فى ساعةٍ فى حائطٍ تَترقبين ظلالَنا وتساءلين البابْ من شرفةٍ فى ليلةٍ ظلماءَ تبتلعين ظلَّ الخوفِ من أَحداقِنا وتُغمِّسِين الحزنَ فى دمعٍ طويلٍ دائمِ التسكابْ فى لحظةٍ من نسلِ عمرٍ - لا يجيئُكِ ضاحكاأبدا- تباغتكِ النكاتُ العابرات فتبسمينَ ببسمةٍ خَجلى ولكنَّ القلوبَ غضاب ............. هوذا أنا أماه أعرفُ كيف ضَعفُك فى المساءِ، وكيف حزنكُُ حينَ يَبلعنا الظلامُ، وأى وجدٍ يعتريكِ، رأيتُهُ يختالُ فى الرُدهات، من فوق الأسِرّة فى ملابسنا غداةَ خروجِنا لحقولنا أجراءَ بالفأسِ الكليلِ، والمنديلِ،والصبحُ مُنزوعُ الأمومةِ بائسٌ، وخطوطُ وجهِك مثلُ أسئلة بغيرِ جوابْ لا ضيفَ إلاالخوفُ، أولُ زائر يأوى لحجرِتنا فيورقُ صمتُنا شجنًا يذوبُ مرارةً فى عيدنا، يختصُّنا بالدمعِ يسقط فجأةً من دونما أسبابْ .............
تترقبين بجِلسةٍ بالبابِ وقتا لا يجئُ لبابْ. ها قد رأيتِ الواطئين وقد علَوْا والشانئين وقد رضوا والطيبين وقد مضَوْا لا ضيفَ إلا الليلُ يعتام اليتامى كمثل حنظلةٍ ترين هذا الليلَ لا عنبٌ ولا عِنّاب أحبابنُا من يا تُرى أحبابُنا؟ خالاتنا أم خالُنا أعمامنا عمّاتنا الكلُّ فى طهو الشجا أترابْ .............
لو ظلَّ ظلا نرتمى فى حِضنه نبكى ونشكوهُ ونلمسُ فى خشونة صوته عنفاً وبعضَ محبةِ، نهفو لملمسِ كفه ربتا وضربا، فى معاركنا نهددُ بعضَنا برجوعه إن غاب ها أنت يا سبعين مخمصةً ترَين الوقتَ منتعلا أساهُ، وقد تبدلتِ الوجوهُ، وأُبدلتْ-من بعدطيب صفائها- أوشابْ أحقيقةٌ أن الأُلَى ممنْ ظنناهم لنا أهلاً، تمادَوا فى ضلالتهم وصاروا مثلَ زيفِ الماء فى الصحراء محضَ سرابْ أحقيقةٌ أنى وأنك حين يعصرُنا الحنينُ، أُطلُّ فى عينيك ألمحه يلوّح لي، فأجرى لأمسحَ دمعتين أطلتا بأسنةٍ وحِراب فيفور فى عينيّ دمعٌ حائرٌ أمضي أكفكفه وأترك للبكاءِ وحيدةً آوى إلى عَتبٍ أسارره بسر الدمع فى عيني فتستر ما تبقى من رماد رجولتى الأعتاب