هذا الفأر الذى كان يحيا حياة رغيدة فى المزرعة ، هبت عليه ضائقة أزعجت حياته وأذهبت اطمئنانه فأخذ يهذى كالمجنون فى أرجاء المزرعة وهو يصيح ، لقد جاءوا لى بمصيدة للفئران، هيا يا أصدقائى فى المزرعة أنقذونى ، وعندئذ صاحت الدجاجة وقالت :إسمع أيها الفأر هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بسماع صوتك وعندئذ توجه الفأر إلى الخروف وقال :الحذر الحذر ففى المزرعة مصيدة ساعدونى فابتسم الخروف وقال:إنك المقصود بالمصيدة فلا تقلقنا وهنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التى قالت باستخفاف:هأهأ فى مزرعتنا مصيدة ،عندئذ قرر الفأر أن يتدبر الأمر بنفسه وأن يتجنب الوقوع فيها وابتعد فى سيره عن مكانها ونام بعدها قرير العين ،إلخ. هذه ليست حكاية من حكايات أبلة فضيلة التى كنا نسمعها صباح كل جمعة ونحن أطفال لم نبلغ الحلم بعد، إنها نصُ من كتاب القراءة المقرر على طلبة الشهادة الإعدادية منذ أعوام وحتى الآن ، المدهش فى الأمر أن النص جعل الفأر يهذى والخروف يبتسم ثم حول الفأر لحكيم يأخذ الحيطة والحذر ويتعامل مع مشكلاته بجدية والتزام وتفكير سليم فى حين لم تسلم بقية الحيوانات جاء هذا الهراء ليعطى الطلبة نموذج لتجارب الحياة التى تعلمنا أن نتعامل مع مشكلاتنا بجدية إنه الهذل فى موضع الجد ، هذا ما نعلمه لفتيان وفتيات على أعتاب الشباب، والله لقد بات على بن أبى طالب كرمَ الله وجهه وهو فى نفس عمرهم فى فراش النبى (ص) . فى حوار له فى الأهرام المسائى قال وزير التعليم إنهم انتهوا من وضع مصفوفة المدى والتتابع التى توضح المفاهيم التى توضع على أساسها المناهج من الابتدائى حتى الثانوية وراجعها خبراء ومتخصصون وأساتذة جامعات للوصول إلى التطوير النهائى للمناهج خلال الفترة المقبلة، نتمنى ألا يكونوا خبراء مثل الذين وضعوا نصا بهذه السذاجة والبلاهة ،وللحديث بقية. لمزيد من مقالات سهيلة نظمى