من بين ما يمكن استخلاصه من مداولات مؤتمر هرتزليا هذا العام أن هناك ما يشبه التوجه العام فى إسرائيل لاستمرار تضخيم ما يسمى بالخطر النووى الإيرانى المحتمل رغم وجود إشارات لا تخطئها العين فى الأوراق البحثية تستبعد تماما إقدام إيران فى حال امتلاكها لسلاح نووى على عمل عدوانى ضد إسرائيل.. وهنا يكون السؤال هو: ما سر هذه الازدواجية بين تضخيم الخطر رغم اليقين بعدم احتمالية حدوثه. وفى اعتقاد الإسرائيليين أن وجهة النظر الأمريكية مختلفة قليلا وربما ترى واشنطن أن المخاوف الإسرائيلية مبالغ فيها بعض الشىء كما أن أمريكا قد توافق على استبعاد قيام إيران بشن هجوم نووى على أحد أو إعطاء أسلحة نووية إلى تنظيم القاعدة ولكن ما تخشاه أمريكا حقا هو أنه إذا سمح لإيران بالانضمام إلى النادى النووى فإن ذلك سيحطم الحاجز ويصنع طوفانا من المحاولات يقوم بها آخرون قد يصبحون قوى نووية داخل وخارج الشرق الأوسط. ويطرح الإسرائيليون سؤالا فى هرتزليا ويجيبون عنه بالإشارة إلى أن نصف أعضاء إدارة أوباما يترددون فى التفكير بعمل عسكرى ضد إيران، وأنه فضلا عن عدم توافر الأعداد الكافية من الجنود لدى وزارة الدفاع الأمريكية تعانى أمريكا حاليا من عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة ومعنى ذلك أن الموقف الأمريكى تجاه المسألة الإيرانية متردد بنفس درجة التردد الواضحة فى الموقف الأوروبى وإن كانت الإدارة الأمريكية لا تريد الاعتراف بذلك. أما الخلاصة الأخرى فى هذه الدراسات البحثية فهى أن الإيرانيين لديهم نفس التحليل ويبنون موقفهم على قدرتهم على المثابرة وعلى بلوغ إسرائيل مرحلة اليأس من التفكير فى القيام بمغامرة عسكرية فى ظل ردود الفعل الدولية المحتملة والتى قد تدفع الرأى العام العالمى ضدها إلى أبعاد جديدة ومع ذلك فإن هناك من أشار إلى أنه بعيدا عن كل هذه التقديرات فإن أحدا لايمكن أن يكون متأكدا من قبول المتعصبين فى الإدارة الأمريكية أو المتطرفين فى الحكومة الإسرائيلية للتعايش مع الخطر الإيرانى إذا حانت لحظة الحقيقة. وإذا صح ذلك فإن سيناريو الأحداث المقبلة سوف يكون مليئا بالمفاجآت غير السارة ليس للعرب وحدهم الجالسين فى مقاعد المتفرجين وإنما للعالم بأسره. خير الكلام: " اسئلة الثعالب تحصر الاختيار بين اجابتين خاطئتين ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله