العلاقات المصرية الألمانية تتمتع بسمات وخصوصية متميزة. وتتواكب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لألمانيا مع مرور 58 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الزيارة بين الدلالات والتطمين ، فكلا البلدين له دوره المهم فى محيطه الإقليمي. وقد شهدت الفترة الماضية نشاطا ولقاءات مكثفة بين الجانبين سواء فى برلين أو القاهرة وآخرها الزيارة التى قام بها الشهر الماضى فالتر شتاينماير وزير الخارجية لمصر والتقى خلالها الرئيس السيسى وتم استعراض التطورات التى شهدتها مصر والتحديات التى تواجهها فى المرحلة الراهنة، السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق كشف للأهرام أن توجيه المستشارة الألمانية دعوة للرئيس لزيارة المانيا يعتبر نجاحا للسياسة الخارجية المصرية ولعلاقات مصر مع الاتحاد الأوروبى بالرغم من حملات التشويش والتضليل والأكاذيب، ومحاولات تعبئة الغضب الألمانى ضد مصر.وأشار الى أن الزيارة تفتح مجالات واسعة للتعاون سواء على الصعيد الثنائى أو على صعيد العلاقات المصرية الأوروبية كما أن وجود الرئيس فى برلين سيكون فرصة ذهبية لشرح حقيقة الأوضاع فى مصر بعد 30يونيو وتوضيح الرؤية الوطنية لتحديث الدولة والمجتمع وعرض المشروعات والخطط التى تم البدء فى تنفيذها فى شتى المجالات. ويؤكد السفير هريدى ان مجالات التعاون بين البلدين تشمل الطاقة والطاقة المتجددة والتعدين والتدريب المهنى والاسكان والبنية التحتية والنقل والمواصلات وإدارة الموانى وفقا لأحدث الأساليب العلمية متمنيا الاستفادة من التجربة الصناعية الألمانية فى اعادة تأهيل مصانع القطاع العام. زيارة مهمة لرابع اقتصاد عالمي أما الدكتور كمال أبو عقيل عضو المجلس الألمانى للشئون الخارجية ومقرر الشئون الأوروبية بالمجلس المصرى للشئون الخارجية فيعتبر أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى مهمة جدا وقبول الرئيس لها خدمة للاقتصاد المصرى حيث انه المنتظر ان يكون التركيز خلالها على الجانب الاقتصادى أكثر من الجانب السياسى نظرا لان ألمانيا تعتبر رابع اقتصاد عالمي. كما ان الدعوة قدمها للرئيس زيجمار جبرايل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهو فى الوقت ذاته رئيس الحزب الديمقراطى الاشتراكى الذى يتناوب المستشارية مع الحزب المسيحى الديمقراطى الذى ترأسه ميركل كما ينتمى لهذا الحزب المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرويدر والأسبق هيلموت شميت. ويؤكد أبو عقيل ل « الأهرام « أن الزيارة ستسهم فى شرح موقف مصر وان لقاءات الرئيس فى ألمانيا ستؤدى إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وتطمين الشعب الألمانى على أن مصر فى طريقها لنظام ديمقراطى وفق ما أكده الرئيس. واوضح ان هناك العديد من الدلالات على التعاون بين البلدين فى مقدمتها زيارة رئيس شركة سيمنس الألمانية لمصر لمدة 3 أيام للإعداد لاتفاقيات لإنشاء محطات كهربائية عملاقة، والأهم من ذلك إنشاء مصنع لتوربينات الغاز والذى يتولى إسالة الغاز وضخه للمنازل حيث من المنتظر ان يتم التوقيع على الاتفاقيات فى برلين. وأعرب أبو عقيل عن تفاؤله بمستقبل التعاون المصرى الألمانى خاصة ان الجانب الألمانى لديه الاستعداد للتجاوب وفهم الظروف المصرية بدليل زيارة وزير الخارجية الألمانى لمصر منذ عدة أسابيع والتجاوب مع مصر فى إنتاج الطاقة. ويعود الدكتور أبو عقيل الى فترة المستشار شرويدر حيث كان مقررا تنفيذ تعاون مشترك فى مجال الطاقة الشمسية وكانت شركة سيمنس طرفا رئيسيا فى مشروع مقترح فى هذا المجال وقدرت الاعتمادات لهذا المشروع بنحو 200مليار يورو على عشر سنوات إلا أن المشروع لم ينفذ لتقاعس الإدارة المصرية فى ذلك الوقت كما حاربته شركات الطاقة فى أوروبا لأنه كان سينتج طاقة حرارية كهربائية رخيصة وطالب أبو عقيل بإعادة طرح هذا المشروع.