التعليقات التى وصلت إلىّ على مقالات الأسبوع الماضى كثيرة ومتعددة، أختار منها رسالتين؛ الأولى من الطبيب د. حاتم أيمن توفيق، يعلق فيها على كيفية التحاور مع فرد من قبيلة «أنا مش إخوانى، ولكن»، يقول د. حاتم: الطابور الخامس الذى تتحدث عنه يا د. خالد، كلما أحاول التحدث معهم يقولون لى جملة واحدة مكررة ومحفوظة: وإيه الدليل؟ وعندما أذكر أى دليل يقولون لى: هذه أدلة ظرفية فقط. وللتعامل مع هؤلاء الناس هناك طريقتان؛ الطريقة الأولى، وهى الأصعب، أن تعاملهم بنفس الأسلوب، فعندما يتباكى أحدهم على شهداء «رابعة»، أباغتهم بالرد: وإيه دليلك؟ مفيش حد مات فى «رابعة» أصلاً. يقولولى: طيب والجثث والأكفان اللى شفناها فى مسجد الفتح. أقول لهم: وإيه الدليل أن تلك الأكفان لم تكن محشوة بالقطن مثلا أو بالسلاح؟ وهكذا. والطريقة الأخرى، وهى طريقة إخوانية بالأساس، بسبب تخليها عن أى مبادئ اخلاقية، وهى أن تتهمهم بالكفر الصريح، أو على الأقل بضعف الإيمان، لأن إصرارهم الهستيرى على الإتيان بدليل مادى على كل شىء هو اتجاه بالغ الخطورة ويلقى بظلال من الشك حول مدى إيمانهم بالله (سبحانه)، لأن اشتراطهم رؤية دليل مادى على عنف الإخوان وخيانتهم برغم كل ما رأيناه يجلب إلى الأذهان صورة الملاحدة الذين يشترطون رؤية الحق (سبحانه وتعالى) قبل الإيمان به، وهو ما يهدم فكرة الإيمان بالله من الأساس، لأن إيماننا بالله ورسوله الكريم لا يتطلب إلا التفكر بالعقل والإحساس بالقلب، وكذلك خيانة الإخوان لنا وميلهم إلى العنف ضدنا لا تحتاج إلا إلى أن نحتكم للعقل ونصدق إحساسنا، فمن يقل لك من الطابور الخامس: وما الدليل؟ قل له: يا أخى، أنت ملحد. كده خبط لزق! الرسالة الثانية من د. يحيى طراف، أستاذ العظام، يقول فى رسالته: متلازمة الإخوان هو داء نفسى عضال، ظهر أول ما ظهر فى نهاية العقد الثالث من القرن المنصرم، وهو منتشر بين أفراد ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، لكنه يصيب أيضاً أشخاصاً من خارج الإخوان، ممن يقولون إنهم يحبونهم أو يتعاطفون معهم، أو ما شابه ذلك. والمرض تتوارثه الجماعة جيلاً من بعد جيل بسبب تزاوجهم من بعضهم البعض، فهم كما قال صبحى صالح يوماً لا يتزوجون من «على الرصيف». ولو كانوا يفعلون فلربما كانوا قد أنقذوا بعض ذرياتهم من براثنه. وأعراض هذه المتلازمة لا تخطئها عين؛ أولها «خسة النفس ولؤم الأخلاق والهوان»، وليس يخفى على أحد منظر كبيرهم وهو يحبو على ركبتيه بين قدمى الملك عبدالعزيز آل سعود ليقبل يده، فعزة النفس وعلو الهمة صفات غير إخوانية، والمصاب بمتلازمة الإخوان هو بوّاس أيدى، هكذا يتربى، وعلى ذلك يدرج وينمو. وكبارهم لما أحيط بهم تصرفوا بمنتهى الانحطاط والصغار؛ فرأيناهم مختبئين فى الجحور والشقق المهجورة، ومنهم من تنكر فى زى النساء، أو حلق لحيته، أو صبغ شعره، ناهيك عن تلاومهم فيما بينهم أمام النيابة، ومحاولة كل منهم إنكار ما اقترفت يداه. ومن أعراض المتلازمة «الكذب»، وهو فى عرفهم اسمه «تقية»، والتدليس والتجارة بالدين، وهم دمويون يقتلون العزل الأبرياء، وبهم اشتهاء للتعذيب الجسدى السادى لضحاياهم. ومن أعراض المتلازمة «الغدر»، وإن كان ذا قربى، فالإخوانى يغدر بصديقه ورفيق عمره، بل وبأمه وأبيه وفصيلته التى تؤويه، فى سبيل المرشد. كذلك من أعراضها «الطاعة العمياء» والامتثال التام لإرادة المرشد، وهو ما تصفه عبارة أحد مرضاهم من أن الإخوانى بين يدى مرشده كالميت بين يدى مُغَسِّله، وأن خطأ المرشد هو أنفع له من صواب رأيه، ولقد عصى مهدى عاكف أباه فسحب أوراقه من كلية الهندسة ليلتحق بمعهد التربية الرياضية، نزولاً على أمر مرشده حسن البنا. كذلك من أعراضها «تصديق كل ما يقال له من أئمته ومشايخه»؛ كقولهم زوراً وبهتاناً إن «مرسى» قد صلى بالرسول (صلى الله عليه وسلم)، أو إن جبريل فى «رابعة»، أو إن ليلة اعتصام فى «رابعة» خير من عمرة ليلة القدر... إلخ. ومن الأعراض المزمنة لمتلازمة الإخوان «الخيانة والتآمر على الوطن»، فالإخوانى المريض شعاره «طز فى مصر واللى فى مصر»، وهو يكره جيش بلاده ذا الأيدى وشرطته والشعب كله، ويتحالف مع الحمساوى والتركى والقطرى والأمريكى على بلاده، وهدفه تدمير البلاد وتخريب بنيتها التحتية وشوارعها وميادينها وحرق مبانيها وتهديد أمنها القومى. وأشد أعراض المتلازمة فتكاً بصاحبها هو «إنكار الأمر الواقع، وعدم التصديق به»، والعيش فى الأوهام والسراب كما رأينا بعد الثلاثين من يونيو. الحديث عن هذا الداء الوبيل قد يطول، ونحن نأمل أن نستأصل شأفته من بلادنا بإذن الله الشافى المعافى، ولن يعيينا ذلك أو يعجزنا وقد توكلنا على الله، واتحد فى سبيل ذلك الشعب والجيش والشرطة.