شنت إسرائيل منذ قيامها حتى الآن سواء بقيادة حزب الليكود أو حزب العمل أو بقيادة الائتلاف بين عد من أحزابها وكلها أحزاب قد تختلف فى برامجها وأساليبها ولكنها تتفق على هدف واحد هو تحقيق مصلحة إسرائيل العليا والتمسك بما حصلت عليه بغير حق حروبا على الفلسطينيين والعرب، لا تخطر على البال، بهدف إفشالهم فى تحقيق أى انتصارات بشأن القضية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين بعد تحريرها من الاحتلال الجاثم عليها بعد أن أصبح الشعب الفلسطينى هو الشعب الوحيد الذى بقى تحت الاحتلال فى القرن الحادى والعشرين. وقد تعددت هذه الحروب الغريبة فى أشكالها ومسمياتها، فمنها «حرب الطين» ضد لبنان خلال فترة احتلال إسرائيل الجنوب اللبنانى وذلك بنقل كميات هائلة من التربة الطينية الخصبة منه إلى صحراء إسرائيل مستخدمة أكبر أسطول من الشاحنات العملاقة والاستفادة منها فى استصلاح الأراضى الصحراوية الإسرائيلية، و «حرب البلح» الخفية وذلك بإنتاج أصناف عالية الجودة قبل موعد إنتاج البلح فى الدول العربية بوقت كاف ووضع طائرات النقل الخاصة التابعة للقوات الجوية فى خدمة زراع النخيل لنقل منتجاتهم بأسعار مخفضة بعد إعفائها من الجمارك وتطبيق الأبحاث المتقدمة فى زراعة النخيل وعلاج أمراضها مما أعطى البلح الإسرائيلى على حساب البلح العربى فرصة أكبر للتصدير إلى الخارج خاصة الدول الإسلامية والأوروبية التى توجد بها جاليات إسلامية كبيرة وذلك قبل شهر رمضان الكريم، بينما اكتفينا نحن بالاحتفال يوم 15 سبتمبر سنويا بعيد النخلة العربية التى أوصانا الرسول الكريم (ص) بها بقوله: «عليكم بالكريمتين النخلة والنحلة». وهاهو بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل يعلن فى مدينة طبرية خلال حملته الانتخابية وقبل يوم واحد من تلك الانتخابات الأخيرة «حرب الفلافل»، بالوقوف وسط حشد من أعوانه وتناول ساندويتش فلافل ساخنا مدعيا أنها أكلة إسرائيلية الأصل ومفضلة إليه لأنها أكلة يهودية قديمة ترجع فى أصولها إلى التوراة ولم يسرقها اليهود من المصريين. وهذا اليوم وكل يوم تواصل إسرائيل حربها على آلاف من أشجار الزيتون فى الأراضى الفلسطينية إما بحرقها أو تدميرها أو سرقتها ونقلها إلى داخل إسرائيل وتحويل موسم جنى الزيتون (النفط الأخضر الفلسطيني) إلى رعب ودماء وقتل للمزارعين أما أكثر الحروب الإسرائيلية إيلاما للشعب الفلسطينى فهى حرب الجواسيس وذلك بتجنيد بعض ضعفاء النفوس من الفلسطينيين واتخاذهم عملاء حتى أن الرئيس ياسر عرفات قال : «إننى لم أسلم من التنصت والتجسس من بين ظهرانينا» بينما قال أحد قادة حماس : «إن لدى معظم المنظمات الفلسطينية اختراقات أمنية» وقد بلغت بجاحة إسرائيل فى هذه الحرب وصفاقة هؤلاء العملاء أنهم أسسوا فى القدس نقابه للعملاء والخونة يرأسها العميل الفلسطينى الخائن رامى برهوم مهمتها تحسين ظروفهم وتبنى مطالبهم لدى إسرائيل. أما آخر الحروب فهى «حرب المشمش» فقد أنتجته إسرائيل هذا العام من نوع أكثر جودة وقبل موعد إنتاج المشمش الفلسطينى بوقت كاف مما أعطى إسرائيل فرصة أكبر لرواجه فى الداخل وتصديره إلى الخارج على حساب المشمش الفلسطيني، وقد دفعت تلك الحرب الفلسطينيين إلى تنظيم مهرجان كبير فى قرية جفنا بالضفة الغربية الأسبوع الماضى حضره عدد كبير من القيادات الفلسطينية، يهدف إلى تشجيع المنتج المحلى الفلسطينى وتفضيله على نظيره الإسرائيلى فى وقت تكتسح فيه المنتجات الإسرائيلية الأسواق الفلسطينية مما يؤدى إلى تراجع الاقتصاد الفلسطينى المتعثر جراء الاحتلال وذلك باعتبار المشمش الفلسطينى هواية وتراثا فله خد أحمر وخد أصفر، الأول يرمز إلى الدم الفلسطينى الذى يفتدى به الفلسطينيون وطنهم بينما يرمز الخد الثانى الأصفر إلى المعاناة التى يعانيها الشعب الفلسطينى من الاحتلال. لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين