ما زلنا حتى عصرنا الحالى نمارس طقوسا شعبية فى مراسم الزواج مأخوذة من طقوس فرعونية من الدرجه الأولى، وفى مقدمة هذه الطقوس المأذون والكوشة التى يجلس فيها العروسان ويتم الاحتفال بهما فيها، وأيضا الزغاريد التى تطلقها النساء احتفالا بالزواج، التى أصبحت علامة على سعادة المصريين وفرحهم فى كل مناسبة. فالمأذون ذو العمة والقفطان، أو حتى المأذون ذو البدلة والكرافتة، هو نفسه المأذون الفرعونى المكلف من المعبد بعقد رباط الحياة المقدس بين العروسين، والذى كان يقوم بعد عقد رباط الحياة بكتابة عقد الزواج من ثلاث نسخ -مثلما يحدث الآن . وفى العصر الفرعونى كان يتم أيضا إعداد قاعة للاحتفال بالزفاف فيها، وكانوا يقومون بتزيين تلك القاعة، وكان من أهم ما يستخدم فى عملية التزيين زهر الياسمين وهو باللغة الهيروغليفية الفرعونية "الياسمون"، وذلك لأنه فى اعتقادهم زهر الجنة ورائحته هى رائحة الجنة. وكان يُطلق على المكان الذى يجلس فيه العروسان "الكوش"، وقد تطور هذا الاسم الآن وأصبح "الكوشة. أما الزغاريد فإنه لا تمر مناسبة سعيدة فى أى بيت مصرى إلا وتنطلق فيها الزغاريد فرحا وابتهاجا، فهى بمثابة إعلان عن الفرحة والمناسبة السعيدة، فهل لهذه الزغارية أصل فى العادات الفرعونية؟ والزغاريد عبارة عن أصوات حادة تطلقها الحنجرة ويتحكم فى رنينها اللسان تنطلق عند الابتهاج، ويقال إن أصلها فرعونى، وأنها عادت لبيئتنا الشعبية فى العصر الحديث منذ القرن السابع عشر، وكان ذلك فى الأفراح الشعبية حيث أُطلقت الزغاريد ابتهاجا بالعُرس السعيد، ومنذ ذلك الحين انتشرت واتخذها الجميع كعلامة على الفرح والابتهاج .