شنت مقاتلات حربية، الليلة قبل الماضية، غارة جوية استهدفت تجمعا لتنظيم «داعش» فى مدينة سرت وسط ليبيا. وقال مصدر مطلع بسرت إن المُقاتلات الحربية استهدفت مقر الأمن الداخلى سابقًا، الذى استولى عليه تنظيم «داعش» منذ سيطرته على المدينة خلال الأسابيع الماضية. وقال شهود عيان، إنّ أكثر من 15 قتيلا و20 جريحا من تنظيم «داعش» سقطوا نتيجة غارتين جويتين استهدفتا موقعا تابعا لهم بمدينة سرت، حيث جاءت إحدى الغارات بعد صلاة العصر مباشرة وتزامنت الأخرى مع أذان المغرب. وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ طائرة حربية مجهولة المصدر أغارت على مقر الأمن الداخلى الذى يتحصن به تنظيم «داعش» بمدينة سرت . وأفادت بأنّ عناصر تنظيم «داعش» نقلوا الجرحى الذين سقطوا نتيجة القصف الجوى على مقر الأمن الداخلى إلى مستشفى ابن سينا فى مدينة سرت وأغلقوا المستشفى .يذكر أنّ تنظيم "داعش" سيطر على العديد من المواقع الاستراتيجية فى سرت بعد طرد الكتيبة 166 التابعة للمجلس العسكرى مصراتة، واستولى على المحطة البخارية وقاعدة القرضابية الجوية. من جانبها، حذرت غرفة عمليات القوات الخاصة «الصاعقة»،مساء أمس الأول رواد مواقع التواصل الاجتماعى والإعلاميين والنشطاء من نشر مواقع تمركز وتجمعات عناصر الجيش بمحاور القتال فى مدينة بنغازى. وأكدت غرفة عمليات القوات الخاصة «الصاعقة» فى بيان أنه فور نشر صور لتجمعات ومواقع تمركز قواتهم بمحاور القتال بحسن نية أو بسوء نية، يتم استهداف التجمع أو التمركز بقذائف الهاون. وطالبت غرفة عمليات القوات الخاصة «الصاعقة» بعدم نشر أو تداول الصور بمواقع التواصل الاجتماعى، حتى لا يتم كشف مواقع تمركزهم، وحفاظا على حياة الجنود من الاستهداف المباشر.وكان مصدر عسكرى قد أكد أن تجمعا للجيش بطريق النهر جرى استهدافه بقذيفة هاون مساء الجمعة الماضى، مما أدى إلى مقتل وجرح ستة من عناصر الجيش . من ناحية أخرى ،ذكرت تقارير اعلامية أن مختار بلمختار الذى قيل إنه قتل فى غارة أمريكية على شرق ليبيا الأسبوع الماضى، أنشأ كيانا جديدا لتوحيد الجماعات الموالية للقاعدة فى ليبيا والجزائر ومالى، ونفى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب مقتله وكذلك جماعة "المرابطون" التى أعلنت نجاته من الغارة الأمريكية، فى حين لم تؤكد واشنطن مقتله. وإذا صحت هذه الأنباء فقد يمثل ذلك تهديدا جديدا للمنطقة بأسرها التى تعانى هجمات الجماعات الجهادية ونفوذها فى دول تشهد اضطرابات سياسية وأمنية منذ سنوات. ونقلت التقارير الإعلامية، عن مصدر أمنى جزائرى مسئول قوله إن الوحدة بين فروع تنظيم القاعدة الدولى فى ليبيا والجزائر تمت بالفعل تحت اسم "مجلس شورى تنظيم القاعدة فى إفريقيا"، الذى ضم ممثلين عن 4 جماعات هى كتائب القاعدة فى سرت الليبية وكتيبة القعقاع بن عمرو الموالية للقاعدة فى الشرق وكتائب الصحراء فى تنظيم القاعدة المغاربى فى مالى بقيادة يحيى أبو الهمام، وبقايا تنظيم القاعدة فى شمال الجزائر. وكشف المصدر نفسه عن مصالحة تاريخية تمت فى الأسابيع الأخيرة، بين أمير تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، عبد المالك دروكدال، المكنى أبو مصعب عبد الودود، وأمير كتيبة "المرابطون" مختار بلمختار. موضحا أن المصالحة جاءت فى إطار مسعى لتوحيد الجماعات السلفية فى شمال إفريقيا لمواجهة النفوذ المتزايد لتنظيم «داعش». وذكرت معلومات استخباراتية، تم تداولها قبل أسابيع، مساعى توحيد الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا فى مجلس شورى واحد لتنسيق النشاط، وأن تقارير أمنية أشارت إلى أن بلمختار يقود هذا المسعى، حيث تنقل إلى سرت الليبية مرتين على الأقل واجتمع بقياديين من الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة فى ليبيا.