النتائج الهزيلة لقمة الأمن والأمان النووي في سول سببها انتهاجها نفس المسار للقمة الأولي في واشنطن 2010, والتي انبثقت بدورها من رؤية طموحة طرحها أوباما في براج في 2009. لعالم خال من السلاح النووي. نقطة الضعف الرئيسية هي أن التركيز كان علي منع وصول مواد خطرة إلي الإرهابيين في حين لم تخط الدول النووية خطوات جادة للتخلص من مخزونها من التسلح النووي, وتمسك أوباما بحق التأهب لردع أي عدو محتمل. ولهذا فقد كان أقصي ما تحقق هو خطوات اجرائية طوعية اتخذتها الدول للحد من سرقة المواد النووية. ما تم إنجازه ليس قليلا. فالخطر الإرهابي النووي تراجع كثيرا بعد مقتل بن لادن وضرب تنظيم القاعدة, وصفقات السوق السوداء في المواد الخطرة تراجعت من كيلوجرامات في أواخر التسعينيات إلي بضعة جرامات في السنوات الأخيرة. وكثير من الدول تخلصت طواعية من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب أو البلوتونيوم مثل أوكرانيا والمكسيك, وتحولت الكثير من المفاعلات النووية إلي الاعتماد علي اليورانيوم منخفض التخصيب. ولكن في المقابل مازال هناك 1600 طن من اليورانيوم عالي التخصيب و500 طن من البلوتونيوم متمركزة في الولاياتالمتحدة وروسيا ومبعثرة في 30 دولة حول العالم تحتاج إلي تأمين في دول مهمة مثل الصين واليابان والهند وباكستان. يضاف إلي ذلك مشكلة الأمان النووي التي فجرتها كارثة فوكوشيما ولا تقل خطرا عن الخطر الإرهابي. كما أن الطموحات النووية لكوريا الشمالية وإيران ظلت هاجسا يرفرف علي مداولات القمة بحثا عن حل. هذه المشكلات المعقدة لن يحلها وعود طوعية لإنجاز المزيد حتي عام 2013 التي انتهت إليها القمة بعد رفض باكستان ودول أخري التدخل في حقها السيادي في إنتاج مواد انشطارية. ومعني هذا أن القمم لن تتمكن من إنجاز أهدافها دون التحرك في خط مواز لتحقيق الشطر الثاني من رؤية أوباما وهي إبرام صفقة جديدة بين الدول النووية وغير النووية تقوم علي أساس التزامات محددة لمنع انتشار الخطر النووي مقابل جدول زمني واضح ومتفق عليه للتخلص مما لدي الدول النووية من مخزون الأسلحة. الحسابات الانتخابية الأمريكية ليست العائق الوحيد, فروسيا تريد المساومة بمخزونها لتعويض ضعف تسلحها التقليدي, والصين تحتفظ بها كورقة ضغط للتحكم في محيطها الآسيوي, وفرنسا وبريطانيا تريدان منعا للانتشار النووي لا نزعا لترسانتهما. الحقيقة أن الدول النووية تفضل الجمود في القمم الدولية علي التخلي عن مواقعها الحصينة لذلك فإن النتائج ستظل هزيلة حتي تتم الصفقة المؤجلة. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني