههم وألسنتهم وايديهم وجوارحهم، انهم منهم، طابور الخونة الخامس الإخواني. د.يحيي نور الدين طراف