يشيع فى معظم الأحيان عند كثيرين استخدام لفظ التطرف للدلالة على الإرهاب، واطلاق المتطرفين على الإرهابيين، رغم ما بين المصطلحين من فارق كبير، يستلزم توضيح حقيقتهما، والعلاقة بينهما، ووسيلة علاجهما ويقول الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: التطرف هو الوقوف فى الطرف وهو عكس التوسط والاعتدال، ومن ثم فقد يقصد به التسيب أو المغالاة وإن شاع استخدامه فى المغالاة والإفراط، فقط والتطرف يعنى كذلك الغلو، وهو ارتفاع الشىء ومجاوزة الحد فيه، فالتطرف هو الميل عن المقصد الذى هو الطريق الميسر للسلوك فيه، والمتطرف هو الذى يميل إلى أحد الطرفين، والتطرف يرتبط بأفكار بعيدة عما هو متعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا دون أن ترتبط تلك المعتقدات بسلوكيات مادية متطرفة أو عنيفة فى مواجهة المجتمع أو الدولة.وأوضح أن البعض يرى أن التطرف مجموعة من المعتقدات والأفكار تتجاوز المتفق عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا وتعدد صور التطرف ومظاهره، لتشمل كل تصرف يخرج عن حد الاعتدال التى منها: تعصب المتطرفين لرأى معين، وعدم السماح للآخرين بمجرد إبداء الرأى لإيمانهم الراسخ بأنهم على صواب والآخرون على نقيضه، ومن خصائصهم العنف فى التعامل، والخشونة، والغلظة فى الدعوة والشذوذ فى المظهر، والنظرة التشاؤمية، والتقليل من أعمال الآخرين، والنيل منها، والاستهتار بها والاندفاع فى القول والتصرف والسلوك، وعدم ضبط النفس، والخروج على القصد الحسن، والتسيير المعتدل، وإن كان بين التطرف والإرهاب قواسم مشتركة، من جهة المال، والنزعة، والطبيعة إلا أن بينهما فروقا جوهرية، منها: أن ارتباط التطرف بالفكر وارتباط الإرهاب بالفعل، أما إذا ارتبط التطرف بالعنف المادى أو التهديد به، فإنه يتحول إلى ارهاب. والتطرف لا يعاقب عليه جريمة معاقبا عليها، بينما يعد الإرهاب جريمة معاقبا عليها، ويختلف التطرف عن الإرهاب من خلال طرق معالجته، فالتطرف فى الفكر وسيلة علاجه الفكر والحوار، أما إذا تحول التطرف إلى تصادم، فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة مما يستلزم تغيير مدخل المعاملة وأسلوبها، إذن من خلال هذه الفروق يمكن القول إن التطرف قد يكون مقدمة للإرهاب وسببا مفضيا اليه.