إذا اتفقنا علي أن الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية وصياغة دستور جديد ليست نهاية المطاف ولا هي ذروة الحلم المنشود وإنما هي مجرد وسائل لكي تضع مصر أقدامها علي بداية طريق جديد فإنني أعتقد أنه مع مرحلة جديدة تستظل بأجواء جديدة يمكن أن تأخذ كل القوي السياسية إشارة موحية للبدء في حوار وطني جاد وحقيقي بدلا من إضاعة الوقت والجهد في جدل عقيم لا ينفع وإنما في الأغلب يضر! وأنا هنا أتحدث عن حوار وطني جامع وشامل تنخرط فيه كافة القوي السياسية لتصحيح مسار اللجنة التأسيسية المنوط بها صياغة الدستور مهما تكن الملاحظات حول تشكيلها وأن تكون مهمة هذا الحوار مناقشة جميع القضايا الحيوية والأساسية اللازمة لتحديد اتجاه بوصلة المستقبل. أننا بحاجة إلي حوار يبدد أي غيوم ويجمع كل ألوان الطيف السياسي في مصر حول أجندة حوار وطني مستمر تتحدد فيه الأشياء بمسمياتها الصحيحة حتي يمكن التعرف علي مختلف الخيارات والبدائل بشأن أجندة المستقبل. وإذا قدر لمثل هذا الحوار الوطني أن تنطلق مسيرته بروح الجدية والإيجابية فإنني أعتقد أن الفائدة التي ستتحقق منه سوف تزيد كثيرا علي العناوين الرئيسية لبنود الدستور في المجالات السياسية والاقتصاد والشأن الاجتماعي والبعد الثقافي والفكري. لعلي أكون أكثر وضوحا وأقول صراحة: إن مثل هذا الحوار الوطني لن يسهم فقط في تعرية هواة الجدل والخصام الذين يريدون استنزاف جهد وطاقة الوطن في معارك لا طائل من ورائها وإنما سوف يفرز أجواء جديدة في الساحة السياسية المصرية تسمح بإمكانية الرهان مجددا علي قدرة الأحزاب والقوي السياسية المصرية علي استعادة عافيتها والظهور كأرقام صحيحة في المعادلة السياسية. إن العمل السياسي ليس مسرحا للهواة وإنما هو مسئولية حاضر ومستقبل.. ومن ثم يتحتم علي الذين يتبارون هذه الأيام في الظهور علي المسرح السياسي أن يفرقوا جيدا بين أهمية النقد وتسليط الأضواء علي ما يعتقدون أنه سلبيات وعقبات في طريق التطور السياسي.. وبين الإفراط في جلد الوطن ومسيرته بغير رحمة أو شفقة! وليت الجميع يدركون أن الكلام سهل, وأن وعي الناس هو الذي يجعل من الكلام الغث بضاعة بائرة وغير رائجة في ضمير الرأي العام الذي يريد فعلا لا كلاما! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: العنيد لا يحمل أفكارا ولكن أوهامه هي التي تحمله! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله