أى بلاء هذا الذى أصاب أرض الكنانة.. التى جبل شعبها على الرحمة والرفق والكرم والأمانة.. أى حقد أسود.. هذا الذى نفث سمه الزعاف فيها.. وكأنما استكثر عليها أمنها واستقرارها.. وحضارة حاضرها وماضيها.. أى عتل زنيم أو شيطان رجيم.. هذا الذى ضاق ذرعا بتفوق مصر.. وتنقلها من عبور إلى عبور.. ومن نصر إلى نصر.. بفروسيتها فى كل الميادين.. واسترعائها أنظار العالمين.. بريادتها لمسيرة الحق والسلام.. ونبذها لدعاة الحرب والدمار خفافيش الظلام .. من هؤلاء الذين كرهوا أن تكون مصر هى قبلة السائحين.. مقصد رجال الأعمال والمستثمرين .. وواحة الطمأنينة للناس أجمعين.. من هؤلاء الذين ازعجهم أن تظل مصر درة العقد الفريد الذى ينتظم كل العرب.. بأن تظل هى قلبهم النابض.. وملاذهم فى الشدائد والكرب.. وأن تبهر بسياستها الخارجية كل الحكومات والشعوب.. وأن ينجح قائدها بامتياز فى كسب احترام زعماء العالم.. وتأليف كل القلوب. إنهم شذاذ الآفاق.. شياطين الإنس.. أرباب الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.. أهل الشر والمقت والرجس.. تعرفهم بسيماهم بجدالهم العقيم وسوء معشرهم ولقياهم.. بنفوسهم السقيمة المريضة.. بمبادئهم وأهدافهم الظالمة الجائرة البغيضة.. استأجروا قلة ضائعة شاردة مارقة.. واستقطبوا شرذمة ماجنة ماردة فاسقة.. ألغوا عقولهم.. وأماتوا فيهم ضمائرهم.. غيبوهم عن الوعي.. فنسوا مستقبلهم وحاضرهم.. ثم أطلقوهم كأنهم الكلاب المسعورة أو الذئاب الجائعة الرعناء المذعورة.. انطلقوا كالرعد القاصف يعبثون فى الأرض فسادا.. يهلكون الحرث والنسل.. يحيلون العمران أنقاضا ورمادا.. يريقون الدماء.. ويغتالون العزل الأبرياء.. ويفتكون بالكبار والصغار.. والأطفال والنساء.. وها هم يقترفون المذابح البشعة النكراء.. التى اهتزت لها جنبات الأرض.. وغضبت لها السماء.. فاجعات مروعة تقشعر منها الأبدان.. وتشيب من هولها الولدان.. انها كبيرة الكبائر.. فى كل شرائع أصحاب العقول والضمائر. وقف الخلق جميعا ينظرون ..يعتجبون ..ويستنكرون .ويتأملون .. ثم لمصر الكنانة يشهدون ويعلنون.. لا ..ليس الارهاب صناعة مصر ..وما هو من اخلاق شعب مصر .. فهو شعب مؤمن صنع الحضارة فى كل عصر .. لقد عرفته الدنيا الشعب الرقى العطوف الودود..جياش العاطفة..كريما بغير حدود ..شيمته المودةواللطف، ينبذ النكران والجحود ..انه شعب هوايته افشاء السلام.. يحب الالفة.. ويكره الخصام . وينشد الخير لجميع الانام .. يعين الضعيف وينصر المظلوم ..يحتفى بالوافد الغريب..ويخفالى نجدة المكروب والمكلوم نعم .. الارهاب ليس فى قاموسنا . قهو صناعة غير مصرية .. والعنف ليس من طابعنا فهو بضاعة اجنبية..والأبالسة مرتكبو المذابح الشنعاء..ليسوامنابناء جلدتنا. فهم غرباء دخلاء ..وهم ليسوا مسلمين.. بل هم كافرون خبثاء ..انهم مرتزقة مأجورون جبناء ..لم يقتلوا فحسب مئات الشهداء.وانما قتلوا معنويا تسعين مليونا من الابرياء .. بل اقترفوا سبعة الاف مليون جريمة قتل بتعداد البشرية جمعاء..ذلك ماقضى به دستور السماء «ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا»..ارأيتهم حجم هذه الجرائم البشعة النكراء.. التي بكت من هولها قلوب اهل الارض..وغضب لها من فى السماء..وبريء منهافى مصر الكنانة.. البشر..والحيوان الاعجم ..والحجر والمدر والاثرورمالالصحراء ارأيتهم..كيف ينحط الى الدرك الاسفل من قاع جهنهم..كل من يمت بصلة الى القتلة الخونة الوحوش السفاحين...وكيف يستحقون جميعا لعنة الله والملائكة والناس اجمعين.. وكيف ان علينا جميعا فرضا مفروضا ان نقتفى آثارهم..ونتشوف اخبارهم..حتى يتم استئصال شافتهم ويُقطع دابرهم .. اينما يكونون .. ذلك انهم «هم العدو فأحذرهم، قاتلهم الله انى يؤفكون».