الواضح أننا في مصر اصبحنا جميعنا خبراء في كل شئ، فاذا كان الفن والرياضة هما اكثر الموضوعات التي يظهر خبراء بهما قبل ثورة يناير، اما بعدها فخرج علينا طوفان من البشر يتحدث في السياسة واخيرا في الاستراتيجيات والخطط العسكرية. على الرغم من ان هناك سيولة في الاحداث فإنه لا يمكن أن تخرج علينا مجموعات من انصاف المتعلمين ليعطوننا دروسا في السياسة وهذا ما حدث بعد ثورة يناير. وللاسف عدم قدرة الشعب على الفرز بين الغث والسمين وقتها، وطبقا لطبيعة الاحداث فكان التقييم غير صحيح على هؤلاء من انصاف المتعلمين حيث كانوا يرغبون في تدمير الدولة المصرية، وعندما قال الشعب كلمته وأبعد كل هؤلاء الانصاف عن المشهد المصري بعد 30 يونيو، ومع توالي الاحداث وظهور الجماعات الارهابية والحرب التي تخوضها القوات المسلحة في سيناء ضد الارهاب، جاءت الفرصة للخبراء العسكريين والامنيين بعدد كبير غير معروفين من قبل وتحليلاتهم لا ترقى الى المستوى الضعيف. الحقيقة أننا أمام مشهد عبثي بكل المقاييس، فكل ما سبق ذكره هو إسقاط على الإعلام المصري الذي يجري خلف كل هؤلاء الفشلة وأنصاف المتعلمين وأصحاب التحليلات الهابطة، وللاسف الشديد ان وسائل الإعلام المختلفة دخلت هي الاخرى لتنافس في نشر وتحليل اخبار غير صحيحة تؤدي الى البلبلة، وكل ذلك في اطار حرية الرأي والتعبير، وأبسط ما يمكن ان يقدمه الصحفي في نشر اخبار غير صحيحة هو الاعتذار. في الحقيقة انه لا توجد دولة في العالم يدار فيها الاعلام بطريقة الفهلوة وعدم المهنية كما في مصر، فلا وسيلة اعلام واحدة تستطيع نشر خبر صحفي يضر بأمنها القومي، فجميع الاعلام في الخارج موجه ويخدم المصلحة العليا للبلاد، في وقتي السلم والحرب، ولا يمكن في حالات الحرب نشر اي معلومة دون التأكد منها، عن طريق القنوات الشرعية ، اما بالنسبة للحالة المصرية فنحن ننشر الاكاذيب ثم نتحقق بعد ذلك من الخبر.ان العبث الاعلامي منذ 4 سنوات نتاج طبيعي لجهل معظم القائمين عليه، وأصبحت المصالح الشخصية والمكاسب هي الهدف الأوحد، وللأسف فإن الدولة اصبحت لا تملك أدوات قوية بعد انهيار الإعلام المصرى . http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى