لم يكن غريبا أن يستيقظ سكان مدينة 6 اكتوبر على أصوات بلدوزرات وحفارات ، ليجدوا بعضا من شوارع وميادين مدينتهم وقد هدمت واقتلعت أرصفتها واشجارها وأتلفت مسطحاتها الخضراء امام مكتب بريد 6 أكتوبر الى مقهى كبير و بالأمر المباشر ودون مناقصات، بحجة تنفيذ مشروع تطوير الصورة البصرية والذهنية لميدان الحصرى بالمدينة وذلك على حد السطور المكتوبة والبادئة بتوقيع وزارة الاسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهاز المدينة فى الاعلان المعلق امام واجهة النادى الرئيسى بالحى السابع .. وكان وزير الاسكان المهندس مصطفى مدبولى اثناء زيارته للمنطقة الصناعية أواخر مارس الماضى قد فوجئ بحالة العشوائية الخطيرة التى صار عليها ميدان الحصرى ، فقرر وفى تعليمات صارمة لرئيس جهاز المدينة بضرورة تطوير وتعديل مسارات هذا الميدان فورا ووفقا لرؤية مستشارين متخصصين مهرة فى التخطيط العمرانى مدخل مدينة اكتوبر ميدان النادى بعد أن كان الميدان الاكثر جمالا والاكثر التزاما بالاشارات المرورية الالكترونية وفى هذا السياق قام المهندس عبد المطلب عمارة رئيس جهاز المدينة بتنفيذ تعليمات وزيره فورا وأسند حسب المعلومات الموثقة تنفيذ هذا المشروع المسمى بالتطوير بالأمر المباشر لواحدة من شركات الطرق وبتكلفة أكد البيان الرسمي للجهاز أنها بلغت 10 ملايين جنيه حيث قامت الشركة المكلفة بالتنفيذ باقتلاع الأرصفة والأشجار والمسطحات الخضراء وتدمير الميادين، وهو الأمر الذي اعتبره أساتذة التخطيط العمراني بالفضيحة الحضارية والجريمة المعمارية وتدميرا للصورة الذهنية وليس تطويرا كما يتصور هؤلاء وكتبوا ذلك فى لوحات إعلاناتهم .. شادر للاغنام والماشية وجزارة وذبح بالشارع بدلا من الحدائق والارصفة بمدينة 6 اكتوبر بالحى السادس المجمع الطبى فى دائرة الخطر «الأهرام« رصدت وبالصورة وعلى الواقع مابلغ به الحال فى مدينة 6 اكتوبر من عشوائية وفوضى ليست بميدان الحصرى فحسب وانما فى غالبية شوارع وميادين الاحياء السكنية الاخرى ولدرجة ان البعض من أهاليها قد يفكرون فى تغيير الاسم من اسمها الحالى الى مدينة العشوائيات، وكان من أهم الاماكن والاحياء التى صارت أسيرة ثلاثية الفوضى والعشوائية والبلطجية ورصدتها عدسة الاهرام على سبيل المثال لا الحصر احياء « السابع والعاشر والحادى عشر والسادس « ففى الحى السابع مثلا تجد المجمع الطبى سقط تحت سيطرة بائعى الخضار والفاكهة وتحول المبنى الى مايشبه شادر خضار بل صارت حالته أقرب الى المراحيض العمومية، أما ساحات انتظار السيارات التى تتوسط مجمع الاردنية بذات الحى والمجاورة للمجمع الطبى استحوذت عليها مجموعة من المقاهى المحيطة بالساحة وتجار وباعة متجولون للخضار والفاكهة، كما قامت وبجرأة شديدة مجموعة اخرى من الباعة الجائلين بتحويل سور مدرسة مبارك كول الفنية الى وكالة لبيع الملابس والاحذية، ناهيك عن السيطرة والاستحواذ الكامل من بلطجية والذى تم على ساحات انتظار سيارات عمارات الجهاز بالاحياء العاشر والحادى عشر والسادس ويقومون الآن بتأجيرها وتشغيلها جراجات خاصة وهى فى الاصل مخصصة لخدمة وانتظار سيارات سكان عمارات الجهاز بشارع الاسعاف بالحى السادس، ولم يكتف البلطجية بالاستيلاء على هذه الساحات فقط بل راحوا يسيطرون على عدد من قطع اراضى الدولة الخالية فى الاحياء التاسع والعاشر ويحولونها الى « شون ومخازن « لبيع مواد ومستلزمات البناء من حديد واسمنت ومواقف للتوك توك ، كذلك قام بعض من الحرفيين بتحويل الادوار الارضية بعمارات فى الاحياء 12 و11 الى ورش صيانة للسيارات والموتوسيكلات ، وبالطبع لايمكن ان نغفل السوق الرئيسية بالمدينة بالحى السادس وكيف أصبحت المنطقة المحيطة سوقا أخرى تم انشاؤها من العشش والخيش والعروش الخشبية مما ينذر بكارثة ومصيبة محتملة.