إذا كانت مصر بصدد انشاء قلعة متحفية جديدة اسمها المتحف المصري الكبير.. فان متحفها العتيق القابع في شموخ وعظمة في قلب ميدان التحرير حاملا راية العرض المتحفي لكنوز مصر علي امتداد مائة وعشرة أعوام بالتمام والكمال منذ أن افتتحه الخديو عباس حلمي الثاني عام 1902يعيش الآن مشكلة تؤرقه حيث يدخل المتحف العتيق وحده الآن معركة ساخنة يعتبرها معركة مصير وحياة, عندما يطالب في مذكرة رسمية رفعت إلي رئيس مجلس الوزراء وتقدم بها د.محمد إبراهيم وزير الآثار يطلب فيها إعادة حقه الذي انتزع منه بعد عام1952ليحرمه من امتداده الطبيعي إلي ضفتي النيل العظيم ليقام مبني خرساني قبيح يحجب الرؤية والحياة عن المتحف العريق أسموه الاتحاد الاشتراكي.. ويشاء القدر أن تنتقم السماء ويحترق المبني المغتصب ويعود الأمل إلي المتحف العريق في أن يضم أرضه وأن يتنفس الحياة مثل كل متاحف الدنيا التي تحاط دائما بمساحات وحدائق وخدمات تليق بالمكان. ويحمل المتحف العجوز الآن كما يشرح د.سيد حسن مدير المتحف أوراقه ومستنداته وصوره الفوتوغرافية التي التقطت في بداية حياته لاثبات مطلبه العادل في الحصول علي أرضه المغتصبة, عندما تؤكد الصور التاريخية كيف كان الموقع امتدادا طبيعيا للمتحف.. وكيف كان المتحف يطل علي النهر العظيم دون حاجب؟!. وتخرج المستندات لتؤكد بالنص قرار انشاء هذا المتحف تحت رئاسة الحضرة الخديوية ووافق المجلس بعد المداولة علي انشاء متحف جديد فيما بين النيل وقشلاق قصر النيل. وهذا مستند قاطع يؤكد ملكية المتحف لهذه الأرض المغتصبة.