التطرف يعنى الغلو وهو أرتفاع الشىء ومجاوزة الحد فيه .. أى تعصب وتشدد حتى جاوز الحد .. وهو الميل عن المقصد الذى هو الطريق الميسر للسلوك فيه . وقد نجد فى هذا العصر صورا للتطرف .. نسمعها هنا أو نقرؤها هناك ، وعلينا ألا نضطرب من هذا ولا نفهم – خطأ – أن بعض المسلمين إرهابيون ، لأن التطرف ظاهرة بشرية ، رأيناها فى الرومان واليهود مع المسيحيين ، بل وحتى – للأسف – فى بعض المسلمين . إن التطرف يرتبط بالفكر والإرهاب يرتبط بالفعل ، ويختلف التطرف عن الإرهاب أيضا من خلال طرق معالجته فالتطرف فى الفكر ، تكون وسيلة علاجه هى الفكر والحوار أما إذا تحول التطرف إلى تصادم فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة مما يستلزم تغيير مدخل المعاملة وأسلوبها. التطرف والإرهاب من الظواهر البشرية التى عرفها الناس فى جميع العصور ، وحينما نتعرض لها فإنما نقصد أن نعلم الناس التوازن والاتزان ؛ حتى لا ينجذب إلى الإرهاب ، وحتى لا يخشى الإرهابيين ، وإنما يبتعد عنهم ، أو يوجههم إلى طريق الخير والصواب ، بالقول الطيب ، والإقناع المنطقى السليم – إذا استطاع . وأما المخرج مما نحن فيه ، والعلاج لما نعانيه فيتمثل فيما يلى : تحكيم الشريعة والالتفاف حول القيادة – التقارب بين العلماء – إعادة الثقه المفقودة بين المواطن والحكومة – مواجهة المشكلات الاقتصادية – علاج الخلل الإدارى فى بعض أجهزة الدولة – الوضوح السياسى حتى ينشأ الشباب على بينة من أمر بلاده داخلياً وخارجياً – وأن تكف وسائل الإعلام عن تقديم ما يضر بالمجتمع دينياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً ، وأن تكون الكلمة مثمرة لا مدمرة – تطهير المجتمع ممن احترفوا الموبقات والمنكرات والرذائل ، فأشاعوا الفساد – مواجهة التيارات الخارجيه التى تبث العنف وتعمل على إثارة القلاقل بكشف مصادرها ومقاصدها . فعليك ألا تسمح لنفسك بالتطرف فى أى موقف ، وذلك بالفهم العميق ، والفكر الهادىء ، والسلوك القويم فى كل أمر من أمور الحياة . إن دينك الإسلامى هو دين اليسر والسماحة ، فلا تشدد فيه ولا حرج ولا تطرف . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) . أى أن ديننا الإسلامى قوى ؛ فعلينا أن نسير فيه برفق ، وألا نحمل أنفسنا أو غيرنا مالا طاقة لنا به فنعجز ونترك العمل . وأما الإرهاب فقد نهى عنه الإسلام ، وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم – من حمل السلاح لإرهاب المسلمين ، فقال : ( من حمل علينا السلاح فليس منا ) . كما جعل رسول الإسلام ( الأمان ) سمة الإنسان المؤمن ، فقال : ( إن المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ) . وخير الناس من يكون مصدر أمن وسلام لإخوانه ، وشر الناس من يكون مصدر شر وإرهاب لهم . ولابد قبل الشروع فى بيان الحل والعلاج أن نقرر حقيقة هامة هى أن التطرف يحتاج إلى مواجهة علمية لا مواجهة عنترية !! وأنه بدون تصحيح الأوضاع الخاطئة ومواطن الخلل فى واقعنا الذىنعيشه فلن نصل إلى حل صحيح أو علاح نافع !!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.