قد تسمعين يا اسماء ان ناديتي حيا ولكن لا حياة لمن تنادي بعد الجريمة النكراء في حق الناشط الايطالي فيتوريو اريغوني والذي قتلته ايدي الغدر والخيانة...ايدي الضلال والجهل الذين لم يقتلوا نفسا بريئة فحسب بل يقتلون الامل في كل من تساوره نفسه ان ينتصر ويناصر الحق ويدفع بيده الظلم ...وما الذي اقترفه هذا الناشط سوى انه ترك بلده وعائلته لكي يحارب الظلم الذي وقع على اهلنا واطفالنا وبناتنا... دفعته شجاعته ومروءته... في وقت اختبئ فيه الرجال......دفعته انسانيته وقيمه واخلاقه ...في وقت تخلت فيه اعظم الديمقراطيات عن قيمها واخلاقها من اجل مصالحها... لقد شكلت هذه الجريمة نقطة سوداء في سجل الامة العربية ومن قبلها الاسلامية ..فكما نحن او الكثير منا ينظر الى الغرب ويحكم عليه من خلال ما يرتكبه متطرفيه ومجرميه فلا بد ومن الطبيعي ان يكون هنالك من ينظر الى العرب والمسلمين من خلال المتطرفين والمجرمين..خصوصا اذا وجد من يسوق ويستثمر هذه الجرائم وليسوا ببعيدين عن غزة.. لقد ارتكب هؤلاء الجناة الخونة جريمة بشعة في حق كل الشرفاء والمتعاطفين مع قضيتنا ..جريمة لا تقل بشاعة وخسة عن ما يرتكبه الصهاينة...لقد نعتهم بالخونة وانا اعني كل حرف في هذه الكلمة...لماذا ؟ لانهم خانوا دينهم وعروبتهم وخانوا اخلاق الرجال والمروءة لقد قتلوا نفسا بغير حق ..يقول المولى عز وجل (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا) قتلوا رجلا اعزل... قتلوا من جاء يناصر اهلهم واقول وانا يعتريني الالم ....عذرا يا فيتوريو..وعذرا يا عائلته ..وعذرا يا كل الشرفاء في الارض نحن بريئين مما ارتكبه المجرمون... فهؤلاء ليسوا بني قومي وليسوا بني ديني ولا اخلاقهم اخلاقي ولا دينهم ديني.. وانتي يا ابنة غزة يا اسماء لقد سمعتك وانتي تنادين بحسرة المنكوب والمخذول (لقد قطعتم اخر خيوط التعاطف مع فلسطينوغزة)...لقد اسمعتي ان ناديتي حيا ...ولكن لا حياة لمن تنادي.....