لليوم السابع عشر من المحادثات بين إيران ومجموعة «5+1»، سادت حالة من الترقب الأوساط الدولية فى انتظار الإعلان عن التوصل لاتفاق نووى تاريخى، ذلك وسط أنباء حول وصول الأطراف المختلفة إلى اتفاق بشأن 99٪ من بنود الاتفاق المؤلف من100ورقة. فمن جانبه، أكد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانى، أنه لا تمديد جديد فى المفاوضات النووية الجارية حاليا فى فيينا وأن المفاوضات مستمرة حتى إعلان التوصل عن اتفاق. كما أعلن على أكبر صالحى، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن المفاوضات التقنية انتهت ويتم حاليا مراجعة النصوص للتأكد من مطابقتها المفاوضات الشفهية. وأضاف صالحى أن«إيران قبلت ببعض القيود، لكن هذا لن يؤثر على سير برنامج إيران النووى السلمى، بل سيتطور حتى بشكل أسرع». وفى رسالة أخرى أقل تفاؤلا، ذكر عباس عراجقى، نائب وزير الخارجية الإيرانى، أنه من غير المؤكد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الجدل الدائر حول البرنامج النووى الإيرانى. وقال:»لايزال هناك مشكلات يجب أن نتغلب عليها.. لا يمكننى أن أعد بأنه يمكن حلها اليوم أو غدا». وفى السياق نفسه، شدد وانج يى، وزير الخارجية الصينى، على أنه»يجب ألا يكون هناك المزيد من التأجيل»، مؤكدا أن«الصين ترى أن أى اتفاق لا يمكن أن يكون مثاليا لكن الظروف متوافرة لإبرام اتفاق جيد». من جانبه ، صرح أحد أعضاء الوفد المفاوض الألمانى، الذى طلب عدم الكشف عن اسمه، أن وزير خارجية بلاده فرانك فالتر شتاينماير أكد أن الاتفاق بات جاهزا ويتوقف إعلانه فقط على إرادة الجانب الإيرانى على ذلك، لكنه عاد وأشار الى أنه:«ما زال الفشل واردا فى المفاوضات رغم أن الطرفين اقتربا كثيرا جدا من الاتفاق». وأضاف المصدر أنه ومن وجهة نظر وزير الخارجية الألمانى شتاينماير بقيت هناك بعض العناصر للوصول إلى اتفاق لا نقص فيه، والمفاوضون يخوضون المرحلة النهائية ويواصلون العمل بصورة مكثفة ليل نهار. وفى غضون هذا، صرح دبلوماسى غربى مطلع ل»الأهرام»أن الاتفاق الأساسى مكون من 20صفحة تشمل المبادئ العامة والخطوط العريضة. و5ملاحق تفصيلية فى 80صفحة تشمل وتيرة وآلية رفع العقوبات، ونظام الرقابة على المنشآت النووية الإيرانية، والتعاون التكنولوجى والنووى السلمى». وأعلن أن المضيفين فى فيينا«أعدوا بالفعل خطة حفل إعلان التوصل للاتفاق أمام الصحافة». وتابع أنه تم التوصل للصيغة النهائية للاتفاق ولم يبق سوى نقطتين يجب أخذ رأى القيادة السياسية فى طهران وواشنطن بصددهما، مؤكدا أن«نسخة الاتفاق أرسلت إلى طهران وواشنطن للمسات الأخيرة ونحن بالانتظار.. إنها مسألة ساعات إذا لم تحدث خلافات جديدة». جاء هذا فى الوقت الذى حذرت فيه إسرائيل الدول الغربية من قيام إيران بحيل متوقعة عقب التوقيع على اتفاق نووى، يتضمن موعدا لإنهاء العقوبات المفروضة عليها. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى عن مصدر أمنى، تحذيره من حيل إيران ودهائها المتوقع عقب التوقيع على اتفاق نووى وصفه ب «الخطير للغاية». وقال المصدر، الذى لم تكشف الصحيفة عن هويته، «إن الغرب يقود مفاوضات شكلية ستؤدى إلى الفشل»، مضيفا: «إيران دخلت المفاوضات فى وضع غير موات، حيث كانت متعثرة اقتصاديا ويائسة من التوصل إلى اتفاق، وبدلا من أن يتم دفع طهران إلى أبعد من ذلك بما يضمن تجميد كامل لبرنامجها النووى دون حيل وخداع، يتصرف الغرب كالهواة وأعطى إيران هدية».